للأسف أصبحت المتاجرة بمشاعر المشاهدين عنصرا اساسيا في الاعلام المصري يلعب بها كل علي طريقته في البرامج المختلفة من أجل الاستحواذ علي أكبر قدر من المشاهدة وبالتالي يحقق البرنامج النجاح وتزداد إعلاناته وبالطبع أجر هذا الاعلامي الذي نجح في المتاجرة بمشاعر الناس لتصبح عشرات الملايين.. ولا اقصد هنا برامج «التوك شو» فقط ولكن امتدت هذه الظاهرة الي برامج المنوعات الكبيرة ايضا مثل برامج المسابقات الغنائية التي تنتجها شبكة قنوات M.B.C وأخرها The voiِce التي تتاجر ايضا بمشاعر المتسابقين من الموهوبين حيث تقوم بالدعاية للبرنامج من خلال اللقاءات التي تجريها مع المتسابقين وهم يتحدثون عن خوفهم وتوترهم لمجرد الوقوف علي خشبة مسرحهم وتعرض لهم مواقف وهم مرعوبون وتارة وهم يبكون وهكذا كل هذا قبل اجراء المسابقة، أليس هذا متاجرة بمشاعر المشاهدين وبالطبع بهؤلاء المتسابقين ولم تكتف بذلك بل تستضيف ايضا اسر وأهالي هؤلاء المتسابقين وتنقل مشاعرهم التلقائية وهم يشاهدون ابناءهم وردود افعالهم التي تخرج احيانا عن المألوف سواء كانت بالفرح او بالحزن.. فقد شاهدت في الحلقة الاولي من برنامج The voiِce والدة احدي المتسابقات المصريات وشقيقة المتسابقة وهما في حالة من الهلع والبكاء خوفا من عدم قبول المتسابقة وبمجرد قبولها للاستمرار في البرنامج قامت والدتها بالركوع علي ارض المسرح وتقبيله فرحا بفوز ابنتها.. أليس هذا المشهد متاجرة بمشاعر المشاهدين.. إن نقل هذه المشاعر الخاصة علي الهواء وللعامة ليس له أي علاقة بالاعلام ولا المهنية واخشي ما اخشاه ان نشاهد قريبا برامج «مقالب» مأخوذة عن تلك البرامج للتأكيد علي المتاجرة بمشاعر الناس الطيبين.