بقلم نبيل عبد الكريم مقال محمد بديع مرشد الاخوان في جريدة الأهرام يوم الاثنين 14مايو2012 يمثل وبحق رمزية التناقض بين الأقوال والافعال كدأب الجماعة في كل تصرفاتها التي تخالف أعمالها وتصرفاتها يتحدث عن خصال وصفات الرئيس المقبل الذي يجب ان يتعاون مع الجميع ويحرص علي الآخر دون إقصاء أو تهميش يمد يد العون للجميع بلاتفرقة يعمل ليل نهار وأجره علي الله تعالي ثم لمصلحة الوطن ،كلام جميل يتناقض مع أفعال الجماعة الطامحة للسيطرة و التكويش علي كل شئ في مصر و الاستئثار بالسلطة وابلغ مثال هزلية الجمعية التاسيسية لكتابة الدستور التي ضمت في عضوية لجانها حتي أبناء أعضاء الجماعة ومن بينهم ابنة أحد أعضاء مكتب الارشاد التابع للجماعة وهي خريجة كلية الاقتصاد دفعة 2011 فما هي خبراتها وكيف تم ضمها لهذه اللجان وغيرها وغيرها ممن لا علاقة لهم بالقانون أو الدستور المهم أن يكون من الجماعة وربما اكون فهمت غلط والله اعلم أنه يقصد أن الجماعة هي مصر ومصر هي الجماعة ومنتسبو الجماعة هم المواطنون الشرفاء و الانتماء للجماعة يأتي في المرتبة الأولي قبل الانتماء للوطن لأنهم هم الوطن بالفعل وما عداهم وسواهم لاشئ ولما لا فقد قال احد اعضاء مجلس الشعب الموقر ان الجماعة هي التي حفظت الدين و الايمان في مصر !!!،مع أن الاسلام موجود في مصر منذ اكثر من 1400 سنة بفضل الله تعالي وبدعوة رسولنا الأكرم محمد صلي الله عليه وسلم وفي عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وقيادة الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضوان الله عليهما بينما عمر الجماعة أقل من 80 سنة ومصر الاسلامية وبوحدة شعبها ردت التتار و الصليبيين علي أعقابهم خاسرين مخذولين وألحقت بهم العار الي يوم يبعثون ومن الجائز أن المعلومات التاريخية العضو الموقر محدودة لذا اردت التوضيح ،وبعد حكم المحكمة التاريخي ببطلان تشيل تأسيسية الدستور علي طريقة ومنهج الجماعة مايزال المجلس الموقر بقيادة أغلبية حزب الجماعة والمسمي ب الحرية و العدالة يماطل ويسوف عن عمد في وضع آلية إعادة تشكيل دستورية الدستور لضمان استمرار سيطرته عليها و للحيلولة دون المشاركة الايجابية الفعالة لباقي فئات المجتمع متناسين أهمية ان أبسط قواعد كتابة الدستور في الأمم الديمقرطية هو أن يكون الدستور توافقيا دون تهميش أو إقصاء للآخرين من أبناء الوطن وليس برأي أصحاب أغلبية انتخابية متغيرة كما يصرون علي ذلك وفي هذا مخالفة لا تخطئها العين لما جاء في مقال السيد المرشد ، ألم يكن تعليق سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب نائب رئيس حزب الجماعة لجلسات المجلس لمدة اسبوع دون عرض الأمر علي أعضاء المجلس يمثل اقصاء لباقي العضاء المتنمين لأحزاب وكيانات غي حزب الجماعة؟ بالتأكيد بأمر مرشده بغية للضغط علي المجلس العسكري للاستجابة لمطالبهم بإقالة الحكومة وتكليف الحزب بتشكيل حكومة جديدة قبل انتخابات الرئاسة و الأعجب من هذا هو عنوان المقال :يوم المرحمة"مبالغة لفظية في غير محلها علي الاطلاق ويقصد به يوم الانتخابات فهل هذا التوصيف معقول أوهذه المقارنة جائزة !! العلم عند مولانا السيد المرشد ، التناقض الأعجب و الأخطر أنه دعا الناس للذهاب لصناديق الاقتراع لاختيار مرشحهم المفضل أيا كان اسمه او اتجاهاته أو انتماءاته مطالبا إياهم وخاصة انصار الآخرين بالقبول و الرضا ومساعدة الرئيس القادم حتي نبدأمرحلة إعادة بناء الوطن بينما يساند سيادته مرشح حزب الحرية و العدالة الجناح السياسي للجماعة الدكتور محمد مرسي المرشح الاحتياطي للجماعة بعد استبعاد اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة نائبه خيرت الشاطر _نموذج آخر من التناقض _ بل وتنازل له عن بيعته له ، وعكس كل ماجاء في مقال مولانا المرشد دعا نائبه خيرت الشاطر الي الكفاح المسلح في حالة فوز الفريق أحمد شفيق بالرئاسة - قمة التناقض- وربما لم يقرأ النائب مقال المرشد بعد وبعيدا عن فكرة التناقض بين القول و الفعل ومن الجائز أن مولانا المرشد يقصد أيضا انه يعرف النتيجة مسبقا أو علي الأقل واثق منها وأن مرشح الجماعة الاحتياطي هو الرئيس القادم و لاريب ،وربما فات سيادته أن يختتم مقاله الرائع من الناحيتين البلاغية و الأسلوبية فقط أن يقول لنا "انتخبوا محمد مرسي" التابع لنا ومرشح الحزب التابع للجماعة و تبقي الحقيقة الوحيدة والخلاصة أن التناقضات بين الأقوال و التصرفات و السلوكيات و الافعال للجماعة تتغير من موقف لآخر ومن زمن لأخر وحسب الموقع الجغرافي ايضا و دون الثبات علي مبدأ اللهم سوي الولاء للجماعة ومشرعها وتمشيا مع ماجاء في مقال السيد المرشد سوف انتخب بمشيئة الله تعالي المرشح الذي أراه بحق قادرا علي خدمة مصر وشعبها ومستقلا في قرارته وليس له مرشد يخضع له ويدين له بالولاء و الطاعة وقبل كل شئ البيعة و بالتالي يوجهه ويتحكم في قراراته و افعاله ومرشده هو اتقاءه لله تعالي ومراعاته لضميره ثم صالح الشعب و الوطن و بما يرضي الله سبحانه وتعالي ودون ان يقصي الآخر كما جاء في المقال المتناقض ولكنه علي اية حال لن يكون مرشحكم الاحتياطي الدكتور مرسي ولا مرشحكم الاضطراري المقال دكتور ابو الفتوح و الغريب أن المرشحان الاحتياطي و الاضطراري يروجان لنفس المشروع المسمي "بمشروع النهضة " وهل يمكن لأي مشروع نهضوي أن يتلمس طريق النجاح بإنفراد جماعة ما بأغلبيتها البرلمانية المؤقتة بالقيادة و الادارة وإقصاءها لأطياف المجتمع الاخري كما كان يفعل الحزب الوطني البائد؟! و بالطبع أيضا لن اختار واحدا من الآفاقين الشيوعين أنصار الفكر الأناركي والماركسي المتاجرين بالثورة ودماء شهداءها خذلهم الله وأحبط مخططاتهم بالتحريض علي ثورة فوضوية جديدة مالم يصل أحدهم لمنصب الرئيس الذي لن يشموا رائحته لا من قريب ولا من بعيد وهم يعلمون هذا في قرارة أنفسهم وموقنون به تماما، و المرشح الذي قدر الله تعالي في غيبه ان يكون رئيسا لمصر ثم اختاره الشعب مهما كان انتماؤه السياسي يجب علينا نحن المصريون الاصطفاف خلفه ولا ننقسم رعليه حتي يبدأ مهمته الشاقة بمعونة كل اطياف الشعب في مرحلة الاصلاح و البناء وتسترد مصر عافيتها وريادتها من جديد وحتي يكون الربيع العربي حقيقة لا زوبعة خريف ولا املك في النهاية سوي ان أدعو الجميع ليتقوا الله في مصر وشعبها .