هل هى مصادفة أن يتم تصوير بابا نويل فى صورة رجل بدين يمر على الأطفال الطيبين بالهدايا؟ تحضرنى ذكريات المدرسة مع اقتراب أعياد الكريسماس، وأتذكر زينة الفصل بحنين، وأتذكر حبى لبابا نويل ورفضى لكونه شخصية خيالية رغم يقينى أن "ميس ايلين" هى التى ترتدى بذلته الحمراء وتمر علينا فى الفصول لتوزيع الهدايا. ولعلها من بركات الكريسماس أن تشهد شوارع مصر فى هذه الأيام مبادرة أطلقها صديق من الفيس بوك واسمه هانى عبد الرحمن شتية، وتتلخص فى الدعوة للنزول لوكالة البلح والتضحية بمائة جنيه ثمنا لمعطفين أو ثلاثة من مقاسات مختلفة، ومنحها لمن تقع عليه عينك من المحرومين من نعمة الدفء وذلك لمواجهة شتاء أوروبى الطابع يجتاح البر المصرى هذا العام. ورغم أن هانى ليس بدينا كبابا نويل، إلا أن الملابس الشتوية تكسبه مظهرا مشابها له، ولكن مبادرته وفعله أكثر شبها بروح سانتا كلوز من مظهره الخارجى. وقد اتسعت المبادرة وتطوع معه أحد أصدقائه لتوزيع الجاكتات على المحتاجين، بعد أن انهالت عليه التبرعات والتشجيعات من دائرة معارفه وأصدقائه، ويكفى أن تعرف أنهما يلتقيان فى السادسة والنصف صباحا فى ذروة البرد للقيام بعملية التوزيع قبل أن يذهبا لعملهما. والمدهش فى الأمر هو إقبال المتبرعين على مبادرة هانى عبد الرحمن فى مقابل عزوفهم عن الجمعيات الأهلية والخيرية والتطوعية الخ الخ، بيد أن هذه الدهشة تزول حين تراجع تاريخا من الهنكرة الكذابة لتلك الجمعيات، والتمويل على حسها واختلاسات الموظفين، بعكس المبادرات الشخصية التى يعتبر هانى واحدا من مطلقيها فكان أشبه ببابا نويل بطيبته ومحبته فى تلك الأيام المباركة. كلمة أخيرة بمناسبة الكريسماس، لم لا تزدان الشوارع والميادين بأشجار الكريسماس أسوة بزينة رمضان من فوانيس وخلافه؟ المواطنة الحقة تبدأ بالبهجة وبالأعياد، وكل عام وإخوتنا المسيحيين ومصر بخير.