موكب الاحلام.....خالد شعيب

دَمْعَةٌ بِالقَلْبِ سَارَت
فِي لَهِيبِ النَّارِ تَكْوِي فِي الحَنَايَا
تَقْذِفُ الأَوْجَاعَ مِن شَطٍّ لِشَطٍّ
فِي بِحَارِ الصَمْتِ 00أَعْمَاقِ القُلُوب
كَي تُحَاكِي رَنَّةَ الأَوْتَارِ فِي عَزْفٍ كَئِيب
وَبُرُودِ اللَّحْنِ فِي صَمْتِ الدُّرُوب
*** *** *** *** ***
وَيَسِيرُ اللَّيْلُ يَحْكِي
عَن فُلُولِ الفَجْرِ تَهْرَب
فِي سَفِينٍ لاَ تُلاقِي
فِي بِحَارِ المَوْتِ مَهْرَب
وَيَجِيءُ النَّهْرُ يَسْأَل
وَاصْفِرَارَ الشَّمْسِ فِي عَيْنَيْهِ 00 تَغْرُب
أَيْنَ أُمِّي ؟
مُزِّقَت أَسْتَارُ أُمِّي
وَجْهُهَا فِي اللَّيْلِ ذَاب
تَصْطَلِي فِي النَّارِ تَرْكُض
لِلمَسَاجِد
لِلكَنَائِس
لَلتُرَاب
لَم تَجِد فِي الصُّبِحِ مَخْبَأ
لَم تَجِد فِي السُّورِ مَنْفَذ
غَيْرَ صَدْرِ الإِبْنِ يَنْزِف
مُزِّقَت أَسْتَارُ أُمِّي
*****************
يَا وَلِيدِي..
إِن بَصِيصُ النُّورِ لاَح
فِي مَيَادِينِ البَرَاح
خُذ مِنَ المَوْتِ الوشَِاح
لُفَّ أَوْتَارَ الصَّبَاح
وَتَذَكَّر00
مَن تَمُوتُ الآَنَ فِي حِضْنِ الجِرَاح
وَاسْتَغَاثَت لَم يُغِثْهَا
فِي الدُّجَى غَيْرَ الظَّلاَم
يَا وَلِيدِي..
حِينَ تُغْوَى بِالكَلاَم
أُصْرُخَ 00 الأَمَّ التِي قَالَت سَيَأْتِي
ذَلِكَ الحُلْمَ الذِي عَطَّرْتُهُ وَرْدَ الصَبَاح
ذَلِكَ الاِبْنَ الذِي عَزُّوهُ يَوْمَاً بِالنُّوَاح
************
أَطْلِقَ الآَهَاتِ رَنِّم فِي صُرَاخِك
مَوْكِبُ الأَحَلامِ يَعْوِي
فِي مَتَاهَاتِ الخَرِيف
يَنْزَوِي فَوْقَ الرَّصِيف
مُثْخَنُ الأَوْجَاعِ مَكْسُورٌ ضَعِيف
يِا وَلِيدِي..
لَمْلَمَ اللَّحْنَ المُثَابِر
إِنْتَفِض..اُرْفُض..وَغَادِر
مَرْكِبَ المَوْتِ المُسَافِر
وَانْتَزِع جُرْحَكَ ..غَامِر
فِي مَيَادِينِكَ .. قَامِر
وَابْتَسِم .. اِنَّك قَادِر
اِنْتَزِع فَجْرِي وَفَجْرَك
وِانْتَقِم مِن كُلِّ غَاصِب
كُلِّ فَاجِر
كُلِّ قَاتِل
كُلِّ سَارِق
كُلِّ دَاعِر
يَابُنَيَّ الآَنَ اِنِّي مُطْمَئِنَّة
فِي ضِيَاءِ الشَّمْسِ رَشْرَشْتُ التَّمَنِّى
أَنْتَشِي..أَرْقَصُ..أَزْهُو
بِالصَّبَاحِ الحُرِّ..بِالأَحْلاَمِ..بِالشَّطِّ المُغَنِّي
يَا بُنَيَّ الآَنَ اِنِّي مُطْمَئِنَّة