بقلم مؤنس زهيري انهم يبيعون تاريخ الصحافة المصرية ، خطة بسيطة جداً , و لا تحتاج الا عدة خطوات تنف...يذية , بعضها تم تنفيذه و الاخري في اطار التنفيذ حاليا .. # التخلص من تقديم الدعم المالي لمؤسسات الصحف القومية و الذي درج عليه الأمر من ايام المجلس الأعلي للصحافة بقيادة صفوت الشريف و اعضاء المجلس الاعلي للصحافة من رؤساء مجالس الادارات و رؤساء التحرير .. و لقد ظهرت اول بوادر تنفيذ هذه الخطوة من تراجع وزير المالية الاسبق سمير رضوان اعتماد الدعم الذي وعد به من قبل للمؤسسات القومية و الذي كان يبلغ 60 مليون جنيه (اقرأ صحيفة الفجر العدد رقم 300 الصادر بتاريخ 18 ابريل 2011) ثم التصريح مرة ثانية لنفس الوزير بعدم تقديم مليم واحد لتلك المؤسسات الا اذا تم اعادة هيكلتها .. # التلويح بورقة مديونيات المؤسسات القومية و التي بلغت حسب آخر احصاء لها من ست سنوات مبلغ 7,5 مليار جنيه و اليوم بعد مرور خمس سنوات لا اتوقع ان يقل مبلغ المديونية عن 10 مليار جنيه عام 2011.. # استبدال القيادات الادارية و الصحفية للمؤسسات القومية بأخري ضعيفة لا تملك رؤية واقعية و لا اسس مشروع اقتصادي و صحفي ينقذ المؤسسات من عثرتها و انما يتملكها الفكر الوظيفي الروتيني الجامد , مما لا ينبئ بأي مستقبل لتلك المؤسسات .. # الابقاء علي بعض القيادات القديمة في اماكنها الادارية و الصحفية و التي يثار حولها الجدل الشديد باعتبارها من القيادات التي ساهمت بشكل مباشر في تدعيم نظام الحكم الساقط الذي افسد - فيما افسد - قطاع مؤسسات الصحافة القومية المملوكة للشعب , بل و الاستمرار في سياسة "العناد" في عدم الانتباه لمطالب الصحفيين في تغيير تلك القيادات , مما احبط الجميع في اماكن عملهم .. و كأن مصر لم تشهد ثورة تغيير !! # كل الخطوات السابق ذكرها تؤدي الي تعاظم الخسائر المالية مما يقود المؤسسات الي التوقف عن دفع مرتبات العاملين فيها و الاقلال من مبلغ الأرباح السنوية التي اقترب موعدها بحلول شهر يونيو الحالي .. # بالوصول الي الخطوة الأخيرة سيتصدر المشهد مشروع خصخصة المؤسسات القومية و طرحها للبيع كحل اوحد للتخلص من مشاكلها و عثراتها المالية المتأزمة دوماً .. # ستطرح المؤسسات للبيع و يشتري من يدفع اكثر لتدخل فئات قادرة علي الدفع الفوري من اثرياء الخليج او اقباط المهجر لا بهدف شراء اصول رأسمالية او ممتلكات اقتصادية فحسب , لكن الهدف الأسمي هو شراء التاريخ الصحفي المصري الوطني الذي يتمثل في اسماء تجارية لا تقدر بمال انما هي فوق مستوي التقييم , اسماء لها شأن في عالم الصحافة العربية مثل اسم "الأهرام" .. و "اخبار اليوم" .. و "الجمهورية" .. كل هذه الخطوات ستدفع الدولة الي التخلص من مؤسسات الصحافة القومية بالبيع لمن يدفع اكثر و اسرع .. و لا يهم ذلك الأمر لقيادات تلك المؤسسات الذين تتضخمت حساباتهم في البنوك و وصلت الي خانة الملايين خلال سنوات بقائهم الطويلة جداً علي رأس تلك المؤسسات المطحونة .. الكارثة في مصير عشرات الآلآف من الصحفيين و العمال و الاداريين اصحاب الحق الأصيل في تلك المؤسسات التي دمرها المجلس الأعلي للصحافة و اعضاء مجلسه طوال ثلاثين عاماً مضت , مستمرة حتي كتابة تلك السطور