بقلم علاء الغندور عجيب أمر النساء..فاللمرأة ألف وجه وكلها فى لحظات مختلفه وكلها تعبر عنها و لكن فى حالات مختلفه ويرجع ذلك لأن المرأة يتحكم فيها مشاعرها قبل عقلها ولذلك تجدها سريعة الفرح وسريعة الغضب وسريعه الحكم على الأمور و ان كان ذلك يتفاوت بين الأعمار المختلفة للنساء وبين الطبقات وبين أهل الريف و أهل المدن و يتفاوت من بيئة الى أخرى و من مستوى تعليم لآخر ولكنها فى النهاية هى المرأة..بمزاياها و عيوبها و بما اننى رجل ينتمى الى الزمن الجميل فقد كنت أرى النساء فى طفولتى كما أرى أمى رحمة الله عليها ..كنت أراهم طيبات حنونات رقيقات مضّحيات و قد يرى البعض من الناس قصيرى النظر انهن كانوا مقهورات ومكسورات و قليلى الحيله و ضعيفات و لكن وكيف يكون هذا ونحن لا نتحمل ان تغيب عنا امنا لمدة دقائق معدوده..كيف تغيب عن ناظرى أختى لعدة دقائق معدوده..كانت تربطنا بهن علاقة حب جارف واحترام جارف ....لقد كانت قوة النساء فى طيبتهن وحنانهن و لم يكونوا أبدا ضعفاء..فعند غيابهن لأى سبب عن البيت كانت كل الأمور تتلخبط و كأننا فى بحر بلا ربان.. و بدايه انا ضد التقليل و التحقير من شأن المرأة لأن المرأه هى أمى رحمة الله عليها و هى أختى و أبنتى و زوجتى وصديقتى و لا أطيق عليهن اى اهانه من اى شخص ايا كان.. و لقد مرت السنين لنكتشف ان هناك نوعا آخرا من النساء.....نوعا رفض ان يلتصق بهن الطيبه والوداعه والحنان..نوعا يرى هذه السمات تعنى صفة الضعف و لذلك رفضن سلوك امهاتهن و تمردوا على الواقع و على الأعراف وعلى الطبيعه والفطرة التى خلفنا الله عليها...و بعد ان كان صوت المرأة عوره و كان من العيب ان يعلو صوت المرأة قليلا..أصبحنا نسمع أصواتهن و اعلى من أصوات الميكروفونات و بدأن رفض اسلوب الحياة المعتاد و أصبحت هذه الفئة تطالب بمطالب تتجاوز عاداتنا وتقاليدنا و تعمدن أثارة المشاكل الزوجيه وتزايدت القضايا فى المحاكم و بدأنا نسمع عن ظواهر غريبه مثل ضرب الزوجات لأزواجهن و صراخهن فى البيوت والشوارع و فى عملهن و بدأت هذه الفئة من النساء تتشبه بالرجال فى الأفعال والتصرفات و لا يعنى ان تطالب احداهن بحق لها او لأن ترد ظلما عليها ان تطالب بتعديل القوانين السماوية و الوضعيه والشرعيه لكى تتناسب مع اهوائها كما حدث بعد صدور قانون الأحوال الشخصية و توحشت النساء المتمردات اللاتى اردن الأنتقام من الرجال ومن المجتمع . و تزايدت شكوى الرجال من النساء المتمردات ليعلو شأن المرأة على الرجل.. ..ولقد وجدنا أنفسنا معشر الرجال نريد ان نتساوى مع المرأة فى الحقوق التى حصلت عليها وهناك من يقول منهن اننا فى مجتمع ذكورى فهذا كلام بعيدا عن الواقع و هناك احصائيات من امريكا تقول ان الزوجه المصريه تعد الأكثر ضربا فى العالم لزوجها متفوقه على جميع نساء العالم..ان المرأه قد حصلت على جميع المناصب حتى وصلت الى ملكة فماذا تريدين أكثر من ذلك هل تريدي هذه الفئة ان تكون المرأه هى القوامه على الرجل؟ قد يكون هناك رجالا سيئين و قد يكون هناك رجالا لديهم الغلظه ولكن ليس معنى ذلك ان تغضب المرأة وتطلب تغيير نظام الكون الذى وضعه الله عز وجل بحكمه لكى يصونه..و ما اجمل العودة الى الفطرة والى الطبيعة السمحه..الى الرقة والعذوبة والحنان والعطاء و الى روح الأم الجميلة التى تربّينا عليها وعايشناها..الى المشاعر النبيلة..الى الصوت المنخفض..الى الأحترام لأنفسنا و للآخرين بدون ضرر و لا ضرار..بدون ظلم من الرجل للمرأة او من المرأة الى الرجل...و يعنى ان كل أمرأة تعرضت للظلم أن تنصب المشانق لكل الرجال.. ..و أقول لمن تريد أن تخدع نفسها قبل أن تخدع العالم ليس كل الرجال شياطين وليست كل النساء ملائكه. كاتب و رسام مصري E-mail: [email protected]