بقلم إيمان حجازي منذ فترة وبعد الثورة بشهور إشتكيت لصديق عدم إستطاعتى الكتابة وكان لى شهور لم أكتب كلمة ولا حرف سوى المقالات , وهذه المقالات ليست بها إبداع , فالمقال هو إحساس بالواقع وتفاعل معه سواء بالرفض أو القبول وتسطير كلمات فى سطور تعبر عن هذا بالحس التكوينى أو التركيبى للجملة وقواعدها النحوية فقط , أما الصور التعبيرية التى إشتهرت بى أو إشتهرت بها أو حتى خواطرى البسيطة فقد إستعصت عليا إستعصاء داء أيوب ع الدواء وكان صديقى هذا لما يمتاز به من رصانة التفكير ورهافة الحس وهدوء طبع يحسد عليه لا يتوفر لدى إطلاقا , فأنا دائما كأننى شعلة نار متقدة , حادة جدا فى كافة إنفعالاتى , فرغم إنى دائما أستشهد بأننا أمة وسطية محمدية حنيفة إلا إنى لا أقبل بأنصاف الحلول ولا أنتمى للمناطق الرمادية فأنا واضحة صريحة إما أبيض أو أسود ,, وحقيقة لا أدرى إن كان هناك إختلاف بين العقيدتين أم لا ؟؟ المهم أننى عندما إشتكيت حالة النضوب هذه وحالة الإفلاس الإبداعى الى هذا الصديق المعقول جدا , طمأننى وقال إن هذا الوضع طبيعى بعد كل حالة غير عادية وزيادة فى طمأنتى ضرب لى مثل – طبعا مع الفارق - أن نجيب محفوظ توقف عن الكتابة بعد الثورة , ثورة يونيه طبعا , فترة طويلة حتى إستطاع أن يعود سيرته للكتابة والإبداع مرة أخرى بالطبع كل الشكر لتأييد هذا الصديق الجميل , ولكن بالنظر الى العديد من المبدعين وبحصر كافة الإنجازات الإبداعية , أخشى أن أقول رأىى فأتهم بالغيرة ,, ولكنى مضطرة الى البوح الى نفسى على الأقل واليكم أصدقائى المقربين فأنقل لكم تخوفاتى مما يحدث فلعلكم توافقوننى أننا الشعب الوحيد الذى يغنى فى كل مناسبة , والذى يمجد أحداثه وأفعاله وما أكثر هذه الأغنيات منذ الثورة الى الآن , وهذا يذكرنى بأغنيات الإحتفال بأكتوبر - مع عدم التقليل من قيمته - ولكن ألم نقضى عمرا نغنيه ونغنى صانعيه وإتضح لنا منذ ثورة 25 يناير أنه لم يكن كله حقائق ولكن تم تمرير بعض الزيف الى جانب الحقائق كما أنه للمتابعة أيضا إتضح خروج أحياء ممن كنا نعدهم أموات فنيا على الأقل , عادت لهم الروح ليغنو - لا أعترض عليهم بل أرحب بهم - ولكن ما قصدته أننا كعادتنا قد شغلنا بالإبداع الفنى وتلحين وغناء ما نبدعه تاركين ما بدأنا كل هذا من أجله ما يجعلنى أقف الآن لأقول مثل هذا الكلام , أن البعض بدأ يظهر إستياءه من مثل هذه الأغنيات أو كل ما يرتبط بالثورة حتى ذكر الشهداء فإن البعض يجاهر بسؤال هل يستوجب علينا الحزن على من ماتو العمر كله , بمعنى أوضح وباللغة المصرية الدارجة مش هنخلص من موضوع الشهداء دول والالا مفروض نفضل نعيط عليهم ليل نهار !!!!!!!!؟ فهذا الصوت وما يصاحبه من تصرفات سلطوية تهدر حق الشهداء بمنح القضاء مثلا للبراءة تلو البراءة لمن قتلو وسحلو وسفكو دم الثوار يثير مخاوف جمة فى نفسى ويجعلنى أتساءل الى أين نحن ذاهبون بالثورة ؟؟ و أخشى ما أخشاه أن نكون ذاهبون إلى الإحتفال السنوى بذكراها ؟؟ مع العديد من الألحان والأغنيات ؟؟ ومع بعض الورود على مقابر الشهداء يوم الشهيد وبعض التصعبات وكلمات المواساة لكل أم فقدت إبن وكل زوجة ترملت وكل إبن وإبنة يتما !!!!!!!!!!!!!!!!!! ربما إنقطاع الإلهام عنى لأنى فقط أراقب وألاحظ ماذا يحدث وأنتظر الخطوة التالية التى أرجو أن تحقق العدل وتمحو الظلم حتى لو ظل وحىى الملهم منقطعا عنى الى الأبد ولهذا أتمنى على الجميع أن نقف وقفة - ليس لنتوقف عن الإبداع - وإنما لنبدأ بجدية السير فى طريق إستكمال ما بدأناه حتى نحقق ما صبونا إليه وإلا لن نستطيع ولن يحق لنا أن نلوم إلا أنفسنا ألا هل بلغت اللهم فإشهد