كتب: محمود جلال الأمشيطي مهندس تصنيع غذائي – مركز البحوث الزراعية نعم، أنها الإنتفاضة التي نحتاجها الآن ونجدد العهد معها، فالصدمة حروف بسيطة معناها كبير فربما تتداخل الحروف والكلمات والمشاعر ويتلعثم القلم حين قررت أن أكتب مقالتي هذه ولم أجد ما يوفي حق الصدمة فتارة يتوقف العقل من هول الصدمة وتارة تتساقط دموعي وتهتز مشاعري ... الصدمة بمفهومها العلمي هي الإضطراب المفاجئ عن نقص تروية أنسجة الجسم المختلفة بالدم الحامل للأوكسجين والغذاء مما يؤثر على الوظائف الفسيولوجية المختلفة. فالصدمة موضوع مقالنا هي صدمة أخلاقية غير متوقعة وغير متكررة ومفاجئة وتتسم بقوتها الشديدة مع قدر من التهديد وتسبب الخوف والقلق والعجز وقد تؤدي إلى الإنسحاب والتجنب وأيضا تؤدي إلى التدخل السريع بردة فعل شديدة من هول الصدمة. نعم أنها الصدمة التي احدثت ثورة وانتفاضة على النفس البشرية لإعادة توازنها من جديد وارسال روح الرحمة والاحساس فيها. برنامج الصدمة أفضل برنامج هذا العام وليس في رمضان فقط حيث حاز على قبول واسع وردود أفعال قوية من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي في السباق الرمضاني لهذا العام 2016م رغم بساطته فكان الهدف سامي. برنامج الصدمة هو محاولة بسيطة لإحياء مشاعر انسانية حيث أعاد التوازن الحقيقي لأخلاقيات الأعلام في مصر بل بالمنطقة العربية ورغم بساطته بل حقق الهدف السامي لشرف المهنة فكان رسالة أخلاقية بطريقة الكاميرا الخفية متجنباً الأعتماد على المقالب والتلاعب بمشاعر وأرواح الضيوف بطريقة مهينة وسخرية الموقف والتعامل والتي أصبحت تثير فزع وغضب المشاهدين كما تابعناها خلال السنوات الأخيرة فالبرنامج يعتمد على تمثيل موقف غير أخلاقي وينتظر ردود الأفعال من المتابعين والمتواجدين بمكان الحدث ومدى تفاعلهم في منع الخطأ الذي يمارس أمامهم فمن الحلقات والمواقف المؤلمة والتي أبكتني حقاً والمعنونة بأهانة أب وأهانة أم وتكاليف العلاج وتوالت أفكار الحلقات. وما لفت إنتباهي في هذا العمل الرائع أن فكرة الحلقة تنفذ في خمس دول عربية وهي مصر والعراق والسعودية ولبنان والأمارات. الصدمة كانت قوية لشريحة كبيرة من المشاهدين فكانت فوران للقيم والمبادئ والاخلاق التي كادت ان تندثر فى المجتمع العربي. تحياتي للاعلاميين الخلوقيين... كريم جوجك والاء حسين وخالد الصقر وطارق السويد وعلاء عنبر وفريق العمل من mbc.c