بقلم د.محمد ناصر نصار يعتبر العملاء هم العيون الميدانية للإحتلال الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية او الدول الأخرى فالموساد يقوم بتجنيد العملاء للمهمات الخارجية في الدول المتعددة بينما يقوم الشين بيت بتجنيد العملاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام ،والعملاء هم الذين باعوا كرامتهم ودينهم وأخلاقهم مقابل حفنة من الدولارات أو مقابل رضوخهم لإبتزازات أو حتى مقابل العلاج أو توفير عمل للمرتبط مع الأجهزة الإستخبارية الإسرائيلية في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، و يصنف الأفراد المرتبطون مع الاحتلال الإسرائيلي إلى ثلاث فئات تختلف فيما بنها على حسب وظيفة العميل فالفئة الأولى تصنف بأنها ذات ارتباط منخفض وقد لا يطلق عليه مصطلح عميل بسبب أنه يكون هدف الاستخبارات الإسرائيلية من خلال هذا الفرد المرتبط أن يصف الحالة العامة في البلد القاطن فيه مثل الحالة السياسية او الحالة الاجتماعية أو الاقتصادية للناس وقد يكون هذا الفرد لا يعلم انه مصدر أولي للمعلومات وربما يكون هذا الفرد يتواصل مع رجل المخابرات الإسرائيلي عبر الانترنت او الهواتف النقالة موهما أياه انه عربي أو صديق ، او في الحالات الكثيرة يكون هذا الفرد مصدرا للمعلومات لعميل مرتبط فعلا مع المخابرات الإسرائيلية فقد يخالط او يجالس هذا العميل فيتكلم الفرد معه عن جميع الأمور وهو لا يدري أن الشخص الذي يجالسه مرتبط مع الاحتلال الإسرائيلي ، كما ويمكن ان تجمع المخابرات المعلومات المجانية عن المقاومة وأحوال الناس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات والملتقيات ، وفي المجمل هذه الفئة لا تشكل خطرا كبيرا على المجتمع أو المقاومة ويمكن القضاء عليها بواسطة نشر الوعي وتثقيف العامة والمقاومين بخطر الكلمة ووسائل الاتصال والحذر من التعامل مع الجميع خاصة اذا كان الفرد المقاوم مطلوبا أو يقوم بأعمال مقاومة أو يتولى مهمة أمنية أو ذو مكانة حساسة في المجتمع ، ثم أن الفئة الثانية والمرتبطة بشكل مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الإستخبارية هي التي تقوم بالعميل الميداني وتعتبر من الفئات الدنيا في السلسلة الهرمية للجسم الإستخباراتي والأمني في المنظومة الإستخبارية الإسرائيلية ، وتقوم المخابرات بتجنيد وتوريط هذه الفئة من خلال الابتزاز الأخلاقي والمتمثل في الإسقاط الجنسي أو الابتزاز المالي وحاجة الفرد العميل للمال ، او ابتزاز المرضى والمسافرين للخارج بالسماح لهم بالسفر للخارج او العمل او حتى التهديد بالاعتقال لسنوات طويلة وهذه الحالات تكون للعملاء الميدانين في المناطق الفلسطينية ، أما الموساد فأنه يسقط من خلال الابتزاز المالي والجنسي ، وتعتبر هذه الفئة خطيرة من حيث انه تهتم بجمع المعلومات بشكل فني واستخباراتي وتؤدى المطلوب منها من قبل رجل المخابرات الإسرائيلي ، فقد يطلب من هذه الفئة معلومات بسيطة كمراقبة سيارة أو حتى مراقبة الغسيل للفرد المراقب أو التنقيب في قمامته ، وقد يطلب أيضا مهمات ميدانية لتوجيه القوات الخاصة أو فرق الاغتيالات أو الطائرات بواسطة أجهزة التوجيه الليزري أو القيام ذلك بشكل مباشر والمساهمة مع فرق الاغتيالات والمهمات العسكرية ، وهذه الفئة تعتبر من فئة العملاء الخطيرين لأنهم يتسببوا بقتل مقاومين وتسهيل المهمات العدائية للإحتلال الإسرائيلي بالرغم من ان رجل المخابرات الإسرائيلي يوهم العميل أن مهمته بسيطة وان هناك آخرون يقومون بالمراقبة ومتابعة المهمة الأمنية في يتوهم العميل أنه ليس لوحده في الميدان الإستخباري المتعلق بالمهمة وبعد استنفاذ العميل لمهماته وشعر رجل المخابرات بعدم جدوى المعلومات الأمنية المقدمة فإنه لا يتواني عن التخلي بسهولة عنه لأنه لا يعرف أحدا سوى ضابط المخابرات الإسرائيلي أو بعض النقاط الميتة والتي تسلم منها العميل الأموال والأجهزة اللازمة للمهمة الإستخبارية والتي لا تعتبر لها أي قيمة أمنية ، اما الفئة الثالثة وهي الأخطر وذات التعقيدات الفنية والاستخبارية هم كبار العملاء والذين يقومون بجمع المعلومات الدقيقة والحساسة ويقوموا بتجنيد العملاء الميدانيين بالإضافة إلى أنهم يكونوا حلقة الوصل بين ضابط المخابرات الإسرائيلي وعملاء الفئة الثانية العملاء الميدانيين ، وبالنسبة لعملاء الفئة الأولى فقد يزرعوا في أماكن قيادية وحساسة ومناصب عسكرية ويتم إسقاطهم جنسيا او ماليا ، وربما يستغرق زرع هذا العميل في المكان المحدد كمنصب عسكري أو وزارة عدة سنوات ، وعادة يكونوا من الطبقات الراقية أو حتى العائلات ذات الحسب أو حتى يغطى بغطاء أكاديمي وعلمي وديني وأخلاقي ، ويعتبر هؤلاء العملاء هم الأخطر في الفئات الثلاث وذلك بسبب أنهم قد يعملوا في نظام شبكاتي معقد وقد يؤدي انكشاف أمرهم لخلل في الهرم الإستخبارتي بسبب الخدمات اللوجستية التي يقدموها للعملاء الميدانين وأيضا الفترة التي يتطلب إعداد مثل هؤلاء العملاء وإغراقهم في وحل العمالة ، إن محاربة العمالة والارتباط من أصعب واعقد المهام الاستخبارية التي قد تمس بأمن الداخلي للدول وحتى الدول العظمى تعجز أحيانا عن إيقاف هؤلاء العملاء بسبب التطور التكنولوجي ونظم الاتصالات ، وفي مجتمعنا الفلسطيني يمكن محاربة هذه الظاهرة بنشر الوعي السياسي والديني وعدم قبول إبتزازات مهما كانت وإيجاد بيئة تواصلية بين الجهات المسئولة والمواطن وتوفير خط ساخن للتائبين والمحاول إغراقهم في وحل العمالة .