قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، مُعقباً على بيان الأزهر الشريف الذي أبدى الأزهر خلاله قلقه من كثرة استخدام لفظ "شهيد" وإطلاقه على كل من مات، قائلاً أن هذا البيان قد تأخر كثيراً، مضيفاً أن المجتمع يعاني من فوضى الفتاوى والدعوة قائلاً أنه منذ 40 عام وصحيح الفكر الإسلامي يُجرَف والكلِم يُحرَف عن مواضعه، مؤكداً أن الشهيد له ضوابط في فقه الشريعة الإسلامية ولا تنطبق إلا على رجال الجيش والشرطة. وأعلن "كريمة" في برنامج "نظرة" المُذاع على فضائية "صدى البلد" مساء اليوم، عن ترشحه للإنتخابات الرئاسية القادمة قائلاً إنه لم يطلب في حياته أبداً أي منصب ولن يطلب إلا في حالة واحدة تتمثل في الإنتخابات الرئاسية القادمة إذا ترشح أي شخص ذو خلفية دينية سيقوم بترشيح نفسه أمام أي شخص تابع لتيار الإسلام السياسي حتى لا يسمح بإعادة التجربة "السوداء" و"الحنظل"، في إشارة منه لتجربة الإخوان. وأوضح الدكتور كريمة أنه لن يخوض التجربة من أجل الحكم ولكن للمحافظة على صحيح الإسلام والوحدة الوطنية وحقوق المسيحيين المضطهدين ولا يشترط أن يكون المترشح مخضرماً سياسياً، مضيفاً أن الحكم يكون بمعاونة المساعدين والخبراء كما في أمريكا فإذا تمثل الرئيس في قالب طوب فالذي يحكم هم المساعدين والخبراء، على حد قوله. وأكد أنه سيقدم نفسه كمرشح رئاسي فور فتح باب الترشيحات، لكنه سينسحب في اللحظة الأخيرة فبل إغلاق الباب بيوم واحد حينما يطمئن أنه لن يخوض أحد ذو خلفية دينية الإنتخابات الرئاسية. وأضاف أن الدكتور يوسف القرضاوي -رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين- كان أزهرياً يوم أن كان يخدم الشريعة ولكنه أصبح الآن "بوقاً" سياسياً، مشيرا إلى أنه حينما يتخلى العالم عن العباءة الدينية التي خصصها الله فيه وينقلب إلى سياسي فلا يصبح عالماً كال "متسلفة" و"الإخوان" ولا يوجد في الأديان السماوية الأخرى رجل دين نجار أو حداد يفتي فيما لا علم له به. وقال أن حل فوضى الفتاوى والأحكام يتمثل في إنشاء وزارة للشئون الدينية تتكون من وزير مسلم وكيل أول مسلم وكيل ثاني مسيحي ووكيل ثالث يهودي ويجب أن تجعل الحكومة التمثيل التنفيذي لكافة المواطنين باختلاف شرائعهم أمام الدولة لا أمام الأزهر أو الكنيسة. وأكد أن المشكلة الحقيقية تكمن في انعدام الثقافة لدى الكثيرين، حيث لا يمتلك العامة ثقافة التمرير ولكن الجميع في مصر اعتاد على فكر وثقافة التوريث من حيث توريث الوظائف والمناصب، مستشهدا بما كان يقال في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك من أن هناك مخططا لتوريث ابنه جمال ثم رحل في أعقاب ثورة 25 يناير وجاء الإخوان وصرخ الناس مستنجدين بالجيش من مشروع "أخونة" الدولة، ثم عدنا لنقطة البداية وهي التوريث، معزياً الفساد الذي يعاني منه المجتمع إلى أن النظام لم يتغير ولكن تم تغيير الأشخاص فقط واستمر النظام بأفكاره وثقافته المنعدمة القديمة.