بقلم رمضان الحلواني الدستور هو القانون الأعلى الذى يحدد القواعد الاساسية لشكل الدولة .. هل هى رئاسية أم برلمانية أم مختلطة .. نظام الحكم ملكى أم جمهورى .. كما ينظم السلطات العامة فيها من حيث التكوين والاختصاص والعلاقات التى بين السلطات وحدود كل سلطة والواجبات والحقوق الاساسية للأفراد والجماعات .. وهو الذى يضع الضمانات تجاه كل سلطة ويشمل اختصاصات السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية .. من هنا لابد وأن تضم الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور من له الخبرة السابقة فى القانون الدستورى من القانونيين الذين يجيدون فن صياغة المواد القانونية حتى لا نقع تحت طائلة الاجتهادات فى تفسير المواد الدستورية .. وكذلك لا بد وأن تضم الجمعية من لديهم القدرة على صياغة دستور يراعى التركيبة السكانية المصرية وحق كل فرد فى العيش بكرامة بصرف النظر عن عقيدته .. وأن يكون من أعضائها أيضا أساتذة كليات الشريعة والقانون والسياسة والاقتصاد والادب والفن والعارفين ببعض القضايا الخاصة بمشروع الدستور وشمولية مواده استجابة لمطامح الشعب المصري وإشراك كل أطياف الشعب وهيئاته ونقاباته ليكون هناك دستورا يعبر عن كل اطياف الشعب المصرى .. أما ما حدث من إخراج مسرحية هزلية لأنتخاب وتشكيل الجمعية التأسيسة للدستور من أعضاء مجلس الشعب لمجرد أنهم أتوا عبر صناديق الاقتراع بأنتخابات حره دون النظر للخبرة والكفاءة وتمثيل كل اطياف الشعب .. فهذا يصنع تركيبة عجيبة تضم ثقافات عقيمة ليس لها رؤية لمستقبلية المرحلة القادمة أمثال ثقافة البلكيمى ومن على شاكلته فهل هؤلاء من سيضعون الدستور المستقبلى للبلاد .. لابد وان يعلم الجميع بوضوح أن المصريون قد أختاروا الأحزاب ذات المرجعية الدينية بوجه عام لا لبلاغة خطابها ولا لقداسة شعارها .. بل لأنهم يبحثون عندهم عما إفتقدوه طوال الثلاثين عاما الماضية ..إنه الصدق والامان .. لقد مل الشعب المصرى من الكذب الذى بات يتنفسه كل يوم مع طلعة الشمس حتى مغربها .. الشعب كله مشتاق لعودة الضمير .. تجار وعمال ورجال أعمال وفلاحين ومدرسين وأطباء ومهندسين وأعلاميين ومحامين وقضاه .. لقد ملوا من الكذب .. سئموا النفاق .. كرهوا التوريث حتى كادو يكرهون أنفسهم معه .. يريدون الخلاص .. فهل يجدوه معهم وهم أهل الدين ؟!! .. ولهذا يجب ألا يوسوس لهم شيطانهم بأنهم الأفضل .. إن المصريين بعد الثورة لا يبحثون عن متدينون مُطلاقى اللحى .. ولا بالسبح الطويلة .. ولا بالرداء القصير .. إنما يبحثون عن الشفافية المفقودة .. والعفة المنشودة .. ونظافة اليد .. وطهارة الذمم .. انهم يؤمنون بأن ذلك متوفر فيهم ولكن عليهم ان يقدموا صحيح الدين بعيدا عن الشعوذة والتشدد ورفض الآخر وتقعر الكلمات والعبارات الغامضة وأستعراض الالفاظ النائمة فى بطون أمهات الكتب .. ويهتمون بجوهر الدين .. بتغيير ثقافة الغش والتدليس والرياء والفهلوة .. هكذا يريدهم المصريون .. فهل من مجيب ؟!!!