بقلم زغلول الطواب وصول الحاج كامل إلى مقر السفاره المصريه لإستلام هريدى من السفاره الحاج كامل : بونسوار مسيو السفير المصرى : بونسوار مسيو كامل هريدى : مراحب يا واد عمى أنى هريدى أبو همام صاحب واد عمك محمود من عيلة أبو همام متعرفنيش إياك عندك حج هتعرفنى كيف وأنى كنت يدوبك عيل إصغير لما حضرتك سيبتنا وهجيت من الصعيد . فاكرها والله يا واد عمى وكأنها إمارح شوف الأيام عتجرى كيف معفرته يا واد عمى . بس حضرتك إتغيرت جوى جوى . شعرك بجى إبيض وليبسك بجى إفرنجى خالص . حتى حديتك أتغير عترطن زى الخواجات . والله يا أبو العم فاكر يوم ما هملتنا وإدليت على مصر . أنى كنت صح لسه إصغير وعلعب مع العيال وبعد منها بكذا سنه سمعنا إنك سافرت لبلاد بره . ومن يوميها وإحنا منعرفوش حاجه عنك واصل مفيش غير محمود واد عمك إكمنى متعلم شويه وعيفك الخط . هو إللى حدانا عيجيب الجرانين وعيجراها وعيجولنا الأخبار إللى جواها كلها من أول ما يمسك الجورنان يبتدى بالتاريخ والتصاوير يفرجنا عليها وبعدين يجعد يفلى فيه وإحنا حواليه جاعدين نسمعوا إللى عيجراه كلمه كلمه وسطر سطر زى إللى جاعده فى السهرايه وماسكه فى إيدها فلايه وعيالها جاعدين جبالها وماسكه راسهم و عتفلى فيهم شعرايه شعرايه إصلى محمود ده متنور جوى هو إللى حدانا فى النجع عيفهم فى كل حاجه . عيكتب العجود بتاعة الأراضى إللى عيبيع وإللى عيشترى وإللى عيأجر وإللى عيرهن . عيكتب أى حاجه الناس تجوله عليها ربنا يحرصه ويحميه ويخليه مخه نضيف جوى والله يا حاج كامل هو نوارة النجع كله وأنى صاحبه جوى جوى . وفى يوم كنا أنا وهو جاعدين فى السهرايه ساعة صبحيه بعد ما ودينا البهايم للغيط وحشينالهم البرسيم عشان يفطورا وسجناهم من الترعه . وكل حاجه تمام إلتمام جعدت أنى وهو نتحدتوا عن مصر و عن عتمان واد عمى لما عيبجى من مصر عيبجى معاه فلوس كتيره جوى وخلجاته إنضاف حتى وشه منور متجولش عيغسل وشه باللبن كل صبحيه تجولشى وشه ولا الخواجات . جام محمود جالى منفسكشى يا هريدى تبحر على مصر زى عتمان واد عمك جولتله والله نفسى يا محمود بس خايف أمى تاخد على خاطرها منى وتزعل وبينى وبينك أمى زعلها وحش جوى ولو سمعت حاجه زى دى . بعدين تتعب ولاحاجه وإنت عارف ملهاش غيرى وملياش غيرها . وبعدين محمود جالى : إنت فاكر يا هريدى الحاج كامل واد عمى . جولتله : أيوه طبعآ فاكره من ساعة ما كنا لسه عيال إصغيرين وسافر على مصر ومن يوميها وإحنا مشوفنهوش تانى . جام جالى : إسكت يا هريدى يابو العم دا كل يوم والتانى وصورته منوره الجورنان دا جاعد فى بلاد بره جاعد فى حته إسميها باريس وجعدنا أنى وهو نتحدتوا عنك والله يا حاج كامل كنا عنجولوا فيك أشعار من كتر ما حكالى محمود عنك وعن وصورك إللى ماليه الجرانين وجالى عيكتب فى الجرانين كلام زين جوى جوى دا بجى حاجه كبيره فى بلاد بره وكل النجع عيتشرف بيك والله ياحاج كامل المهم بعد كده أنى عجبتنى الفكره بتاعة مصر دى ودورتها فى راسى زين ولما شبكت جوايا بحرت على مصر يدوبك بيت ليله عند عتمان واد عمى وتانى يوم لجيت نفسى متجوز كيف معارفشى ورجعت الصعيد ومعايه مرتى . يدوبك شهر ولا شهرين ومطاجتشى عيشة الصعيد . وبعد كده طلجتها وإجوزت بت عمى . وبعدين سافرت للسعوديه وربنا كرمنى آخر كرم وإدليت على الصعيد ومعايا عربيه كبيره جوى عربيه ملاكى ولما وصلت النجع بيها ياباى يا حاج كامل على إللى حصل زغاريت أيه والعيال يزازو من حواليا وأنى داخل النجع بيها تجولشى عمده من العمد الزنين جوى إتجولش جاى وراكب طياره . المهم بعد كده فكرت فيك وجيت على بالى روحت لمحمود واد عمك وخدت منه عنوانك . وجولت : أنى نفسى أروح بلاد بره زى الحاج كامل وبعتلك جواب وحضرتك بصراحه متأخرتش عنى واصل بعد كام يوم البوسطجى جابلى جوابك إللى فيه تصريح الزياره وأدينى جيت يا حاج كامل وشوفت إللى عمرى ما شوفته وإتبهدلت آخر بهدله . بس كله يهون جبال الحاجات إللى شافتها عينى من أول دجيجه طبيت فيها من الطياره من أول المطار لهنهاتى شوفت العجايب يا حاج كامل . أيه ده هو فيه فى الدنيا حاجات كده دا ولا فى الخيال نضافة أيه وناس إيه وحريم أيه دنيا تانيه يا حاج كامل . أنى نفسى أجعد هنا على طول مروحش الصعيد تانى واصل والله يا حاج كامل بينما هريدى يسترسل فى روايته وأحلامه وخياله الذى أخذه إلى عالم الجمال والأحلام الورديه فجأه إستيقظ على أصوات ضحكات السفير المصرى وميسيو كامل فى حالة قهقه دائمه وكأنهما يستمعان لطفل صغير يحكى حكايته التى يمتزج فيها الخيال بالواقع الغريب واللهجه الصعيديه التى جعلت ميسيو كامل يحن لبلده فى الصعيد ويتذكر أهلها الطيبين وجمال الريف المصرى الساحر بكل ما فيه من طبيعه خلابه وناس طيبين ليس لهم طموح سوى العيش بكرامه وإحترام متبادل بين الصغير والكبير وعبق الرف المصرى الجميل . ثم قاطعه ميسيو كامل وقال له : كفايه كده يا هريدى يلا بينا نروح البيت عندى وبعدين نكمل الحكايه بعد ما ترتاح شويه علشان أنا محتاج أسمع كل حاجه بخصوص الصعيد وأهلنا هناك وأخبارهم إنت كأنك أخدتنى معاك فى رحله إلى الصعيد الذى أشتاق له ولطبيعته الساحره الخلابه التى تحمل لى الكثير من الذكريات الجميله أيام الطفوله والصبا . ثم شكر السفير المصرى على حسن إهتمامه بهريدى وحياه بتحيه حاره وخرجا الأثنان من باب السفاره متجهين بالسياره الخاصه بالحاج كامل إلى المنزل هريدى يجلس بجوار الحاج كامل فى المقعد الخلفى للسياره وبينما السياره تجوب شوارع باريس . وهريدى متشبس بنافذة السياره مبحلقآ بعيناه على كل ما تراه عيناه وكأنه لا يريد لحظه تهرب منه دون أن يسجل بعدسة عيناه كل منظر أمامه . جالسآ ساكنآ مندهشآ متبسمآ تبدو على ملامحه العديد من الإنطباعات المتلاحقه المختلفه كلما رآى منظرآ غريبآ عنه ولم يخطر على باله أن يراه فى يومآ من الأيام . وها هو أمام مشاهد الأضواء التى تخطف العين ويبتهج لها القلب وواجهات المحال التى تتلألأ بالأضواء المتداخلة الألوان وما تحتويه من معروضات وهناك المشاهد التى يعتبرها عارآ ما بعده عار يتدنى لرؤياها الجبين . يبدى هريدى إعجابه تاره وتارة آخرى تظهر ملامح وجهه العابسه فيتمتم بشفتاه ممتعضآ لِما يراه من نساء تتسكع على الأرصفه بلباسها القصير الذى يكشف عن أسرار جمال المرأه ومفاتنها التى تثير الغرائز لدى من تقع عيناه عليها ناهيك عن فتارين المحال وما بداخلها من بنات عاريات لجذب الشباب والرجال المتعطش للجنس فيمتعض وكأنه يتحدث مع نفسه . تاره يتمتم بشفتاه بكلمات غير مفهومه وتاره يضرب بكلتا يداه فوق بعضهما وتاره يستغفر الله وهكذا إلى أن وصلت السياره إلى باب المنزل الخاص بميسيو كامل وأثناء تلك الرحله القصيره وميسيو كامل ما بين اللحظه والآخرى ينظر إلى المرآه ليتتبع إندهاش هريدى وإنفعالاته لِما يراه من مشاهد غريبه بالنسبه له ومدى إنطباعاته عنها حتى يتعرف على إنطباعاته من خلال المشاهد التى يراها هريدى لأول مره فى حياته من لحظة ما تحركت بهما السياره حتى إن وصلا إلى باب المنزل الخاص بميسيو كامل ثم توقف السائق بالسياره ونزل ليفتح باب السياره الخلفى لينزلا الإثنان متجهين إلى باب المنزل ووقفا الإثنان أمام المصعد ينتظرون هبوطه من أعلى المبنى الذى يصل إرتفاعه إلى الثلاثون طابق والتى لم يشاهد هريدى مثلها من قبل . مما جعله فى حالة إندهاش مما يراه من عجائب غريبه فى هذه المدينه الساحره فأخذه حب الفضول والتطفل ليسأل ميسيو كامل لماذا يقفان هكذا أمام باب الشقه ولم يدخلاها حتى الآن . فإبتسم ميسيو كامل وقال لهريدى إنتظر حتى يأتى الإيسانسير . فقال هريدى مستغربآ : مين اللى عتجول عليه ده يا حاج كامل السواج إللى كان عيسوج العربيه . فضحك الحاج كامل ضحكه عاليه مدويه وظل يقهقه حتى إن هبط المصعد وقام الحاج كامل بفتح بابه وما أن شاهد هريدى الأسنسير من الداخل حتى قام بلطم خديه وكأنه يولول كالنساء الآتى شاهدن فاحشه . فها هى فتاه يحتضنها شاب ويقوم بتقبيلها داخل الأسنسير ولم يعبئا بمن يقف أمام الأسنسير . فقال هريدى موجهآ كلامه للحاج كامل : أيه ده يا يا حاج إللى أنا شايفه فى شجتك ده جلة أدب علنى كده من غير حيا ولا خشى . كده عينى عينك جوه الشجه بتاعتك يا حاج كامل . فضحك الحاج كامل وقال له : يا هريدى ده أسنسير مش الشقه بتاعتى . فقال هريدى : يعنى أيه إللى عتجول عليه ده يا حاج كامل . طيب لما ده مش الشجه بتاعتك إحنا أيه إللى موجفنا إهنهاتى عايزنى أتفرج على المسخره وجلة الأدب . برضه كده يا حاج والله عيب يا حاج كامل عيب جوى جوى إللى جايبنى أتفرج عليه ده لا يا حاج هتخلينى أغير فكرتى عنك خالص وأحلف يمين بالطلاج لأروح الصعيد دلوك ومش عايز أجعد فى البلد الفجريه دى دجيجه واحده . سامعنى يا حاج . ومالك كده مبسوط وعتضحك جوى كده عتتمسخر بيا إياك . لا يا حاج كامل أنى غير كده واصل أنى صح مش جادر أمسك نفسى من إللى شوفته طول الطريج لكن فيه حاجه إسميها عيب إتربينا عليها من يوم ما إتولدنا يمكن جبل كمان ما نتولدوا ويجولولنا ده عيب وده عيب وده عيب حتى الأكل والشرب ليه حدانا أصول لو غمسنا بلجمه كبيره شويه يجولولنا كده عيب مابالك بالهبر دى عيب العيب والله يا حاج كامل . شايف يا حاج الواد عياكل فى البت وكل وكأنه مداجش الأكل بجاله إسبوع يلا بينا يا حاج نروحوا ونمشوا من هنا حالآ أحسن بصراحه أنى هروح من إيدك ومش هتلاجينى جدامك وهيبجى منظرى عفش جوى جوى فضحك الحاج كامل وقال له : إدخل يا هريدى ورايا ومتخافش الأسنسير ده هو إللى هيوصلنا للشقه بتاعتى . هريدى : كيف ده يا بو العم المكان ديج جوى جوى . يعنى عايزنى أجف جنب البت المايعه دى والواد إللى عيتسهوك وياها ده . الحاج كامل : عادى يا هريدى تعالى إدخل ورايا . البلد هنا كلها كده . الحاجات دى عادى ومفهاش عيب خالص هنا مش زى النجع يا هريدى هنا فيه حاجه إسمها حريه كل واحد يعمل إللى هو عايزه بس فيه حاجات تانيه متنفعش تتعمل وليها قوانين وضوابط هبقى أحكيلك عنها لما نطلع وندخل الشقه ونرتاح يلا يا هريدى تعالى إدخل الأسنسير ومتخافش . يا أخى لو مش عايز تشوف المنظر ده غمض عنيك ولما نوصل عند الدور إللى فيه الشقه إبقى فتح عنيك ومتبصش وراك ههههههههههههههههه . تعالى يا هريدى دإنت حكايتك جكايه وكان الحاج كامل يقطن الروف أى الطابق الآخير من المبنى وكانا عليهما أن يبقى الأثنان داخل الأسنسير أكثر من خمسة دقائق على الأقل حتى يصل بهما الأسنسير إلى الروف . وبينما يصعد الأسنسير شاقآ طريقه إلى أعلى كان هريدى ما بين لحظه وآخرى يقوم بفتح أصابع يديه التى توارى عيناه ليشاهد تطورات الموقف بين الشاب والفتاه وكان الحاج كامل يلاحظ ما يقوم بفعله هريدى بحركات أصابع يداه من خلال المرآه التى تكسوى حوائط الأسنسير فيبتسم أو يكاد أن يضحك بصوت مرتفع لولا إنه يحبس ضحكاته حتى لا يلاحظ هريدى أو أن يكتشف أن الحاج كامل يشاهد حركات أصابع يداه من خلال المرآه . سوف نلتقى إن شاء الله مع مع رحلة هريدى فى باريس لاحقآ شكرآ لتواصلكم الرائع زغلول الطواب