عاجل - هذه أسعار الذهب ثاني أيام عيد الأضحى 2024    الدولار يسجل 47.75.. أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه اليوم    جنوب إفريقيا.. حزب «زوما» يطعن بنتائج الانتخابات وينضم للمعارضة    وفاة رئيس محكمة استئناف القاهرة أثناء أداء فريضة الحج    طقس ثاني أيام العيد.. انخفاض درجات الحرارة.. وأمطار على هذه المناطق    تفاصيل الحلقة الأولى من الموسم الثاني ل House Of The Dragon    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. ثاني أيام عيد الأضحى 2024    المانجو ب20 جنيها.. أسعار الخضر والفواكه في سوق العبور اليوم    لماذا خالفت هذه الدول توقيت احتفال أول أيام عيد الأضحى 2024؟    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب جنوب البيرو    خسائر الاحتلال الإسرائيلي.. ارتفاع القتلى ل662 وآلاف يطلبون مساعدات نفسية    عصام السقا يحتفل بعيد الأضحى وسط أهل بلدته: «كل سنة وأنتم طيبين» (فيديو)    ترتيب الدوري المصري قبل مباريات اليوم الإثنين    إيهاب جلال يُعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة إنبي    منافسة إنجليزية شرسة لضم مهاجم إفريقي    «المشاط» ورئيسة بنك التنمية الجديد تزوران مشروعات «اقتصادية قناة السويس»    مصطفى بكري يكشف سبب تشكيل مصطفى مدبولي للحكومة الجديدة    افتتاح المرحلة «ج» من ممشى النيل بمدينة بنها قريبًا    وفاة الحالة السادسة من حجاج الفيوم بالأراضي المقدسة    البيت الريفى.. الحفاظ على التراث بمنتجات ومشغولات أهل النوبة    شهيدان و13 مصابا جراء قصف الاحتلال منزلًا في حي الزرقا شمال مدينة غزة    بعد إثارته للجدل بسبب مشاركته في مسلسل إسرائيلي.. من هو الممثل المصري مايكل إسكندر؟    رامي صبري: «الناس بتقولي مكانك تكون رقم واحد»    دعاء فجر ثاني أيام عيد الأضحى.. صيغ مستحبة رددها في جوف الليل    حكم الشرع في زيارة المقابر يوم العيد.. دار الإفتاء تجيب    دعاء الضيق والحزن: اللهم فرج كربي وهمي، وأزيل كل ضيق عن روحي وجسدي    تقتل الإنسان في 48 ساعة.. رعب بعد انتشار بكتيريا «آكلة للحم»    البيت الأبيض: المبعوث الأمريكي الخاص أموس هوكشتاين يزور إسرائيل اليوم    مدفعية الجيش الإسرائيلي تستهدف بلدة "عيترون" جنوب لبنان    تقرير: الدول النووية أبقت على الكثير من الرؤوس الحربية النووية جاهزة للعمل    حلو الكلام.. يقول وداع    زيجته الثانية أشعلت غضبهم.. الأبناء وأمهم يحرقون مسكن والدهم في الوراق    «زي النهارده».. وفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوى 17 يونيو 1998    يورو 2024 - دي بروين: بلجيكا جاهزة لتحقيق شيء جيد.. وهذه حالتي بعد الإصابة    "تهنئة صلاح وظهور لاعبي بيراميدز".. كيف احتفل نجوم الكرة بعيد الأضحى؟    مدرج اليورو.. إطلالة قوية لجماهير الدنمارك.. حضور هولندي كبير.. ومساندة إنجليزية غير مسبوقة    جثة مذبوحة وسط الطريق تثير ذعر أهالي البدرشين    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    انخفاض أعداد الموقعين على بيان مؤتمر أوكرانيا الختامي ل82 دولة ومنظمة    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    لم يتحمل فراق زوجته.. مدير الأبنية التعليمية بالشيخ زايد ينهي حياته (تفاصيل)    العيد تحول لمأتم، مصرع أب ونجله صعقا بالكهرباء ببنى سويف    إيرادات حديقة الحيوان بالشرقية في أول أيام عيد الأضحى المبارك    وفاة خامس حالة من حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    هل يجوز بيع لحوم الأضحية.. الإفتاء توضح    مانشستر يونايتد يجدد الثقة في تين هاج    إيلون ماسك يبدي إعجابه بسيارة شرطة دبي الكهربائية الجديدة    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    تعرف على حكام مباراتى الجونة والبنك الأهلى.. والإسماعيلى وإنبى    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة (عتاب) من الإخوان إلى (إخوانهم في الدعوة السلفية
نشر في كلمتنا يوم 06 - 05 - 2012

أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا صحفيا بعنوان "رسالة إلى إخواننا في الدعوة السلفية"، بخصوص دعم الدعوة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وما أسموه "الهجوم الحاد" ضد مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، حصلت "بوابة الشروق على نسخة منه..
نص البيان
اختار إخواننا السلفيون مرشحهم للرئاسة – وهذا مطلق حقهم وليس من حق أحد أن يتدخل فى هذا الاختيار وهذا القرار.
ومن حقهم أيضا أن يروجوا لهذا المرشح بالطرق المشروعة التي يرونها، ولكن لي ملاحظات قسّمتها إلى عتاب وتذكير ونصيحة، لأنه يبقى الود ما بقي العتاب، ولأن الدين النصيحة ولأن التذكير واجب شرعى أُمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن من بعده { فَذَكِّرْ‌ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ‌ ﴿21﴾ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ‌ ﴿22﴾}[الغاشية]
فإذا كنا قد أقررنا بحقوقهم فى اختيار مرشحهم والدعاية له، إلا أنه من غير المقبول وغير اللائق أن يتنقل الأستاذ عبد المنعم الشحات بين الفضائيات للإساءة والتعريض بجماعة الإخوان المسلمين ومرشحهم الدكتور محمد مرسى، حيث وصفه بالضعف وبالتالى سوف يكون المرشد هو الحاكم الفعلى للبلاد، وبأنه كان مرشحاً احتياطياً، وألمح إلى ما يقوله البعض عنه على سبيل السخرية، وأنه لو كان المرشح هو المهندس خيرت الشاطر لأيدوه لأنه قوى ولن يستطيع المرشد التأثير فيه بل إنه هو الذى يقود الجماعة ويوجهها.
وفى هذا ما فيه من الإساءة للجماعة ولرموزها وقادتها، فالدكتور محمد مرسى الذى يصفه بهذا الوصف السيء، هل تعامل سيادته معه ؟ منذ متى عرفه ؟ وهل يعلم سيادته أن الدكتور محمد مرسى كان رئيساً للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين فى الدورة 2000 – 2005 ، وأدى أداء جيداً، فى الوقت الذى كان رأى غيرنا سلبياً فى مجرد الترشح لمجلس الشعب، وهل يعلم سيادته أنه كان المشرف على القسم السياسى بجماعة الإخوان المسلمين، وأنه رئيس حزب الحرية والعدالة، وأنه كان المسئول الأول عن ترتيب قوائم المرشحين لمجلس الشعب والشورى من حزب الحرية والعدالة والأحزاب المتحالفة معه فى انتخابات 2011م، وأنه أستاذ فى كلية الهندسة درس ودرّس فى أمريكا وزار عديداً من دول العالم واكتسب خبرات منها؟
أما اعتبار كونه كان مرشحاً احتياطياً، فهذا الأمر لا ينقص من قدره وإلا كان اختيار النبى صلى الله عليه وسلم لجعفر بن أبى طالب احتياطياً لزيد بن حارثه واختياره لعبد الله بن رواحة احتياطياً لجعفر فى غزوة مؤته نقيصة فى حق الصحابيين الشهيدين البطلين جعفر وعبد الله، ولا أعتقد أن مسلماً يمكن أن يرد ذلك على خاطره قط، بل بالعكس فإن القرار بتحديد احتياطيين إنما يدل على بُعد النظر والحكمة والإرادة الحازمة.
أما الإلماح إلى الأسلوب البذئ والساخر الذى استخدمه السفهاء واعتباره ذريعة لعدم أهلية الدكتور محمد مرسى فهو أمر مؤسف لا سيما وأن الشيخ الفاضل الشحات لم يستنكره.
وأعتقد أنه يعلم علم اليقين الأوصاف الدنيئة التى كان يطلقها المشركون على النبى صلى الله عليه وسلم بعضها ذكره القرآن الكريم وبعضها ذكرته السيرة العطرة، يعف قلمى عن مجرد ذكرها، وأيضاً أعتقد أنه يعلم جيداً الأوصاف السيئة الساخرة التى ألصقها به وبإخواننا السلفيين الصحفيون والكتاب ورسامو الكاريكاتير والتى يعف قلمى أيضاً عن الإشارة إليها، فمنذ متى كانت سفاهة السفهاء وجهالة الجهلاء مؤثرة فى مكانة الكبار ومقام المحترمين؟
وأما كلامه عن أن المهندس خيرت هو الرجل القوى الذى يدير الجماعة فهو قول يسيء إلى الجماعة وكل قادتها ومجالسها، ويدل على أن معلوماته عن الجماعة إنما هى معلومات غير صحيحة، وأنه يستقيها من الصحافة المبغضة والمتحاملة على الإخوان المسلمين.
وفى ختام هذه الفقرة أقول لسيادته ألا تكفى الحرب الضروس التى يشنها الإعلام العلمانى المغرض كله، والأحزاب الكارهة للإسلاميين عموماً على الإخوان، حتى تشاركهم سيادتكم فى إطلاق السهام علينا.
وظلم ذوى القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند
هذا ما كان بالنسبة للعتاب، أما ما يتعلق بالتذكير فبين يدّى الآن كتيب كتبه جماعة من أهل العلم منكم عنوانه ( حكم المشاركة فى الانتخابات، ولماذا لم نساند الإخوان المسلمين ) وكنتم تعنون بالانتخابات انتخابات مجلس الشعب، قلتم فيه رداً على سؤال: لماذا لا تنتخبون الإخوان؟
قلتم ( إن الإخوان المسلمين كجماعة وأفراد لا يحملون تصوراً إسلامياً متكاملاً، بل إنهم على النقيض من ذلك يقدمون تنازلات عن ثوابت إسلامية فى مقابل الحصول على مكاسب سياسية مزعومة).
ورحتم تستشهدون بتصريحات لبعض قيادات الإخوان وعلى رأسهم د.عبد المنعم أبو الفتوح أولها ما كتبتموه بأيديكم:
1] (الإخوان وإلغاء الشريعة: قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لصحيفة الدستور فى 27/7/2005 م لو يوافق الشعب على إلغاء المادة الثانية من الدستور يبقى خلاص، والمادة الثانية هى الحكم بالشريعة ليست فرضاً على الناس، فإن المدخل الحقيقى للديمقراطية هو الاحتكام للشعب، وتداول السلطة ، وبالمناسبة الإسلاميين المتطرفين بيقولوا: ربنا، وإحنا بنقول الاحتكام للشعب ) ثم كتبتم تحت عنوان (التعليق) ما نصه: والله يقول: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿50﴾}[المائدة]، وقالى تعالى :{ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ‌ تَبَارَ‌كَ اللَّهُ رَ‌بُّ الْعَالَمِينَ ﴿54﴾}[الأعراف]، ويقول تعالى: { أَمْ لَهُمْ شُرَ‌كَاءُ شَرَ‌عُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}[الشورى:21]
وقال تعالى: { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ‌ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}[يوسف: 40] ، وقال جل وعلا: { فَلَا وَرَ‌بِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ‌ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَ‌جًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿65﴾}[النساء]
فهذه المقولة جحد لفرضية الشريعة التى أصلها الاستسلام لأوامر الله سبحانه وتعالى والالتزام بشرعه، فلو أجمع أهل الأرض كلهم جميعاً على إلغاء حكم واحد من أحكام الشريعة، لم ينظر إلى هذا الإجماع وعدوا بذلك خارجين عن دين الله ، قال تعالى : { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ‌}[الأعراف:54]
وبالمناسبة هل أصبح دين الناس (إن الحكم إلا للشعب) أهذا ما يطلبه بالإسلاميون المعتدلون؟
هذا ما خطته أيديكم ؟ أيها العلماء الأجلاء وأنا أريد أن أسأل ما معنى قولكم : (فهذه المقولة جحد لفرضية الشريعة) وقولكم : (وعدوا بذلك خارجين عن دين الله) وأسأل أيضاً : إذا كنتم تعاقبون الإخوان بعدم تأييد واحد منهم فى انتخابات مجلس الشعب لوجود هذه التصريحات من واحد منهم فى ذلك الوقت، فهل يجوز تأييد هذا الشخص بعينه رئيساً للجمهورية ؟علماً بأن الإخوان استنكروا تصريحاته، واشتبكوا معه وأضافوا إلى أدبياتهم أدبيات جديدة تؤكد ثوابتهم ومبادئهم فهل بهذا يكون الإخوان هم الذين يتنازلون عن ثوابتهم وهل هم بالفعل لا يملكون تصوراً إسلامياً متكاملاً ؟!!
وكتبتم فى هذا الكتيب أيضاً ما نصه ( وقال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فى تصريحات لجريدة العربى الناصرى الأحد 5/10/2003 " نحن لا نعترض على اختيار مسيحى رئيساً لمصر بالانتخاب لأن هذا حق لأى مواطن بغض النظر عن دينه وعقيدته السياسية، فحتى لو كان زنديقاً فمن حق أن يرشح نفسه وإذا اختاره الشعب فهذا إرادته .. )
ثم كتبتم تعليقاً جاء فيه: ( ونقول أين هذه التصريحات من قول الله تعالى : { وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِ‌ينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴿141﴾}[النساء]
وقال تعالى: { لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِ‌ينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ}[آل عمران : 28]
قال ابن القيم : ( ولما كانت التولية شقيقة الولاء كانت توليتهم نوعاً من توليهم، وقد حكم تعالى بأن من تولاهم فإنه منهم. ولا يتم الإيمان إلا بالبراءة منهم، والولاية تنافى البراءة فلا تجتمع الولاية والبراءة أبداً ) أليس هذا ما خطته أيديكم أيها الإخوة الكرام ؟ وأليس هذا من الثوابت ؟ فماذا حدث حتى تؤيدوا من يقوله ويدعو إليه؟
وقلتم فى نفس الكتيب فى موضع آخر : قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فى تصريحات لصحيفة العربى 28/9/2003 " اما الأعمال المختلف عليها - أى الأعمال الأدبية – فمن حق صاحبها أن ينشرها على نفقته أو على نفقة ناشر خاص ويقول فيها ما يشاء حتى لو كان يدعو إلى الإلحاد، وفى هذه الحالة ليس من حق أحد ان يطلب بمصادرته، إذن الخلاف بيننا وبين وزارة الثقافة هو على سواء استخدام المال العام فقط لا غير"
وقال أيضاً فى نفس الحديث: أما مسألة الكتابة شعراً أو بأى وسيلة فى الغزل والحب والجنس فلا اعتراض إطلاقاً طالما أن صاحبه لا يهدف إلى إثارة الغرائز " .
ثم عقبتم سيادتكم معشر العلماء بقولكم :" يا دكتور من حق الأديب الملحد والمثقف الزنديق أن ينشر إلحاده فى الناس فيحل الحرام ويحرم الحلال ويشيع الفسق والرذيلة فى البلاد والعباد والمشكلة أن يكون ذلك على نفقته الخاصة!!! { كَبُرَ‌تْ كَلِمَةً تَخْرُ‌جُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿5﴾}[الكهف]
يا دكتور الكتابة فى الغزل والحب والجنس لا تثير الغرائز، ولا تحرك كوامن النفس الإنسانية؟ والله تبارك وتعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿19﴾}[النور]
إن هذه دعوة للإنسلاخ من الدين والعودة للبهيمية والجاهلية، وهذا فى الحقيقة دمار للبلاد والعباد بشؤم الكفر والإلحاد والمعاصى، قال تعالى : {وَكَأَيِّن مِّن قَرْ‌يَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ‌ رَ‌بِّهَا وَرُ‌سُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرً‌ا ﴿8﴾ فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِ‌هَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِ‌هَا خُسْرً‌ا ﴿9﴾}[الطلاق] ، وقال جل وعلا: {وَإِذَا أَرَ‌دْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْ‌يَةً أَمَرْ‌نَا مُتْرَ‌فِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْ‌نَاهَا تَدْمِيرً‌ا ﴿16﴾}[الإسراء]
سبحان ربى.. هذا بالنص رأيكم فيما يقوله مرشحكم للرئاسة، ثم تختارون تأييده لأكبر منصب فى البلاد.
وهل نحن الذين نتنازل عن الثوابت مقابل مكاسب سياسية ؟؟؟
ثم إنكم من غير شك تريدون مرشحاً إسلامياً، ثم تختارون مرشحاً يقول عن نفسه بصريح العبارة (إنه ليس مرشحاً إسلامياً ولكنه مرشح محافظ، أو ليبرالى).
وهذا موقف محير، يستعصى على الفهم.
ثم إنكم ترفضون بشدة وصف الدولة المصرية بأنها دولة مدنية ضمن أوصاف أخرى ونحن نقيد هذا الوصف بأنها ذات مرجعية إسلامية نفياً لها عن الدولة العسكرية والدولة الثيوقراطية ومرشحكم يريدها دولة مدنية، ولا يرى مبرراً لوصفها بأنها ذات مرجعية إسلامية.
فكيف تتفق رؤيتكم مع رؤيته ؟
ولقد كتب الأستاذ عبد المنعم الشحات – أحد كبار علمائكم – تعليقات على زيارة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لنجيب محفوظ انتقده فيها بشدة لطلبه منه نشر رواية ( أولاد حارتنا) وهى رواية اتفق علماء المسلمين على أنها رواية إلحادية؛ ولقد رفض نجيب محفوظ نفسه نشرها حتى مات لعلمه أنها رواية إلحادية، وكان الرجل قد تغير تفكيره رغم أنه لو نشرها لربح من وراء نشرها مالاً كثيراً ، وانتقده الشيخ الشحات لاتهامه الأستاذ سيد قطب – رحمه الله – بأنه كان مريضاً نفسياً.
وانتقده لوصف الدعوة السلفية بالإسلام البدوى الوهابى.
وسبق أن صرح الأستاذ ياسر برهامى لموقع ( صوت السلف ) ونشره موقع ( أمتى ) بأن ( ما حدث من إقصاء ما يسمى بالتيار الإصلاحى – من الإخوان المسلمين وعلى رأسهم عبد المنعم أبو الفتوح بالطبع – أظنه فى مصلحتهم وقال إن هؤلاء الإصلاحيين – كما يسمونهم – قد قالوا من المنكرات ما يجعلهم ألاّ يُصدَّروا فى المسلمين فهم يقبلون العلمانية كما يريدها أهل العلمانية.
ثم ذكر عدداً من آرائهم وتابع قائلاً: " ماذا تريد أكثر من هذا الهراء والسخافات؟ فهؤلاء ليسوا بإصلاحيين بل هذا بُعد عما أسست عليه الجماعة، فهؤلاء الذين أقصوا والذين يسمونهم الإصلاحيين لا يستحقون أن يُصدَّروا "
واعتبر تلك التصريحات تعبر عن خلل طرأ على مواقف الجماعة والثوابت التى قامت عليها عند تأسيسهاقبل أكثر من 80 عاماً ) رغم أن الجماعة من هذه الأقوال كلها براء وبعد هذا كله يتم تأييد ترشيح الشخص الذى خرج على كل هذه الثوابت لرئاسة الدولة !!!
إن من مبادئنا المعروفة ألا نطلب الولاية لأنفسنا ولا ريب أنكم أعلم بحديث النبى صلى الله عليه وسلم ( يا عبد الرحمن بن سمرة : لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أُعنت عليها، وإن أعطيتها عن مسألة وُكلت إليها .. ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم لرجلين طلبا الولاية: ( إنا والله لا نولى هذا العمل أحداً سأله أو أحداً حرص عليه ) .
ذكر الأستاذ الشحات فى مقال كتبه تحت عنوان ( تساؤلات حول دعم السلفيين للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أنه غنى عن الذكر أن القرارات السياسية قائمة على ميزان المصالح والمفاسد، وعلى توقع الاحتمالات التى سوف تنتج عن كل قرار ) .
وهذا الكلام صحيح عندما لا يكون ثمّة نص فى موضوع القرار، فإن هناك نصوصاً كثيرة تحدد النشاط السياسى مثل الشورى والعدل والأمانة والوفاء بالعهد وسائر الأخلاق التى أمر بها الإسلام، وحق الدفاع عن النفس والأرض والمال والعرض .. إلى آخره أما تلك التى لا يوجد فيها نص صريح فينبغى تحرى المصلحة ودرء المفسدة، والمعروف أن باب اختيار المسئولين فيه أحاديث مشهورة، منها قوله عليه الصلاة والسلام: ( إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة، قيل: وما إضاعتها يا رسول الله ؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله ) .
وقوله : ( من ولى من أمر المسلمين شيئاً فأمّر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله فيه صرفاً ولا عدلاً حتى يُدخله جهنم ) .
وقوله : (من استعمل رجلاً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين).
وإذا ذهبنا بعد ذلك نبحث عن معنى المصلحة فى الشرع نجد الإمام الغزالى قد عرفها بقوله: (أما المصلحة فهى عبارة فى الأصل عن جلب منفعة أو دفع مضرة ولسنا نعنى به ذلك، فإن جلب المنفعة ودفع المضرة مقاصد الخلق وصلاح الخلق فى تحصيل مقاصدهم.
لكنّا نعنى بالمصلحة المحافظة على مقصود الشرع، ومقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم، ونفسهم، وعقلهم، ونسلهم، ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة، ودفعه مصلحة)
وهكذا يتضح لنا أن المصلحة كى تتحقق لابد أن تراعى الدين أولاً، وهذا هو المقصود من الأمانة فى قوله تعالى : {إِنَّ خَيْرَ‌ مَنِ اسْتَأْجَرْ‌تَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴿26﴾}[القصص] أى الكفاءة والديانة وأعتقد أن كل ما أسلفناه من تصريحات وتعليقات عليها لا يمكن الاطمئنان منها على الدين، وبالتالى على المصلحة العظمى التى يتوخاها الشرع.
ولا يحسبن أحدٌ أننى بهذه الرسالة أبغى منكم تأييد مرشحنا، ولكنى أبغى تقديم النصيحة التى أمرنا الله أن نقدمها والتذكير عند النسيان ووضع كل واحد أمام دينه وضميره، وفقنا الله جميعاً إلى ما فيه رضاه {إِنْ أُرِ‌يدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿88﴾}[هود]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.