زحمة يادنيا زحمة

بقلم سميحة الصواف
قضيت نصف عمري ان لم يكن ثلاثه ارباعه بوسائل المواصلات!! حيث الحر و الخنقه حتي في أشد أيام السقيع!!
.....
شعور غريب يعتريني بمجرد ملامسه قدماي للسلمه الاولي للاتوبيس, اولا ...احمد ربي علي لياقتي البدنيه التي ايدتني لالحق بهذا الهارب من محبيه في محطه الاتوبيس و ثانيا.. ازيد في حمدي لعدم كوني ضحيه من ضحايا وسائل النقل و انه لم تكن اخر ايام حياتي حيث سيسيح دمي علي الاسفلت زي الفلم اياه و ثالثا و اخيرااااا.. اشعر بلذه الانتصار,هيييييييييه هوصل البيت اخيرا و استريح من الحر...
من ثم تتوقف ابتهالاتي و اعود من جديد الي عقلانيتي حيث اخفيت طفولتي تحت نظارتي الشمسيه كبيره العدسات,ادفع الاجره المتعارف عليها و من هنا يبدا الصراع ,كلمات شتي تتقاذفني..مش تحاسبييييييييييييييي.....اللي طلع يبعت...بعت و اللهيييييييي, جايلك في الطريق اصبر بس ان الله مع الصابرين يا ناااااااااااااس...حطي شنطتك قدامك يا انسه لو سامحتي ,و كعادتي احمل حقيبتان علي الاقل ان لم يكن بعض اللوحات و مسطرتي التي و بعض الكتب و المجلات المعماريه التي ربت لي عقده بشنيييييييطه...ما علينا...
اصعب علي احداهم او احداهن و يحمل عني حمولتي الثقيله..ينطق بتردد بسيط...عنك يا بنتي؟؟؟ اطير من السعاده و لكن ارد بلباقه مستتره (شكرا ...كتر خيرك... اصل الحاجه ثقيله عليك), يصر و يمد يداه امام ابتسامتي التي تظهر امتناني لعرضه, طبعا ده جالي من السما ,البي طلبه بقلب راضييييييييي تماما طبعا استلقفته احم احم شأطه من السما طااازه..
احيانا تطلب مني احدي السيدات السمينات ان اشاطرها كرسيها قائله(( تعالي اقعدي جنبي يا قمر))و طبعا طبعا المتبقي من الكرسي بعد ان افترسته اكوام اللحم لا يزيد عن ال 10 سم ...ده يكفي يا دووووووووووب ركبتي..
فاسندها بقلب راضييييي و محب للوطن لاريح اقدامي ما هي ما تطبلش من كل حته و اهو نص العما ولا العما كله ..و يبدا الحوار الرتيب المعتاد...
انتي في كليه ايه؟؟
يا حرام ... او يا عيني ... سيان..
حرام عليهم بيعملوا فيكم كده ليه...
باذن الله تتخرجي و تبقي مهندسه قد الدنيا..
اه مافيش شغل بس انتي بنت و زي القمر ما تقلقيش اتجوزي حد يصونك كده ...
هو حد يطول مهندسه قد الدنيا...
ليه بس ده حتي الجواز ستره...
ربنا يهديكي يا بنتي...
هذه هي الاسطوانه المشروخه المصديه اللي جر عليها الزمن التي اسمعها دوما..
و ممكن حد يسالني بتردي ليه؟؟؟
يعني واحده شايله ده كله عني و مستحمله ركبتي بتعافر البقيه الباقيه من الكرسي مشاطره معاها هقول لها ايه يعني ؟؟
و انتي مالك يا طنط... فكك منيييييييييي...مجبر اخاك لا بطل..
ارد علي اسالتها بابتسامه عريضه صفراء بكل تاكيد و يبدا الاتوبيس بالازدحام اكثر و اكثر...
مجموعه من الشباب يحاول لفت الانتباه بصوتهم العالي و ضحكاتهم السمجه او برناتهم الشعبيه المبتكره بسماعات موبايلاتهم الصينيه المبتكره ايضاااا...
و الان ....
ان ان ان اااااااااان ...
تبدا حلقه حدث في مثل هذا اليوم ,يروي البعض مغامراتهم مع البنات و البعض الاخر يتفاخر بذكاءه في اللعب علي اهله في البيت و تقليب الغلابه دول في قرشين يخرج بيهم او يشرب بيهم سجاير او ممنوعات ....
يزيد هذا من تاففي من الموقف و اقول(( ربنا يهدي يا رب او ياخد و يريح )) في سريي طبعا مش مستعده حد يسمع و يزيد او يقلل من كلامي حرف انا متلصمه اصلااا اخري كتف و هبقي علي الارض بوحد اللي خلقني لاخر العمر,لكن للاسف طاقتي السلبيه واضح انها نطت علي حجر طنطي الاموره و بدات هي وصله العزف المنفرد من جديد ,عيال اخر زمن فارد عليها بصوت اقرب منه للصمت ربما تعتقد باني خرست و تتفهم كوني لا اريد الحديث...( ربنا يهدي امه الاسلام جميعا يا رب)) و من هنا نبدا مغامره اخري حيث تبدا بسرد مغامراتها مع ابنها و كيف تكشف الاعيبه ...و كانني اقف امام المفتش كرومبو.. حيث لا ينقصها الا علي هوبااااااااا و سحس بومب..... و حقيقه الامر اني انا اللي هفرقع زي البمب و عقلي فرقع زي الصواريخ من الرغي و علو الصوت..
احفز نفسي علي الصمود بيني و بين حالي قائله((( ما علينااااا هانت اهي كام محطه و اخلص.. صبرني ياااا رب علي ما بلاني و علي نفسويتي و قصر وقت الانتظار))
المحطه بتاعتي قربت , يا مسهل, و كانني التقي بحبيب العمر بعد طول غياب , خدني في احضانك خدنيييييييييي..
و بينما ابتسم لاحمل حمولتي الشاقه و اشكر طنطي الامووووووره و قليل من الضيق اخفيه خلف نظارتي بنيه اللون , ابدا مسيرتي نحو الباب , يا مسهلللللللللل , يا رب ما تفوتنيش المحطه يا رب...
بقدره قادر نصف الاتوبيس نازل.. ايه ده الكراسي دي كللللللللها بتفضي .اشكو اليييك.. حسبي الله و نعم الوكيل ما نزلتوش من بدري ليه انتم؟؟؟كان زماني قعدت و اترحمت,
يلا ما علينااااااااااااااااا, و ابتدي اركز ده امتحان من ربنا هتعترضي هتكفري لا لا انا جدععععه ...
اثناء محاولاتي لتلصيم نفسويتي المنحدره بالتاكيد من هذا الكم من العرق و المماطله السخيفه نازله ؟ اه ,لالا تعالي عدي....و المعتاااد سيل من الايادي تربت علي كتفاي... نازله المحطه اللي جايه يا انسه؟؟؟؟
اجيب نعم...
لا يمر ثانيه فيربت اخر , نازله المحطه اللي جايه؟؟؟
اجيب ااااااااه...
الحركه دي بتنرفزني جدا بيبقي هاين علي اشوط فيهم ضرب و اللي يحصل يحصل ,يعني ما سمعتنيش من اول مره المفروض ان صوتي عالي. تمد ايدك علي كتفي ليه انت !!!! مجنون!!! يا رب بقيييييييي...ادفعهم احيانا و يدفعوني اكثر بكثير حتي يتم الله نعمته علي و اصل الي ارض الوطن .
انزل علي خير بصوتي يعلو كالمعتاد!!! ثواني يا اسطييييييي لسه ما نزلتتتتتش, فانا اجيد القفز في الاتوبيس و هو سائر لكن يستحيل اقفز منه و هو سائرابداااااااااااااا..
ووسط الاعين المتربصه بالاتوبيس والايادي المرفوعه للسماء, ليس للدعاء!!!! و لكن لتحتمي من اشعه الشمس الحارقه حتي تتمكن من رؤيه رقم الاتوبيس المنشود.
ارفع راسي للسماء قائله(((( امتي يا رب هترحمني من البهدله دي و تنعم علي بعربيه انشاله فولكس بعجلتين و بباب واحد.. و لا حتي من غير ابواب و انزل زرع بصل من فوق
اوفففففففف