ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عدة قوانين إلهية لا تتغير ولا تتبدل، والمؤمن الحق هو من يؤمن بأن هذه القوانين تتحقق ولا يستطيع أهل الأرض بإنسها وجنها أن يمنعوا تنفيذها، وأذكر هنا أهم قانون إلهي يتصل ببناء الأمم وهو قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وقد اشترط هذا القانون قوة الإرادة وتوافر الرغبة في التغيير إلى الأفضل، والأخذ بجميع الأسباب الممكنة لتحقيق هذا التغيير مهما بلغت الصعوبات أو تطلبت من تضحيات بمال أو أرواح أو أو جهد أو تعب حتى ولو كانت النتيجة التي نريدها ونسعى إليها في نظرنا بعيدة المنال، فإذا ما تحقق كل هذا كان التنفيذ الإلهي بالتغيير وتحقيق النتيجة المرجوة، وهذا ما يصدق على نجاج محمد مرسي فالأمر لا يتعلق بشخص محمد مرسي ولا يتوقف على جماعة الإخوان المسلمين بل يتعداه إلى شباب أطهار قيدهم الله أن يثوروا ضد الباطل والتزوير والفساد والجوع والمرض والاستعباد، آمنوا بالحرية دفعوا أرواحهم في سبيل عزة وحرية هذا الوطن، وفي المقابل تجمع أبالسة الإنس مع أبالسة الجن من رجال أعمال خربت ذمهم ومصوا دماء هذا الشعب أكلوا السحت والمال الحرام فكانت أجزاء بدنهم والأرض التي يمشون عليها تتوسل إلى الله عز وجل أن ينتقم منهم، وإعلاميين باعوا ضمائرهم وأعلنوا شهادات الزور على الملأ لا يهم مريض يتوجع أو فقير يتألم أو يتيم يناجي ربه ولكن الأهم الشهرة والجاه والمال فهانت عليهم ألام الشعب وتاجروا بأوجاعه، ووقفوا مع الظالم والمستبد والسارق والفاسد لم يكتفوا أن يكونوا شياطين خرس يسكتون عن الحق بل كانوا أبالسة وقفوا مع الظالم يساندونه ويشجعونه ويدافعون عنه. ورجال أمن الدولة الذين اعتادوا على التلذذ بتعذيب الناس، ظنوا أنهم آلهة بيدهم الضر والنفع، دبروا وخططوا واتصلوا بأعوانهم بالقرى والنجوع استخدموا ملفاتهم القديمة الترهيب من الإخوان، ولعبوا بآخر ورقة وهي الطائفية بين المسلمين والمسحيين. فأتى أمر الله والقانون الإلهي الخاص بالتغيير فكان فوز محمد مرسي بمثابة الضربة القاضية لهذا النظام البائد الملعون وانتصارا للثورة وإيذانا بوجود حاكم خادما للشعب رئيسا يطلب من شعبه أن يحاسبوه ولا يطيعوه إذا لم ينفذ تعهداته، رئيسا يقول له ابنه: إنه إذا لم ينفذ تعهداته سنثور عليك"، فالقانون الإلهي انتصر للثورة والرغبة في التغيير وسيادة القانون والمساواة وإقامة العدل. فلك الحمد يا ربي عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك، فلو سجدنا مئات السنين لنشكرك على هذه النعمة ما وفينا ذرة وفاء بها ويكفينا من هذا كله أنك أنت ربنا العزيز العظيم "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير" تحيا مصر عزيزة آبية