نظرت إلى البقجة ، بدأت أتلمس ما بها ، كان بها كيس ثمار ، بمجرد أن تذوقتها عرفت أنها تفاح ، كان بها دجاجتان ، من رائحتهما أيقنت بأنهما مطهوتان ، كان بها زجاجات مغلقة لا شك أنها خمور ، نظرت على الفور إلى تمثال المسيح المصلوب أمامي ، قلت له : لن أدع صدفة كهذه تغير مجرى فكري وتجعلني أصدق أن هذه مائدة ثانية من السماء بعثتها إليَّ ، من ساعتها أيقنت بأنني عفريت ، لا تنظر إليَّ هكذا ، على الأقل عندما أود ذلك ، لم أعد إلى بيتنا بعد ذلك أبدا ، خرجت من بيت أم جورج عفريتا بين الناس ، عوووو ، أحيانا ينعتوني بالعفريت ، وأحيانا ينعتوني بالجن ، هكذا قالت أم سناء لي ، بعد أن التحفتها خمسين ألف مرة في ثانية واحدة ، لا تطلب مني أن أحكي لك شيئا عن سناء ، فأنا سأحكي كل شيء لوحدي ، ليس معنى أنني أسترخي منكفئا على هذه الطاولة ، أن هذا يوجب علي أن أحكي ، لا يهمني أن تكتب في أوراقك أو لا تكتب ، لا يهمني أن تسجل أو لا تسجل ، لا يهمني أن تصور أو لا تصور ، فهذا أمر يعنيك وحدك ، ويعني التاريخ ، المهم أنني شفيت غلي وحققت عفريتيتي أو جنيتي ، عوووو ، كانت سناء خطواتي الأولى في درب الهوى ؛ طهارة في طهارة ، ونقاء في نقاء ، وضياء في ضياء ، تبسمنا لبعضنا ، ضحكنا لبعضنا ، لوحنا لبعضنا ، كتبنا لبعضنا ، قابلنا بعضنا ، تناغينا معا ، صلينا معا ، اتفقنا على أن نكون لبعضنا إلى نهاية ما بعد الأبد ، خالدين مثل جدنا إبليوووو ، طلبت مني ذات يوم أن أقبلها فرفضت ، قلت لها : أرجو أن تظلي رمزا للنقاء والطهر ، تقدم لها مهندس زراعي يزرع التفاح في العراق ، فوافقت أمها في الحال ، رفضت سناء بعنف ، بعثت إلي ، ذهبت لمقابلة والدتها ، قلت لها : لماذا تتعجلين؟ إن ابنتك في العام الأول من الجنة ، اصبري عليَّ حتى أكون نفسي ، وأصعد إليها من الأرض ، فلم تصبر ، ما لبثت سناء أن وافقت ، لحظتها احترقت في نفسي بؤر الشعور والغيب ، لا مكان للمرأة في قلبي ، مكانها الحقيقي بين حقوي ، رددت ذلك بيني وبين نفسي ، حاولت ذلك جهدي طيلة حياتي ، هذه الفكرة هي التي تسببت في موتي ، فلم تكن وووورا لتخضع لمبدئي ، تحايلت حتى دخلت في لحاف واحد مع سناء وأمها وأخواتها الثلاث : راشيل وماري وخولة ، ولكل واحدة قصة ، لن أحكيها أبدا مهما طلبت مني ، فهذه خصوصيات ، وخصوصياتي مقدسة ، والمرأة التي استأمنتني على لحافها ، لا يمكن أبدا أن أخونها ، يمكن أن أحكي لك عن وووورا لأنها لم تستأمني على شيء ، وووورا ، سبب نكبتي ، وأنا لا أود أن أتذكر سبب نكبتي ، اسمح لي أن أقص حكاية وووورا فيما بعد ، فلقد وهنت مرسلات الحكي في كبدي ، هذه حكايتي فهل تروقك ؟ وهل سأنجح هذا العام ؟ عوووو عوووو عوووو ./span [1] - ملفوظ شعبي ، يقال بين الناس ؛ للتخويف والتفزيع والترويع ، على سبيل من المزاح والملاعبة.