للواقع – دينا فريد من يقرأ سورة "القمر" سيكتشف أنها كسائر السور المكية تعالج أصول العقيدة الإسلامية، وهى من بدئها إلى نهايتها حملة عنيفة مفزعة على المكذبين بآيات القرآن، وطابع السورة الخاص هو طابع التهديد والوعيد والإعذار والإنذار مع صور شتى من مشاهد العذاب والدمار. وفي سبب نزول السورة قال العلماء عن مسروق عن عبد الله قال: "انشق القمر على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت قريش: هذا سحر ابن أبي كبشة.. سحركم فاسألوا السُحَّار فسألوهم فقالوا: نعم قد رأينا، فأنزل الله "عز وجل": "اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر". وعن ابن عباس قال: "جاء العاقب والسيد وكانا رأسي النصارى بنجران فتكلما بين يدي النبي (صلى الله عليه وسلم) بكلام شديد في القدر، والنبي ساكت ما يجيبهما بشيء حتى انصرفا فأنزل الله "أَكُفَّارُكُمْ خَيرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ". "الذين كفروا وكذبوا بالله قبلكم". "أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ في الزُّبُرِ" الكتاب الأول.. إلى قوله تعالى: "وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ". ولقراءة سورة القمر فضل كبير، فعن عائشة قالت مرفوعا "من قرأ "ألم تنزيل" و"يس" و"اقتربت الساعة" و"تبارك الذي بيده الملك" كُنَّ له نورًا وحرزًا من الشيطان والشرك، ورُفِعَ له في الدرجات يوم القيامة". وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال رفعه "من قرأ "اقتربت الساعة وانشق القمر" في كل ليلتين بَعَثَهُ الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر".