بقلم د. إيهاب العزازى كل يوم يزداد إيمانى أن الثورة المصرية ستنتصر وستحاول أن تخرج من النفق المظلم الذى تحاول بعض القوى السياسية الطامعة فى سرقة الثورة ودفن أهدافها والقفز على كل شركاء المشهد السياسي تحت ستار الديمقراطية ولكن كما تعلمنا أن الشعب المصري لا يخدع بسهولة وتتساقط الأقنعة فى إطار الممارسة الفعلية على أرض الواقع فتتضح النوايا والأهداف ومن يريد خدمة وطن ومن يريد خدمة حزب أو جماعة وعلى مدار الفترة الماضية خدع البعض فى حزب الحرية والعدالة وسياساتة ولكنهم بعد فترة من الأداء السياسي البشع والقرارات التى تصب فى إذلال وإفقار الشعب المصري و إكتشفوا أن مصر عادت للحزب الواحد والفكر الواحد والرجل الواحد ولكن اليوم فى مفاجأة أذهلت الجميع وأربكت المشهد السياسي بمبادرة حزب النور لإنقاذ مصر وهى مبادرة بكل المقاييس حاسمة وفاصلة وقادرة على تحقيق أهداف الثورة المصرية والإنتصار للشعب المصري وهى فى مضمونها نفس مبادرة جبهة الإنقاذ الوطنى الذى يجمع المعارضة المصرية من أجل إنقاذ مصر من الجماعة التى تريد إختطاف الحكم وإقصاء كل القوى السياسية ولكن كما تعودنا الحق ينتصر والعدالة ترتفع والشعب المصري لا يستسلم ولا يخدع ولن يستطيعوا سرقة أحلامة . مبادرة حزب النور المدهش فيها أنها قادمة من حزب كان الجميع يري أنة مجرد تابع لجماعة الإخوان المسلمين فعلى مدار الفترة الماضية كان الحزب مجرد أداة فى يد الجماعة ينفذ ما تريد ويدافع عنها بشكل غير مبرر لدرجة أن المتحدث الرسمى لحزب النور نادر بكار كان يدافع عن الإخوان المسلمين أكثر من دفاعة عن الفكر السلفى الذى يقودة حزب النور ولكن من الواضح أن الجماعة كانت تعد حزب النور بالشعار الكاذب المضلل لهم مشاركة لامغالبة وتوهم حزب النور وقياداتة أن المشهد السياسي سيكون للجميع وأن المعيار للمناصب سيكون لأهل العلم والخبرة وهذا راجع لقلة خبرة السلفيين سياسيآ وعدم قدرتهم كشف طلاسم عالم الصفقات والتربيطات التى تجيدة الجماعة ومن الواضح أن التيار السلفى كان يتحالف من أجل الشريعة الإسلامية التى تخلى عنها الرئيس وحزبة ومن أجل تشكيل حكومة توافق وطنى ولكن كعادتهم كاذبون إستحوذوا على كل شئ ويمارسون تمكين الجماعة من كافة مناصب وسلطات الدولة وهذا ماذكرة نادر بكار شخصيآ حول أن الجماعة تريد الحكم بمفردها وتمارس الإقصاء السياسي لجميع التيارات السياسية فى مصر ولكن من الواضح أن حزب النور إكتشف مؤخرآ أن الثورة يجب أن تنتصر ولابد للجميع أن يشارك فى نهضة مصر وعلينا أن نقف جميعآ ضد خطف مصر ولذلك بادر بإطلاق خارطة طريق جديدة يتفق فيها مع جبهة الإنقاذ فى محاولة لإنقاذ مصر . مبادرة حزب النور فى مجملها مبادرة حقيقية تكشف نقاط الإختلاف والتوتر فى الشارع المصري وتحاول أن تضع لها سيناريو واقعى للحل بعيدآ عن عالم الحوارات الوطنية الوهمية التى تقودها مؤسسة الرئاسة وتقود المبادرة عدة محاور أهمها على الإطلاق هو المصالحة الوطنية فلا يجوز لفريق واحد أن يحكم مصر فى ظل الحالة الثورية التى يعيشها الشارع المصري وتحاول المبادرة إنهاء حالة الطوارئ فى منطقة القناة وترسل رسالة للرئيس أن الحلول الأمنية غير مفيدة ولن تنقذ مصر بالعكس ستزيد الأوضاع توترآ وإشتعالآ وسيحرق الجميع بنار الغضب الشعبى وتقود المبادرة شئ هام ومطلب جماهيرى كبير هو إقالة النائب العام الحالى وأن يختار القضاة نائب جديد عبر المجلس الأعلى للقضاء ويعكس هذا المطلب حالة التوتر الكبيرة فى صفوف القضاء المصري ويطالب بكل صراحة أن يرفع الرئيس يدة عن القضاء والمبادرة تحتوى على بنود عديدة تعالج قضايا كثيرة مثل الحد الأدنى والأقصى للأجور وقانون الإنتخابات وتعديل مواد الدستور والمصالحة مع الإعلام ورجال نظام مبارك الشرفاء الذين لم تلوث أيديهم بدماء المصريين ولا ضمائرهم بسرقة أموال الشعب المصري وكلها مطالب شعبية حقيقية ولكن السؤال المهم هل يوافق الرئيس مرسي وجماعتة وحزبة على هذة المبادرة أم سيتركون مصر تحترق من أجل حلمهم السياسي المرعب . مصر فى حاجة لكل المبادرات القوية من كافة التيارات السياسية من أجل إنقاذ مصر ومحاولة لقتل الفتنة وإنهاء الأزمة فهذا هو الوقت الطبيعى لرجال مصر الشرفاء المخلصين وعليهم أن يتصدروا المشهد بأفكارهم وخططهم الحقيقية التى تهدف لنزع فتيل الأزمة وعبور مصر نحو المستقبل فمصر وطن يستحق منا جميعآ أن نحاول بكل قوة أن نفعل أى شئ وكل شئ من أجل تنميتة وإزدهارة فنحن بلا مصر لانساوى أى شئ