بقلم ثامر سباعنه استطاع الأسرى في سجون الاحتلال ان يخطوا بأمعائهم الخاوية لوحه جديدة من لوحات العز والمجد في سجل قضية فلسطين وتاريخ الأمة، وبجوعهم صنعوا ربيعهم في ظل الربيع العربي . لكن وبعد انتهاء الإضراب الذي وبحمد الله استطاع فيه الأسرى ان يغيروا مسار الصراع مع المحتل ، بعد انتهاء الإضراب لابد لنا من العودة قليلا للخلف لتقييم الحدث ونتائجه لناخذ منه العبرة والفائدة: · لقد لجأ الأسرى الى خيار الإضراب بعد أن يئسوا من الوضع العام والإهمال الواضح لقضيتهم ومعاناتهم ، ولم يكن لهم خيار اخر غير الإضراب والاء صوتهم ، بالاضافه إلى الظلم الواقع عليهم من قبل ادارة السجون وسحب كل حقوقهم و انجازات الحركة الاسيرة، بالاضافه الى وضوح فشل وضعف خيار المهادنة والسلم مع إدارة السجون ، لان الاحتلال هو الاحتلال لا يتغير ولا يتبدل و يسعى دائما للتسويف وإضاعة الوقت بحجج واهية ولا يريد للاسرى العيش بكرامة وعزة. · لقد استطاع الأسرى من خلال أمعائهم الخاوية الصراخ بأعلى صوتهم فسمعهم الغرب قبل العرب ، وتحركت المؤسسات والشخصيات الغربية بشكل اقوى من المؤسسات والشخصيات العربية ، وبذلك استطاع الأسرى نزع قناع الديمقراطية والانسانيه عن وجه الاحتلال البغيض والذي كان يتغنى به الغرب لسنوات وسنوات. · لقد اثبت الإضراب ومقدار التفاعل معه قيمة الاعلام واستغلال وسائله المختلفه من إعلام مقروء او مسموع او الانترنت و شبكات التواصل الاجتماعي ، لذا لابد من تسخير هذه القدرات والإمكانات لخدمة قضايا الامة وخاصة قضية فلسطين وتسخير طاقات الشباب وتوجيهها نحو العطاء والبذل في سبيل الامة. · هنالك من حاول طيلة فترة الاضراب التركيز على عدد الاسرى المضربين والاهتمام بالعدد لا بقيمة الاضراب وهدفه ، لكن الاصل هو التفكير والاهتمام بقيمة ومعنى الاضراب واهدافه ، واذا تكلمنا بلغة الارقام ندرك ان 4500 اسير في سجون الاحتلال منهم حوالي 1800 اسير هم ارى غير محكومين لذا هم فعليا غير ملزمين بالاضراب ، ومع ذلك اضرب عدد كبير منهم. · كان هنالك ولا زال خلل في موضوع التصريحات والاعلانات من قبل شخوص او مؤسسات – قد يكون السبب صعوبة التواصل مع الاسرى – لكن كان الاولى من المؤسسات والشخوص وبعض وسائل الاعلام الاهتمام بقيمة ومصداقية الخبر وليس الاهتمام بسرعة اعلانة وتبنيه ليكون سبق اعلامي، فقد لاحظنا كثير من الاعلانات والتصريحات الخاطئه والمتضاربه ، ولازلنا نعيش جزء منها ، فاعلان خروج جميع المعزولين الذي تصدر كل وسائل الاعلام اعلان لازال خاطيء-لحين كتابة هذه الاسطر- فلازال الاسير ضرار ابو سيسي بالعزل. · سيحاول الاحتلال وكعادته افراغ انتصار الاسرى والاتفاق من قيمته والتذرع بكل الذرائع الواهية والكاذبه ، لذا لابد من الوقفه الحقيقة والجاده الرسمية الفلسطينيه والمصرية لتحقيق ما تم الاتفاق علية وعدم تضييع تضحية اسرانا .