بقلم محمود الجوهري تكملة لمشواري في الحياة من نشر الخير والوعي كتبت لكم هذا الحوار عسى الله أن يجعله ومضه في حياة الظالمين ليصلحوا ما أفسدوا وليتعلموا ممارسة الخير .إليكم الحوار صياد الفيسبوك : مسكين انت يا صياد السمك ! كيف تقضي حياتك ؟ صياد السمك : أحمل شبكتي فوق كتفي عند مطلع الفجر متجها إلى الشاطئ الذي تهواه عيني ..فأنظر إلى السماء فوقي وأرى سحرها أمامي فوق الماء ! أرى المروج الخضراء عندما يتسلل إلى عيني قرص الشمس من المشرق فأشعر بلذة الغارق في حلمه اللذيذ عند النوم ! فإذا بيدي تنجذب نحو الماء ..فأعلم أن رزقي قد دخل الشباك فتفيض نفسي سعادة يراها من يرمش في وجهي! أحمل الرزق والقلب يرقص طربا تسمع دقاته قبل أن تسمع خطواتي على الأرض!يفرح به المشتري من سرور وجهي قبل أن يراه في الشباك..ثم أسرع الخطوات إلى الكوخ حيث الولد وأمه في انتظاري ..لا أعرف كيف نقل العبير إليهم سعادتي ! فرأيت شروق الشمس من طلتهم ..صلينا المغرب جماعة ثم جلسنا حول الطعام وقد امتلأت قلوبنا بالحمد قبل أن يلامس الطعام الشفاة .. وهنا قاطعه صياد الفيسبوك قائلا :ما هذا المشوار الطويل الشاق ..نحن أفضل حالا منكم وأقل عناءاً عند الصيد !) فقاطعه صياد السمك : كيف ؟! صياد الفيسبوك : أنا لي شبكة سهلة قوية غير شبكتم التي تُجهدكم في صُنعها واصلاحها وقد أفقرت حياتكم فلم تشعروا بنعيم الدنيا! صياد السمك : ما هذه الشبكة التي تتحدثون عنها ..فاض بي الشوق لمعرفتها ورؤيتها ! صياد الفيسبوك : شبكتي يا مسكين ما هي إلا صورة جميلة وقد أختارتها بعناية من بين عدة صور ليست لشخصي ولكنها تداعب خيال الفريسة في الليل وفي الصبح ! صياد السمك : تقصد في البحر والنهر ! صياد الفيسبوك : لا لا لا لا تقاطعني دعني أكمل أُضيف عليها بعضا من الحكم وبعضا من الشعر ولا مانع من آيات قرآنية لإثبات حسن النية ! وأحيانا أحاديث ويا سلام لو كمان أغنية عاطفية يتدلى منها شوية حنية ! وخد عندك كلمتين الولد قالهم في مسلسل ولا مسرحية يا سلااااااام وكل ده بمجهود بسييييط قوي هي ضغطتين واحده نسخ والتانيه لصق ! هي دي شبكتي القوية أرميها في أي صفحة تعجبني واختار الصيدة قلي تناسبني بسرعة تشوف الشبكة مليانه يمكن بين الألف و الألفين ! صياد السمك : ألفين سمكة يا هووووووووووووه! صياد الفيسبوك : لا بلطية ! و حياتك انت انسية واحده حلوه وقعت في شبكتي العبقرية والأنواع كتيرة منها المدام ..أنسة ..مخطوبة ..مطلقة أو بنت في الاعدادية! وتلاقي الواحده معاك شايفها وشيفاك وأيام معدوده تبقى معاك وخد عندك من السعادة ألوان ! وعشان ما تشعربالملل لازم كل يوم تجديد عشان انا دايما أموت في الجديد وبالذات لو كان الصيد عنيد ! صياد السمك : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ماهذا الصيد ؟! وما هذا الفيسبوك؟! لم أراه في الكوخ الذي أقطنه ولا في طريقي للبحر أو النهر! صياد الفيسبوك : هل شاهدت البيوت العالية يا شيخنا وتحسرت يوما على نفسك ؟ صياد السمك : لم أتحسر عليها لأنني لم اشتهيها في يوم من الأيام ! صياد الفيسبوك : ألم تدرك هروب السعادة منك بشعورك بالشقاء والملل ؟ صياد السمك : هنا ابتسم صياد السمك ابتسامة لم تستقر على وجهه في غمضة عين قائلا :لو كانت السعادة التي تقصدها في المال لكنت أنا أشقى الناس لأنني أفقرهم ! ولكن قناعتي برزقي لا تُدخل الحزن إلى نفسي ولا تذهب نفسي حسرة وراء أي مطامع ..فكيف يدخل الشقاء حياتي ؟! أما عن الملل فلم أشعر به لأني أخذت الأمل لي رفيقا في حياتي فأقنع بما قسمه الله لي في الشباك! صياد الفيسبوك : ألم تغضب من ملابسك البالية التي ترتديها ؟ صياد السمك : من نعم الله عليَ أنني لم أغضب لملبس أو مأكل أوخشونة عيش ! فأنا لا آكل إلا إذا شعرت بالجوع فأجد في كل لقمة لذة ! صياد الفيسبوك : وماذا عن كوخك المخجل وسط المباني الشاهقة ألم تشعر بالضيق والضجر؟! صياد السمك : والله ما شعرت أنه يضيق بي وبزوجتي وابني يوما بل انني أمتع نظري كل يوم بما وهبه الله لنا في الحياة من بحر ةنهر وخضرة وقل ما تشاء من مخلوقاته . صياد الفيسبوك : ألم تشعر بالفرق بينك وبين الغني ؟ صياد السمك : لا فرق بيني وبين الغني إلا أن الناس يقفون له ترحيبا وتهليلا وهذا ليس له قيمة أو أثر في نفسي لأن حبي كله لله فهو العظيم ولا أرى عظيما سواه !فلم يقع لي مكروه إلا وهو منقذي ..فلا أتألم لمصاب أعرف أنه قدر لا مفر منه وأنني سأثاب عليه بقدر احتمالي إياه . ولكنني لم أقابل في يوم من الأيام ما تسميه بصياد الفيسبوك ! فهل أنتم رجال ؟ صياد الفيسبوك : لا يا شيخنا ..نحن رجال ونساء ولكلا منا طريقته في الصيد! . صياد السمك : وهل تعمرون بيوتكم بهذا الصيد ؟! والله ما أنتم إلا شياطين الإنس تخذعون القلوب فتلعبون بها حتى تدمي في شباككم اللعينة ! كم قلب فجعتموه ..كم بيت أسكنتوا فيه الحزن والغم والكدر ؟! كم أسرة قطعتوا أوصالها ..كم أم أحرقتوا فلبها على أبنائها ..كم أب أثقلتم عليه فوق هم عيشته فانتحر ! كم من فتاة أخرجتموها من عفتها ؟! كم من شاب قطعتوا الطريق على مستقبله ؟! ما أنتم إلا فاسقون مفسدون ..توهمتم بأنكم تقومون بعمل فيه براعة وشجاعة لتزيلوا غبار الفشل في بناء أخلاقكم ! أما نحن صيادوا السمك فلا نخجل من ملابسنا لأن الله يرانا بأعمالنا فلا نبالي إن كانت الثياب رثة أو جديدة ! ..نحن لا نضيق بأكواخنا التي نسكنها لأن الحب بيننا يتعدى حدودها ! فطهارتها من الدنس جعلتنا نشعر بلذة الغارق في نومه مطمئنا إلى ربه لا يبالي مهما تعالت القصور حوله .ربيت ابني على القناعة بما قسمه الله لنا فلم يتأفف يوما أمامي ..وشبكتي التي صنعتها بنفسي لم تفجع يوما أم في ابنتها أو ابنها مثلما فعلتم أنتم ولم تأخذكم بهم رحمة ! كأنكم أطفال تلعبون بالنار فتجولتم بها تحرقون الديار وأنتم تصفقون لأنفسكم بأنكم الشطار ..بئس هذه الشباك التي صنعتموها بأنفسكم العفنة فأسلبتكم الشرف والنخوة وأورثتكم حيل الشيطان .