هل يتحدث طفلك بطريقة تختلف عن الأطفال أقرانه؟.. هل يشعر أحيانًا بأنه غير قادر على التعبير عما يجول بخاطره؟.. هل يجد صعوبة فى إخراج المقاطع الأولى من الجمل؟.. هل يكرر بعض الأصوات أو الكلمات أو يتردد أو يطيل بعض الأصوات؟.. إذا كان طفلك يعانى هذا التلعثم أو «التأتأة» فكونى حذرة فى التعامل مع الأمر، لأن تصرفًا بسيطًا غير سليم قد يؤثر بشكل كبير على مستقبله. بعض الأسر يتعامل مع الأمر باعتباره مشكلة مزعجة، خاصة إذا كان طفلهم الأول، أو شعروا بأنهم غير قادرين على مساعدة الطفل، وتكون المشكلة أكبر عندما ينتقل الإحساس بصعوبة الموقف للطفل، ويزداد الأمر تعقيدًا عندما تنهر الأسرة الصغير، أو تسخر من طريقة نطقه للحروف، وهنا يدخل الطفل دوامة قد تؤدى به إلى مضاعفات نفسية واجتماعية خطيرة. إذا كان طفلك يعانى من التلعثم تعامل مع الأمر بنظرة مختلفة، فهنالك الكثير من المشاهير عانوا من التلعثم مثل الملك جورج السادس ورئيس وزرائه ونستون تشرشل، الفيلسوف أريستول، والسير إسحاق نيوتن، والعالم تشارلز داروين، وكاتب الأطفال لويس كارول والممثلة مارلين مونرو. أسباب المشكلة معظم الأطفال يتلعثمون لسبب غير واضح، ورغم أن السبب الحقيقى لم يعرف بعد، فإن هناك ثلاث نظريات تحاول تفسير كيفية تطور التلعثم، الأولى هى نظرية التعلم وتفترض أن التلعثم هو عادة مكتسبة، وذلك لأن الأطفال عند تعلم الكلام يكونون غير بليغين، وعندما ينتقد الطفل أو يعاقب، يزداد قلقه وبالتالى يزداد تلعثمه، أما النظرية النفسية فتشير إلى أن التلعثم هو مشكلة نفسية يمكن أن تعالج مع العلاج النفسى، وأخيرا ترى النظرية العضوية أن هنالك اختلافات فى الخلايا العصبية وأدمغة المتلعثمين والذين لا يتلعثمون. ورغم أن التلعثم أحيانا تفجره عوامل عاطفيه أو ظرفية، فإن أساسه عصبى وعضوى (فسيولوجي) وليس نفسيًا، وفيما عدا التلعثم فإن الطفل المتلعثم يكون طبيعيًا جدًا فى جميع النواحى الأخرى. التعامل مع الطفل المتلعثم أظهرت الأبحاث أن علاج التلعثم فى عمر ما قبل سن المدرسة يكون أكثر فعالية، وتؤيد أفضل الأدلة المتوافرة استخدام تقنية تسمى «تطويل الكلام» حيث يتم إعادة تركيب الكلام للطفل المتلعثم، لا ينبغى للآباء الاعتقاد بأن الطفل سوف يشفى تمامًا من التلعثم، كما أن على الآباء السعى دائمًا لطلب المساعدة المهنية من إخصائى النطق إذا لوحظ تلعثم الطفل، إخصائى النطق سيحدد ما إذا كان ينبغى بدء العلاج فورًا، أو أن من الأفضل الانتظار واحتمالية أن يحدث تقدم طبيعى، كما أن دراسات «يارى»، الباحث البارز فى التلعثم، وجدت معدلات عالية من الشفاء دون أى علاج تصل إلى 75٪ من المتلعثمين فى العالم. وتتضمن أساليب العلاج المتعددة اكتساب عادات نطق جديدة، وربما يحتاج الإخصائى لإعادة تعليم الألفاظ التى تسبب التلعثم. إخصائيو اللغة والتخاطب يفضلون التدخل العلاجى غير المباشر كخطوة أولى فى علاج الأطفال الصغار (الأطفال دون سن السابعة). تؤكد طرق علاج اضطرابات التلعثم على تغيير البيئة المحيطة التى يعيش فيها الطفل وطبيعة المنبهات اللغوية. يؤكد العلاج أيضًا استخدام بعض الإرشادات للوالدين والمدرسين تتلخص فى: تخفيف ضغوط الوقت يعتبر الأطفال والديهم مثلا كبيرا يحتذى به. فبادر فى حوارك اليومى إلى تزويدهم بالنماذج الكلامية التى تيسر عليه التخاطب من خلال التنبيه غير المباشر، يتضمن العلاج غير المباشر، أن تبين للطفل ما ينبغى عليه القيام به، وذلك بأن تقوم أنت بنفسك بعمل ذلك. مثال: إذا أراد طفلك أن يخبرك عن أمر ما وكان يتحدث بسرعة، قم بالحديث معه ولتكن سرعة كلامك بطيئة نوع مًا. يتحدث كثير من الأطفال بسرعة فائقة لذلك حاول استخدام فترة من الصمت بعد التحدث إليه أو قبل أن تستجيب له أثناء الحوار. استخدام هذه الطريقة بصفة مستمرة يجعل الطفل يتأنى فى الحديث، خصوصًا إذا تعود على هذا النوع من الحوار، حاول أن تتأنى فى الحديث وتتكلم ببطء، واسترخاء مع جميع الأشخاص فى أسرتك، وأعط الفرصة للطفل أن يستمر فى الحديث، خصوصًا فى اللحظات التى يصعب فيها كلامه وتجنب مقاطعته وإنهاء الجمل له أو قول الكلمات التى يعجز عنها. حاول الاستماع بهدوء واسترخاء، ودع الطفل يشعر بأن لديه ما يكفى من الوقت ليقول ما يريد قوله. خصص متسعًا من الوقت للتحدث مع الطفل المعرض للتلعثم. تجنب الحديث معه حينما تحتاج بالفعل إلى القيام بأشياء أخرى، مثل إعداد طعام الغداء أو كتابة الجدول اليومى على السبورة أو عندما تكون فى حالة من التوتر، وامنح الطالب الذى لديه «تلعثم» الفرصة الكاملة للمشاركة فى الفصل كبقية زملائه، ولا تحرمه من ذلك بحجة الخوف من أن يتلعثم، كما أن بإمكانك وضع نظام روتينى يوميًا وتخصيص ما يكفى من الوقت لكل نشاط مقرر. تخفيف القلق بخصوص الكلام دع الطفل يعرف بأنك تستمتع دائمًا بالحديث إليه، ساعد طفلك على الربط بين الحديث وبين أحداث سارة ولطيفة، لا تطلب من طفلك أن يتحدث أمام الأشخاص الآخرين، لا تطلب من طفلك أن «يبطئ» أو «يأخذ نفساً» قبل الحديث، فهذه الاقتراحات تزيد فى الغالب من حدة المشكلة، مطالبة الأبناء بالمثالية والمبالغة فى القيود يمكن أن تؤدى إلى سلوك التفادى لذلك ينبغى عليك تجنب ذلك. إذا كان طفلك يتكلم بصعوبة مفرطة، أو يتوقف عن الكلام بسبب التلعثم أو يخبرك بأنه لا يستطيع أن يتكلم، عليك التسليم بالمشكلة والتأكيد له أنك موجود للاستماع إليه وأنه لا يهم كم من الوقت سيستغرق حديثه، لا تجبر الطفل على الكلام عندما يقع فى التلعثم أو عندما يكون مجهدًا أو فى حالة انفعال وارتباك. وفى المواقف التى يستحسن فيها كلامه استمر معه فى الحديث حتى يشعر أنه يستطيع أن يتحدث بطلاقة دون تلعثم.