بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال العاشر اعدلوا الصورة حتى لا نضطر لفتح المندل السياسي يعد فتح المندل نوعاً خاصاً من جلسات تحضير الأرواح يلجأ إليه في حالة السرقة أو القتل بهدف الوصول إلى معرفة الذي ارتكب الجرم أو معرفة مكان الأغراض الثمينة المفقودة عبر استدعاء الجن من عمار المكان وطرح الأسئلة،عليهم حيث يؤتى بغلام طبيعي لم يبلغ الحلم ثم يكتب فاتح المندل عزيمة خاصة على جبهة الصبي ثم يأمره أن يخبره بما شاهد فإذا شاهد ملوك الجن طلب من الصبي أن يسألهم عن الشيء المفقود والذي قد يكون الكشف عن السرقات أو أسرار الجرائم الغامضة أو معرفة أماكن بعض الأشياء المختلفة،وكذلك فقد يستخدم المندل في معرفة بعض النتائج مسبقاً وبعد انتهاء الغرض يقوم فاتح المندل بتلاوة عزيمة خاصة ويعود الصبي إلى حالته الأولى،يستخدم في ذلك النوع من الجلسات فنجان ماء تطفوا على سطحه نقطة زيت حيث يخبر الصبي ما يراه عبر نقطة الزيت والتي تعمل كشاشة عرض تكمن فيها الإجابات عن الأسئلة المطروحة!! إن المندل السياسي والذي تم فتحه منذ الخامس والعشرين من يناير قبل الماضي يبرهن علي أن مجتمع شبابي يحكمه الكهول لن ينصلح له حال عكس المجتمع الأوربي أو الأمريكي المتحضر لأنه مجتمع كهل يحكمه الشباب،الشباب الذين قاموا بالثورة ولم يجنوا ثمارها حتى الآن،هؤلاء الطاقة الجبارة والتي إذا لم توجه وتُستغل فالعواقب ستكون وخيمة_كثرة الضغط تُولد الانفجار_فالاضطرابات الشعبية المحتملة نتيجة للحالة الاقتصادية المتدنية لمعظم طبقات الشعب المصري سيصعب السيطرة عليها وقد يستغلها بعض راغبى الشهرة ومتقمصي الزعامة،لذا يجب أن يفعل مفهوم الثورة بنمطين لا ثالث لهما،أولهما الهدم ثم البناء،وثانيهما الإحلال الإجرائي العميق والمتسارع لكل مؤسسات الدولة،مع الحيطة التامة من تخطى شعرة معاوية تلك الشعرة التي تفصل بين الثورة والفتنة،وهى شعرة الوصاية على شرعية الشعب أو محاولة احتكارها في شخص أو تيار !!! يجب أن نسمع جيداً للتاريخ_أستاذ الأساتذة_ لنستوعب الدرس،من لويس الرابع عشر صاحب المقولة الشهيرة "أنا الدولة"،معبراً عما يختمر في نفس الحكام العرب من انفراد بالسلطة و شخصنه للنظام،وهذا ما اختزله الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد _ والد الرئيس الحالي وجد الرئيس القادم ما هي رئاسة عربية بقى _ بتصريحه" أنا النظام"،ومن بعده الرئيس السابق لدولة تونس -الحبيب بورقيبة -أن قال : "" أنا تونس"،ويحكى عنه في هذا الصدد أنه عندما كان يقود الحركة الوطنية التونسية من القاهرة،سقط ذات يوم في الحمام،وحينما نهض بلا كسور أو رضوض فعلق بتلقائية: "سقطت تونس والحمد لله على سلامتها" ،ويبين التاريخ أن تونس كدولة ظلت مستمرة، ورحل حاكمها،بل أدى حرق البائع الجائل" البوعزيزي" نفسه في يوم 17 ديسمبر 2010 إلى قلب نظام بن علي في14 يناير 2011،لتشتعل شرارة الانتفاضات والثورات ضد الأنظمة المتسلطة،لتدون على التو صفحة جديدة من لحظة فارقة في التاريخ العربي. إن الحق أبو البشر والحرية أمهم والشعب صبيه أيتام نيام لا يعلمون شيئاً،رحم الله الكواكبي فلقد ولى وولت معه عباراته وأصبحت الديمقراطية هى ملاذ الثورة، فالحكم المرتكز على الديمقراطية هو بالتأكيد نقيض للاستبداد والطغيان، فالديمقراطية تعبر عن نظام معين للعلاقات السياسية والاجتماعية،تنتعش في رحم مؤسسات سياسية واجتماعية سليمة،أساسها سيادة الشعب،وديدنها حقوق الإنسان،قوامها مبدأ فصل وتداول السلطات،والمشاركة السياسية الإيجابية بواسطة آلية الانتخاب العام الحر والنزيه،وبشكل دوري،تسودها سلامة وعقلانية العلاقة بين السلطة والحرية،بين الأكثرية والأقلية،بين الحاكم والمحكومين بشكل عام،فالديمقراطية كقيمة"خير"سياسي تتجلى في تحطيم النظرة التقليدية للحكم ،حيث يصبح المحكوم مواطناً،يحتكم إلى القانون في علاقته بالحاكم،وإذا كانت الديمقراطية (لها تكلفة )تعد من أهون شرور الأنظمة حسب البعض،فتعكس مع ذلك شرعية الشرعيات،وهي ملاذ الحكم الرشيد. ستظل أمي أجمل النساء _في نظري_حتى لو لم تكن جميلة،وستظل مصر احلي بلدان العالم في نظري حتى لو كانت كلها مشاكل،بحبها بكل متناقضاتها،من الأزهر لشارع الهرم،من الأهلي للزمالك،من حليم لعدويه،من أم كلثوم لأمينة حنطور، تصدقوا بالله بحب مرتضى منصور!! إلى اللقاء في المقال الحادي عشر مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن