يأتي الشتاء ... ثلج يلفحني بوهج الخوف ... رعد يصرخ في أوصالي .. ليس مصدره السماء ... بل غشاء قلب منتفض ... جذبه الحب يوما بعد يوما .. رق ثم تمدد ثم شاخ ... شتائي لم يحمل معنى يوما الشتاء ... ولو زادت رياح آهاتي العتاية .. لعصفت بالأخضر واليابس... لكن أرضي تعاني الخواء... فراغ عجيب ذلك الذي يحف قلوب العاشقين .. اين ذرات الهوى .. اين عبرات المنى ... اين الرجاء ؟؟ هاجرت يوما الى القمر .. فضلت سبيله وضاعت بين المجرات ... تلقيها الذكريات من كوكب الى آخر ... وتقلبها الشهب كما صفحات الدفاتر .. وتبحث عن نجم الشمال ... هرب مني ...زاغ في الفضاء .. مجموعه الدب القطبي تأثرت بغيومي .. تغيرت تفاصيلها ؟ لا بل غررتني غيم أملي .. فسرت عكس اتجاهات الحياة ... سماء تحمل نجما جنوبي ... وشمس تتستر تحت ألف غطاء .. مهلا .. لم تنعكس الاشارات .. لم تتغير الاتجاهات .. انها عيني التي التصقت بمرآة سخيفة .. أهداها الي شبح الغد ... ونسيت أن القيها في صندوق قمامتي .. تعلقت بي .. تعانقت مع نظارتي .. من قال اني قد احتاج تلك النظارات .. دهر مر وانا اتحسس الحياة .. تماما كما لو كنت عمياء .. تماما مثل ليل الشتاء .. خلعت نظارتي . كسرت مرآتي .. وانتظرت ماهو آت ....... لا بكاء ... لا شتاء .. لا نهاية ..