-يستند برنامج العلاج النفسي، الذي ينظر إلى التلعثم في الكلام باعتبارها عرضًا، ومن الضروري البحث عن الأسباب الحقيقية لهذا العرض وإزالتها حتى لا يتكرر مرة أخرى، والحد من هذه الظاهرة. أ-الأسس التي يقوم عليها البرنامج: -يعتمد البرنامج العلاجي الحالي على نتيجة الفرض الأول ، واللذى أوضحا العلاقة بين العلاج النفسي للتلعثم ، و إمكانية التنبؤ بالنتائج على متغيرات الدراسة والحد وعدم تكرار عدد مرات التلعثم من خلال نتائج الاختبارات وبالتالي يحرص البرنامج العلاجي على تنمية المجموعة التجريبية، وتحسين مستوى تقدير الذات والانطواء ووجهة الضبط والسعادة لدى المتلعثم وزيادة التوافق النفسي والاجتماعي. بهدف علاج أو الحد من ظاهرة التلعثم في الكلام لديهم.
ب- أهداف البرنامج العلاجي وأهميته: -لا تقتصر أهداف البرنامج على علاج ظاهرة التلعثم في الكلام، وإزالة هذا العرض المرضى فحسب، وإنما تستهدف أيضًا رفع وتحسين مستوى التواصل اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين، وتنمية السلوك النفسي الإيجابي، حتى يتمكن الفرد من مواجهة الضغوط النفسية وخفض مستوى القلق والخوف، والتفاعل مع المواقف بشيء من المرونة والإيجابية، بما يعمل على تنمية مستوى تقدير الذات والتفاعل والإيجابية لدى الفرد، ومن ثم فإن أهمية هذا البرنامج تكمن في أنه يعالج ظاهرة التلعثم في الكلام من خلال البرنامج العلاج النفسي .
فنيات البرنامج:
يعتمد هذا البرنامج على مجموعة من الفنيات أهمها:
- لعب الدور Role Playing
-تعتبر فنية لعب الدور إحدى فنيات العلاج النفسي القائم على نظرية الإسقاط، ويعتمد نجاح الفرد من الزاوية الاجتماعية على قدرته في القيام بالدور المطلوب منه، ولذا فإن التدريب على لعب و إتقان الأدوار، وتعلم المهارات الاجتماعية، يعد مطلبًا جوهريًا في التعايش مع المواقف الاجتماعية المتعددة وإدارتها، ويتم ذلك من خلال تصميم المواقف الداعية لتقدير الذات وزيادة الثقة بالنفس، والتي قد يتعثر الفرد فيها في تواصله اللفظي مع الآخرين، فيبدو مضطربًا في شخصيته، متلعثما في كلامه ومن خلال فنية لعب الدور يتمكن الفرد من مواجهة الضغوط النفسية، والتعامل مع المواقف الداعية فاعلية البرنامج النفسي وخفض التلعثم في الكلام لدى الأطفال بالمرحلة الابتدائية، ، حتى إذا واجهته هذه المواقف بشكل حي كان قادرًا على مواجهتها بطريقة إيجابية يتأكد فيها ثقته بنفسه.
-ويرى حامد زهران ( 1997): - أن لعب الدور يوفر للطفل أن يتقمص بعض الشخصيات
-التي تتصل بمشكلته، ويجسد مشاعرهم وانفعالاتهم مما يؤدى إلى التنفيس الانفعالي، وتحديد المشكلة النفسية التي يعانى منها الفرد على وجه الدقة، والشعور بمشاعر الغير، وهو ما يوفر قدرا كبيرا من
-الاستبصار.
-ويؤكد عبد الستار إبراهيم ( 1993) على أن لعب الدور يساعد الأطفال على اكتساب المهارات الاجتماعية المصاحبة للدور، وأن هناك مراحل أساسية لإجراءات لعب الدور هي: عرض للنموذج المراد أداؤه والتدريب عليه، وتشجيع الأطفال على أداء الأدوار المطلوبة منها، وتصحيح الأداء مع تدعيم الجوانب الموجبة منه، ثم إعادة الأداء حتى يتمكن الطفل من اكتساب المهارات المتعلقة بالأدوار، وبذلك يكون من السهولة تطبيق هذه المهارات في الحياة الطبيعية.
-ومما يجدر ذكره أن البرنامج االنفسى يعتمد على هذه الفنية في توضيح أساليب المعاملة الوالدية التي يتعرض لها الأطفال وكيفية التصرف في المواقف المختلفة
-الأنشطة Activity :
-تعد الأنشطة إحدى الفنيات السلوكية الهامة عند تقديم البرامج الإرشادية أو العلاجية لدى الأطفال، لأنها وسيلة هامة لتوجيه الطاقة وخفض التوترات، والتعبير عن الأفكار والمشاعر بصورة مناسبة، وتمكن الأطفال من العمل التعاوني، والانخراط في الأطر المجتمعية، كما أنها وسيلة متميزة للكشف عن الهوايات وتنمية المواهب في جميع المجالات، وفي إطار البرنامج الحالي يتم تقديم مجموعة من الأنشطة تتمثل في: النشاط الرياضي من خلال اللعب ، والنشاط الترفيهي وبعض الحركات الإيقاعية.
-الأحاديث الذاتية Self-Talking
أن الأحاديث الذاتية هي السبيل المثالي لاستكشاف النفس والوعي بالذات، حيث ينبغي على الفرد- أي فرد- أن يخصص وقتا للخلو بالنفس، مستبعدًا كل تشويش، فإذا استطاع أن يدرب نفسه والآخرين الذين يعيشون معه على الخلو بالنفس لمدة ساعة واحدة يوميًا يحاول فيها أن يكون فضاء فكريًا في ذهنه ويتيح لعقله التجوال دون تحكم، يطرح بعض الأسئلة على نفسه ويحاول الإجابة عنها، ليتعرف على ذاته من حيث: أسلوب المعاملة الوالدية في المنزل، وأساليب إدارة الفصل المدرسي، والمواقف التي تفجر لديه نوبات التلعثم في الكلام ووجهات نظره في الأفراد المقربين منه، وغير ذلك، ولا شك أن ما يقوله الفرد لذاته عن ذاته أو عن الآخرين إنما يكون له دور كبير في توجيه مسار سلوكه النابع من انفعالاته أيضا، فإذا كانت فكرة الفرد عن ذاته أنه ضعيف الشخصية، غير واثق في قدراته، فإنه حينما يتعرض لموقف لا يستطيع مواجهته، فتظهر عليه علامات الدونية وعدم الثقة بالنفس من خلال مجموعة من المظاهر الفسيولوجية والنفسية منها التلعثم في الكلام، وتحاول الباحثة من خلال استخدام هذه الفنية أن يتدرب الأطفال على إقامة حوار ذاتي، يمكن من خلاله مناقشة مجموعة من الأفكار حول المواقف الداعية للتلعثم في الكلام، والانفعالات المصاحبة لهذه المواقف، في محاولة لتنمية المظاهر السلوكية والنفسية. الإيجابية .
-المراقبة الذاتية: يتم تدريب الأطفال على مراقبة ذواتهم وتسجيل ملاحظاتهم عنها وتقييم حالتهم أثناء المواقف الداعية للتلعثم في الكلام، حيث أن المراقبة الذاتية تساعد الطفل على معرفة المصادر الأساسية للتلعثم من خلال معرفة الأفكار والمشاعر والسلوكيات المصاحبة لهذه المواقف وبيان ما يبدو من خصائص والمظاهر السلوكية والنفسية أثناء التلعثم ، ومن هنا يستطيع الطفل أن يتوصل لشروط الأساسية التي تساهم في انخفاض مستوى التلعثم في الكلام، فيتمكن من تقبل الظروف المحيطة به كما هي، ويحاول تقديم بعض المقترحات التي يواجه بها التلعثم المتعلقة بالذات فيحاول التفكير مرة أخرى بشأن التلعثم ، ويعاود ضبط انفعالاته، وتجديد سلوكياته.
التدريب على التخاطب Training Of Communication :
-تساعد هذه الفنية في تحسين التواصل بين الطفل والأسرة، والأقران، وأعضاء المجتمع المدرسي، وهنا يجب التأكيد على أن هذه الفنية لا تهدف إلى تدريب الفرد على الكلام مع الآخرين بقدر ما تهتم بخلق بيئة التخاطب وتهيئة المناخ الداعم لعملية التخاطب الجيدة، بحيث تتكون لدى الفرد الرغبة في التواصل مع الآخرين وذلك من خلال تقبل الآخرين، والتفهم لهم بما يسمح لأن تسير عملية التخاطب في الاتجاه الإيجابي وبما يدعم مستوى تقدير الذات المرتفع .
- الواجبات المنزلية Home Work:
-يتم تكليف الأطفال بأداء بعض الأنشطة العقلية، والانفعالية، والسلوكية، ومراجعتها في الجلسة التالية، بهدف التعرف على مدى إنجازها بالشكل المناسب لتعديل السلوك، حيث إن الواجبات المنزلية إحدى الفنيات السلوكية التي يستطيع الفرد من خلالها تعميم التغيرات الإيجابية التي يستفيد منها فى البرنامج، كما تساعد في نقل المواقف المتخيلة إلى مواقف طبيعية، وتتضمن هذه الفنية مجموعة من المهارات أهمها: الإصغاء للآخرين، والتسجيل الكامل لكافة عناصر المواقف التي يمر بها الفرد، -وتحليل استجابات الفرد واستجابات الآخرين في المواقف المختلفة، وتفسير ظهور استجابات معينة على نحو ما، وتقييم المواقف بشكل بسيط.
جلسات البرنامج النفسي لعلاج التلعثم
الجلسة الأولى: في البداية يجب أن أشير إلى أن هذه الجلسة يطلق عليها الجلسة التمهيدية. فبمجرد دخول المتلعثم إلى حجرة العلاج والتدريبات قامت الباحثة بالعمل على تكوين علاقة طيبة وحميمة وتشجيع المتلعثم على التفاعل والتواصل في الجلسات القادمة، وكان يسمح لأحد الوالدين بالحضور في بداية الجلسة حتى يشعر المتلعثم بالألفة والاطمئنان.
-وتمثلت نقطة البداية مع جميع المتلعثمين من خلال تطبيق مقياس المصفوفات المتتابعة الملونة لأطفال وذلك للعرف على الذكاء العام واستبعاد حالات التأخر العقلي، كما أن فقراته الملونة ساعدت كثيرا في جذب انتباه واهتمام الأطفال ، وبالتالي توثيق العلاقة وتشجيع المتلعثم على الاستمرار في المراحل القادمة ، وبعد ذلك تم التطبيق القبلي لباقي أدوات الدراسة والمتمثلة في اختبار شدة التلعثم – وعى المتلعثم بمشكلته ، المظاهر النفسية – المظاهر السلوكية للمتلعثم ). -وتتفق الباحثة مع عبد الستار إبراهيم ( 1993 ) على ضرورة ارتباط الواجبات المنزلية -بموضوعات الجلسات وأهدافها، كما ينبغي مشاركة الأفراد في تحديد ما سوف يقومون به من أنشطة.
الجلسة الثانية إلى السابعة : قامت الباحثة بتجميع بعض المعلومات والبيانات عن الطفل المتلعثم، مع إعطاء فكرة كاملة للوالدين عن مشكلة التلعثم وأثارها ، مع شرح بسيط ومختصر للأسلوب العلاجي المستخدم وكيفية استخدام هذا الأسلوب العلاجي داخل حجرة العلاج والمنزل وخلال هذه الجلسات تم وضع بعض الخطوط الأساسية التي سيتم التعامل معها في المرحلة القادمة من الخطة العلاجية تم الاتفاق على بنود أساسية نوجزها فيما يلى:.
- الالتزام بآداب الحديث وبمواعيد الجلسات والمواظبة عليها وتنفيذ التعليمات والواجبات المنزلية مع عدم الانقطاع عن الجلسات بدون موافقة المعالج
-إعطاء الطفل المتلعثم فكرة بسيطة عن مشكلة التلعثم وخطورتها وتعريفه بطرق علاجها ، وكيفية التعامل معها.
- الاتفاق على مواعيد الجلسات القادمة ومضمونها والتنبيه على الطفل المتلعثم بضرورة عدم التسرع في الحكم على فاعلية الأسلوب العلاجي المستخدم في علاج التلعثم يحتاج إلى وقت طويل وتعاون بين المتلعثم وأسرته والمعالج .
- تعريف المتلعثم أن العلاج لا يعنى تناول عقاقير بل عبارة عن جلسات تدريبية وبشروط محددة، وأن نجاح العلاج لا يقتصر على دور المعالج فقط بل على الأثنين معا .
- التأكيد للطفل المتلعثم على أهمية التدريبات المنزلية وعدم الاكتفاء بالجلسات العلاجية حتى يمكن إتقان الأسلوب العلاجي. وتسمى هذه الخطوة بجلسات التهيئة والتي تهدف تهيئة الطفل المتلعثم على استخدام الأسلوب العلاجي وبدا يظهر في هذه المرحلة مدى تعاون الطفل مع المعالج واختفاء المقاومة والشعور بالارتياح، ويحظ أنهذه الجلسات قد بدأت بتشجيع الطفل على الكلام بدون خوف أو تردد، كما دار محتوى الجلسات في هذه المرحلة حول القراءة الشفهية - حيث يقرأ كل طفل متلعثم الفقرة أو القطعة التي تم اختيارها من خلال الباحثة وتقوم الباحثة بحصر الكلمات التي تلعثم فيها وذلك بوضع خط تحتها ثم يطلب إلى الطفل أن يكرر هذه الكلمات خلف المعالجة بمجرد الانتهاء من نطقها مثل ظله حتى يشعر الطفل بالانسياب والطلاقة : ليس هذا فحسب بل يطلب إلى الطفل المتلعثم أن يكرر المقاطع أو جملة قصيرة خلف المعالجة عدة مرات حتى يستطيع الكلام بأقل درجة من التلعثم.
ويلاحظ أنه من خلال هذه الجلسات تركت الباحثة لعينة الدراسة الحرية حول قراءة أو سرد موضوع ، وفى الغالب بأدر معظم الأطفال بسرد قصة من الذاكرة خلال الجلسات وقامت الباحثة بتدوين هذه الموضوعات وتحديد الكلمات والمقاطع التي يتلعثم فيها الطفل ، ثم يطلب بعد ذلك من المتلعثم أن يكرر خلف المعالجة حت يشعر بالتحسين والرضا عن طريق كلامه وخلال هذه المرحلة من الجلسات العلاجية والتدريبية قامت الباحثة بحث المتلعثمين على ضرورة تقبل. رد فعل المستمعين والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية بدون تجنب أو تفادى لها وتحفيز المتلعثم على الاستمرار في البرنامج العلاجي ، وفى هذه الجلسات تم التركيز على تدريب المتلعثمين على كيفية التحكم في طريقة الكلام من خلال استخدام أسلوب العلاج الظلى احتمال بأن المتلعثم يتحول إدراكه بعيدا عن اهتمامه بصوته هو إلى مراقبة صوت المعالج .، وكما يقصد بهذا المفهوم أن يقوم المتلعثم بتكرار ما يقوله المعالج به، بحيث يكون تكرار الكلام متزامنا بفارق زمنى بسيط جدا (نوران العسال،1990 ،73 ) كذلك يعرف العلاج الظلى على أساس أن المعالج يقوم بقراءة قطعة معينة – كلمة كلمة وبمعدل ثابت ومنتظم ثم يردد المتلعثم كلمات كما يسمعها بالضبط بحيث تأتى كلمة المتلعثم ظلا لكلام المعالج .
الجلسة الثامنة إلى الخامسة عشرة: في نهاية الجلسة السابعة تم تكليف الأطفال المتلعثمين ببعض الواجبات والتدريبات المنزلية وتنفيذ التعليمات التي تم الاتفاق عليها ويطلق على هذه المرحلة من العلاج بالجلسات الوسطى وخلالها تتاح الفرصة لكل طفل متلعثم أن يقوم بالتدريب وممارسة العلاج الظلى بمساعدة الوالدين في المنزل، وفى هذه المرحلة أزداد تعاون الأطفال المتلعثمين مع المعالج وخلال هذه المرحلة تم طرح عدد كبير من الأسئلة من جانب الأطفال المتلعثمين والوالدين حول قرب الشفاء والتخلص من هذه المشكلة ، وهنا تم إعادة ما تم الاتفاق عليه من علاج التلعثم يحتاج إلى صبر ووقت ومجهود مشترك ، وأن المراحل القادمة من الجلسات سوف تشهد تحسنا في كلام الطفل وسلوكه.
ولقد دارت الجلسات في هذه المرحلة حول موضوع الحديث الفردي ، بمعنى أن الطفل المتلعثم يختار بحرية أحد الموضوعات دون تدخل من جانب المعالج، أو يطلب إلى الطفل المتلعثم أن يتحدث مع المعالج في أي موضوع يشبه الحوار أو المحادثة، وفى هذه المرحلة تم إتباع الإجراءات السابقة ففي الجلسات الأولى، بمعنى أن الطفل المتلعثم يكرر خلف المعالج الكلمات أو المقاطع التي تلعثم فيها خلال الحديث وذلك عدة مرات حت يشعر المعالج بأن درجة التلعثم في تحسن ملحوظ ويلاحظ ذلك التحسن في طريقة كلام المتلعثم.
وفيما يلى نورد مثالا يوضح طريقة العلاج خلال الجلسات في ضوء الحديث الفردي من جانب المتلعثم الموضوع أجازه نهاية الأسبوع والذهاب إلى النادي .
لقد اختارت الطفلة بحرية عن الموضوع التي أرادت الكلام فيه ، تم تحديد الكلمات التي تلعثمت فيها بوضع خط تحته ، يطلب إلى المتلعثم أن يكرر خلف المعالج هذه الكلمات وبفارق زمنى بسيط ، يقرأ المعالج الكلمات أو الجملة كاملة ، وبشكل صحيح ويطلب من المتلعثم أن يكرر حلفه وبدون تفكير .
ويستمر تدريب وعلاج الأطفال المتلعثمين وخلال هذه المرحلة تم تشجيع المتلعثمين والثناء على طريقة كمهم بأنها أفضل من المراحل السابقة، وأن تنفيذ الواجبات المنزلية بدقة سوف يساعد على زيادة الطلاقة وانخفاض حدة التلعثم ، والتأكيد على الأطفال بأهمية الحوار مع أفراد الأسرة في البداية ومن الضروري عد م تجنب أي موقف اجتماعي وعد م الخوف من رد فعل الأخرين .
وبعد المرور بالخطوات السابقة تبدأ مرحلة جديدة على النحو التالي :
الحلسة السادسة عشر حتى الجلسة الثانية والعشرون :
وبنا على أن فنية التظليل هي الفنية السلوكية الوحيدة المخصصة لعلاج هذا النوع من الاضطراب ،وخلال هذا الأسلوب يكرر المتلعثم بصوت مرتفع كلام المعالج أو شريط التسجيل بعد كل كلمة أو كلمتين، كما يمكن أن يحدث كف التلعثم أيضا عندما يتم قمع التغذية الرجعية السمعية بواسطة النغمة العالية المقنعة وهكذا فأن فنية التظليل تعمل على إحداث نوع من الارتباط الشرطي بين مثير هو كلمة واستجابة هي كلمة المتلعثم
التي تأتى بعد كلمة المعالج مباشرة وكأنها بمثابة الظل لها مما يؤدى إلى قمع التغذية الرجعية السمعية في نهاية الأمر وبالتالي تحسن الكلام لدى المتلعثم. (حسام عزب ،1981 ،185) كما أن العلاج الظلى يعتبر طريقة علاجية حيث يوضع المتلعثم أمام المرأة ليشاهد بنفسه الحركات العشوائية التي يقوم بها عند الكلام ، وتعبيرات الوجه والتوتر وكذلك يسمع صوته مباشرة فتى جهاز تسجيل خاص ، وهذا يجعله يشعر بغرابة كلامه مما يزيد من ضيقه وانفعاله من جاء حركاته وكلامه ، مما يجعله تدريجيا يكره هذه الحركات والأصوات المتكررة منه ويعمل جاهدا على التخلص منها والتخفيف من حدتها ويمكن استخدام طريقة صرف الانتباه بحيث لا يسمع المتلعثم صوته، وهذا يعزر ثقة المريض بنفسه ويجعله يتحدث بطلاقه.
وهى المرحلة القبل الأخيرة من جلسات العلاج الظلى وتم تكليف الطفل المتلعثم بأجراء حوار متبادل بين شخصين حوار تمثيلي كأن تدور محادثة بين مدرس وتلميذ أو طبيب ومريض أو بين المتلعثم نفسه وأحد الوالدين أو أحد أصدقائه.
وقد تميزت هذه المرحلة عن الجلسات في المراحل السابقة بانخفاض درجة المقاومة من جانب الأطفال المتلعثمين ، كما أظهر الأطفال اهتماما ملحوظا بالتدريبات المنزلية على الرغم من الإلحاح المستمر حول قرب نهاية العلاج والتخلص من هذه المشكلة وتمثل دور الباحثة في طمأنة الأطفال وعدم اليأس من تحقيق الشفاء، وأن الطريق مازال مفتوحا لتلقى المزيد من الجلسات لخفض حدة التلعثم قدر المستطاع وبالتدعيم وبدأوا في الإحساس بالارتياح والشعور بالتحسن في طريقة الكلام.
وفى هذه المرحلة تم أتباع إجراءات العلاج الظلى نفسها ، حيث يطلب إلى المتلعثم أن يكرر خلف الباحث كل كلمة يتلعثم فيها أثناء الحوار المتبادل، وخلال هذه المرحلة تم التهيئة للأطفال بقرب نهاية البرنامج العلاجي، والتأكيد عليهم بضرورة التردد على المعالج في حالة تفاقم وضرورة المتابعة من حين لأخر مع المتخصصين في مجال أمراض التخاطب.
* أهلا احمد ماذا تريد؟ * هل تريد أن تذهب معي إلى النادي؟ * نعم * بس صحابي يضحكون على؟ * سوف أحذر أصحابك من مقاطعتك أو الضحك عليك * شكرا بابا وسوف أذهب معك إلى النادي وقد تحدث المتلعثم مع الباحثة بأن الموقف داخل الفصل وأمام الزملاء بالنسبة له من أصعب المواقف التي يواجها نظرا لعدم قدرة الأخرين على فهم المشكلة وكيفية التعامل معها. وفى المثال السابق تم إتباع إجراءات برنامج العلاج الظلى نفسها وذلك بتحديد الكلمات المتلعثم فيها خلال الحوار وذلك بوضع خط تحتها ، ثم تدريب المتلعثم على تكرار الكلمات خلف المعالج وبفارق زمنى بسيط حت تشعر الباحثة والمتلعثم بانخفاض درجة التلعثم.
الجلسة الثالثة والعشرون إلى الجلسة الثلاثين:
وقد تم في الجلسات الثمانية الباقية استخدام ا سلوب السيكودراما التمثيلي لبعض القصص البسطة التي يستخدمها المتلعثم بعد قراءتها يتم تمثيلها مع الباحثة الجيران الثلاثة – تلميذ جديد - الغراب الذكي- وفاء الأسد - النسر يحلق – القرد والموز – رحلة إلى القمر –صديقي المخلص .
وقد تم قراءة القصة ببطأ ثم بعد ذلك تمثيلها لأن أحدثها بسيطة ، وفى نهاية الجلسات تم تدعيم المتلعثمين والثناء عليهم على طريقة كلامهم بالمقارنة بطريقة الكلام في بداية الجلسات وفى نهايتها لوحظ تحسن واضح في طريقة الكلام وكذلك انخفاض في الأعراض النفسية والحركية وارتفاع الثقة بالنفس وتقدير الذات والشعور بالسعادة .
كما تم تطبيق أدوات الدراسة (التطبيق البعدي ) للتعرف على مدى فاعلية أسلوب العلاج في خفض حدة التلعثم في الكلام. وخفض الأعراض النفسية والجسمية المصاحبة لمشكلة التلعثم.
وقد واجهت الباحثة بعض الصعوبات التي استطاعت التغلب عليها من خلال ثقتها بما قدمته للمتلعثمين وأفراد عائلتهم من ود وتفهم لموقفهم النفسي ،وإحساسهم بتحسن في حالة الطفل بما قدمته من إشاعة روح الدافعية واستمرارية في العلاج .
ففي بداية الجلسات كان السؤال المتكرر من جانب الأطفال والوالدين عن قرب الشفاء ونهاية الجلسات ،مما تتسبب في ارتفاع درجة المقاومة والشعور باليأس والتعاسة، ولكن في نهاية البرنامج العلاجي اصبح الموقف مختلف .
الإلحاح المستمر من جانب الوالدين على حضور الجلسات العلاجية مع الطفل، لمعرفة ما يدور بين الباحثة والطفل المتلعثم، وقد تلاشى هذا الموقف في نهاية الجلسات بما اكتسبته الباحثة من ثقة الوالدين ومن التقدم الذى ظهر على أداء الطفل .
وبناء على ما تقدم ترى الباحثة أن دور الأخصائي النفسي في علاج مشكلة التلعثم تكون على النحو التالي:
-المشاركة في عملية التشخيص والتقييم الشامل لحالات التلعثم، وذلك للتعرف على إمكاناتها وأوجه القصور فيها من الجانب النفسي، عن طريق المقابلة وتطبيق الاختبارات والمقاييس النفسية المقننة ، مع الاستعانة بمصادر البيانات الأخرى المتاحة من الوالدين والتقارير الطبية والاجتماعية. ومن المهم أن بنظر إلى نتائج الاختبارات والمقاييس كمؤشرات مبدئية على وجود الصفات المراد قياسها لدى المتلعثم. ويتم تفسيرها في ضوء البيانات الأخرى .
-التوجيه والإرشاد النفسي للمتلعثم على المشاعر القلق والصراع والعدوان.
-متابعة الحالات بعد انتهاء مدة العلاج ومساعدتهم في الاتصال وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي
-المشاركة في إرشاد وتوجيه الأسرة والوالدين، عن طريق الإرشاد الأسرى وتعريف الوالدين بماهية الاضطراب وأسبابه وطرق علاجه، ودورهما في كيفية التعامل مع المتلعثم.