بقلم خالد الشناوى وبالفعل قد استجاب القدر وقالت صناديق الإقتراع كلمتها وكان النجاح والفوز من نصيب الدكتور محمد مرسي وأصبح رئيساً شرعياً للبلاد .. وذاك هو قدر الله في الرجال وذلك لنعلم أن الملك كله بيد الله ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ) فالله سبحانه وتعالى يريد أن يثبت قيوميته على خلقه ..فسبحانه سبحانه له في خلقه أمور يبديها ولا يبتديها . لقد تابعنا الأحداث خطوة بخطوة من لدن الثورة إلى فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية .. نعم تابعنا سواء كان عن قرب أو بعد الأحداث بحلوها ومرها وبثوابتها وتقلباتها السياسية وهاهو قد جاء يوم الحصاد واقتطاف ثمار ثورتنا المجيدة . لقد قلنا مراراً وتكراراً أننا مع الدكتور محمد مرسي لكونه أضحى فرس الرهان الوحيد في حلبة الحفاظ على الثورة ومقدراتها من السرقة والضياع هذا بغض النظر عن كوننا نتفق مع جماعة الإخوان المسلمين أو نختلف . ولا شك أن التركة مثخنة بالدماء والحمل ثقيل والعقبة كؤود فلابد من مبادرة الدكتور محمد مرسي لإحتواء كل أطياف الشعب بكافة ميولهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية والعقائدية والعمل في منظومة واحدة من أجل بناء مصر النهضة .. مصر القومية .. مصر العروبة . إننا لابد وأن نأخذ من دروس التاريخ العظة والعبرة فالمسرح السياسي متقلب المزاج وهو كبحر أمواجه عاتية يحتاج إلى ربان ماهر كي يبحر بسفينته نحو شاطئ الأمان . الأمر كبير والحادث جلل والعمر قصير والمطلوب كثير وكثير . فلا وقت لتصفية الحسابات ولا وقت للبكاء على أطلال الماضي ولا وقت لدق الطبول فالمنصب هذا تكليف لا تشريف . والله يا سادة لا ينبغي أن ننسى أو نتناسى فضل الله علينا وعلى مصرنا فالكل منه وإليه ومشير ودال عليه ولولاه سبحانه وتعالى ما كان هذا النصر . وأقول للدكتور محمد مرسي لعلك تابعت عيون ووجوه شباب الثورة في ميدان التحرير ساعة إعلان فوزك وقد تلاشت همومهم وذهبت أحزانهم وتراقصت دموعهم فرحاً بنجاحك .. فما أظنك بعد هذا كله ستخزلهم . هؤلاء الشباب هم سدنة ثورة مصر وهم مفجري براكين ثورتها وهم من ضحوا بأرواحهم ودمائهم كي تجني وتحصد ما أنت فيه فاكلأهم بحفظك وعنايتك واعلم أن الميدان هو الذي اكتسبت من خلاله شرعيتك . فيا شعب مصر .. هنيئاً لنا جميعا هبة النيل ودمنا لها أبناءً كراماً ودامت لنا وبنا مصرنا حرة أبية . (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لعلكم تشكرون ) . ----- لكي الله يا مصر ،،،،