what's wrong فكره تنفذها الصحف الغربية ومعظم وكالات الأنباء وأصحاب الرأى وهى تخصيص مساحه لتلقى الأخطاء والعيوب من وجهة نظر القارئ والعمل على تصحيح تلك الأخطاء التي أبداها القارئ بعد تقديم الاعتذار المقبول دون تردد أو خجل , ومن هنا كان الحفاظ على النجاح والتميز حليف تلك المؤسسة التى تعمل دوما على الإعتراف بقصورها والعمل على تصحيح أخطاءها أولاً بأول , فليتنا نتعلم ثقافة الإعتراف بالأخطاء وثقافة النقد اللتان نفتقدهما كثيرا فى مجتمعنا رغم أن تراثنا القديم عامر بتلك الثقافات فهذا هو الإمام على كرم الله وجهه يقول : {أعقل الناس أعذرهم للناس } ويقول أيضا كرم الله وجهه {حسن الاعتراف يهدم الاقتراف} فالكثير منا يتقن عشرات الطرق في فن ملاحقة أخطاء الآخرين، ، ولكن من منا يجيد فن النقد الذاتي والاعتراف بالخطأ ؟ وكأننا لم نعى أن أفضل الناس من اشتغل بعيبه عن عيوب الناس!!! قيل لبعض الحكماء "بم ينتقم الإنسان من عدوه فقال: بإصلاح نفسه" فإن كان إصلاح النفس يعنى التفوق والإنتصار على العدو فلم لا نعترف بأخطاءنا ونصلح من أنفسنا ؟ قال ديل كارنيجي ( مؤلف أمريكي ومطور الدروس المشهورة في تحسين الذات ومدير معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية) " .....أي شخص يمكنه أن يحاول الدفاع عن أخطائه – وهو ما يفعله الكثيرون – ولكن مما يضيف لقيمة الشخص ويعطيه شعورا بالنبل والبهجة أن يعترف بأخطائه " نعم هذه هي الحقيقة في صورتها البسيطة التي لا تحتاج إلى تعقيد حينما تعترف بأخطائك فهذا يدل على ثقتك بنفسك وعلى احترامك للقيم والأخلاق وبالتالي تزداد ثقة الناس فيك ، لأنه ما من أحد من البشر إلا وهو يخطئ ، ولكن المشكلة لا تكمن في الخطأ وإنما تكمن في سلوكنا مع الخطأ ؛هل سنكون صادقين مع أنفسنا و مع الآخرين ونعترف بالخطأ ونحاول إصلاحه، أم نعيش في دوامة الصراع و تعليق أخطائنا على شماعة الآخرين و نصير كالنعامة التي تدفن رأسها تحت التراب ولنا فى بعض الزعماء والرؤساء أفضل الأمثله فى الاعتراف بأخطائهم ومصارحة أنفسهم : اعترف الرئيس كنيدي بأنه اخطأ عندما أرسل جيشاً خاصاً كونته وكالة الاستخبارات المركزية لغزو كوبا بالإضافة إلى فريق لاغتيال كاسترو. عندما فشلت المحاولتان وقتل الكثير فعقد هذا الرئيس مؤتمرا صحفيا وقال فيه أريد أن أكون صادقا في الاعتراف بأخطائي.فلن يكن الخطأ خطأ حقيقيا إلا إذا رفض صاحبه الاعتراف به وأضاف قائلا وأنا أخطأت وسمعنا أيضا عن وزير إيطالي استقال لأنه قاد سيارته بدون رخصة قيادة للسيارة وفي كوريا الجنوبية أدى تصادم قطار مع حافلة إلى وفاة عدد من الركاب فأعلن على الفور وزير المواصلات اعتذاره عن الحادث وقدم استقالته وغيرهم الكثيرين ممن اعترفوا بأخطائهم ولم يكابروا أو يعاندوا ويستمروا حتى تصبح أخطاءهم خطيئه وأخيرا ليتنا نتخلص من ربط الخطأ فى مجتمعنا بمفهوم (العيب ) ونبدأ فى الإعتراف بأخطائنا أمام كل الناس, ونوقن جيدا أن ليس هناك خطأ أكبر من عدم الاعتراف بالخطأ وأهلا بنقدكم ورؤيتكم لما كتبته وجمعته وثقوا وتأكدوا بأننى سأكون أول من يعترف بخطأه مهندس /محمد الباز خبير التنميه البشريه