بقلم علاء الغندور بداية اود ان انّوه عن حزنى الشديد لجرائم قتل الأزواج لزوجاتها و أرى ان هذا عمل اجرامى ويستحق مرتكبه الأعدام.بصفة العموم و ان كانت كل حالة تختلف عن سابقتها من حيث الدوافع والمبررات..هناك قتل مع سابق الأصرار والترصد و هو ما يعنى ان هناك نيّة مبيته من الزوج القاتل وهناك قتل وليد لحظة غضب...و نتساءل هل يمكن ان يصل الغضب الشديد بنا الى مرحلة فقدان الوعى و الأدراك ونقوم بالقتل؟ نعم ..يمكن اذا كان هناك استفزاز متواصل وتعمد من الزوجه على اهانة وتحقير زوجها او عندما ترتكب ما يجعل زوجها ينفجر غضبا او عندما تخونه فى شرفه او فى ماله او فى اولاده.. و بخلاف ذلك هناك ظروف عامة تجعل المجتمع كله تقريبا غاضب و مستفز دائما وكما قال النجم العظيم محمد صبحى فى مسرحيته الهمجى: فواتير الكهرباء تحرق الدم و زحمة المواصلات تحرق الدم و ارتفاع الأسعار تحرق الدم وحوادث المرور تحرق الدم...نكد الزوجات يحرق الدم و قرارات الحكومة اليوميه تحرق الدم؟.....أذن الجو العام جعل معظم الناس فى حالة غضب وغليان و ثوره تجعل كثيرين من الناس يفعلون مثلما فعل النجم العظيم نور الشريف فى فيلمه (سائق الأتوبيس) عندما مسك حرامى و أخذ يضربه ..ليس لأنه حرامى فقط ولكنه كان يضرب فيه كل من ظلمه من اقاربه ومن المحيطين به..و اذا سرت فى الشارع ونظرت على الوجوه سوف تجد ملامح الوجوه حاده و غاضبه والناس تنفجر غضبا لأتفه الأسباب والكل يسير يكلم نفسه..الكل يجرى وراء لقمة العيش ومهما عمل و كافح و قضى كل يومه فى العمل فأن كل ما كسبه لم يعد كافيا لمصروف البيت والزوجه و الأولاد والدروس و الأيجار...الخ...و يعود الرجل فى آخر يومه مجهدا و مرهقا ليقابل زوجته المرهقه هى الأخرى والتى قاست فى المواصلات للذهاب لعملها والعوده واجهاد العمل ان كان لديها عمل.. وان كانت لاتعمل وكانت ست بيت فهى مرهقه فى الطبيخ والغسيل والمكوى والمذاكره للأولاد و حل مشاكلهم و يلتقى الغاضبان المجهدان و كل منهما لا يريد ان يسمع احدا وان يثيره احدا او ان يطلب منه اى شيئ و هذا عادة لا يحدث و بالتالى يندفع بركان الغضب فى احيانا كثيره..و نتساءل لماذا تغيرت المرأه او الزوجه الحاليه عن أمها و جدتها فى السلوك..ذلك لأنها خرجت عن الأطار المرسوم لها فى الحياة عندما كانت اما و زوجة فقط و لكن هناك من يستهدف الزوجه و المرأة العربيه و الأسره المصريه و العربيه والتى تميزت طوال عقود كبيره بأستقرارها و هى بالطبع دولا كبيره من مصلحتها تدمير كل العرب و نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر امريكا و اسرائيل...اذن لم تعد البنت مثل امها كما قال المثل الشعبى ( اقلب القدره على فمها تطلع البنت لأمها) و ضاع المثل الشعبى ( يا بخت من بات مغلوب و لا بات غالب) لأنه اصبح فى خبر كان و اصبح يا بخت من بات قاتل و لا بات مقتول..لقد تغيرت الأمور..و خاصه عندما تنقلب الموازين..فمثلا عندما يمرض الزوج او يعجز ماديا وتعاونه زوجته.. الأصيله من الزوجات تقف معه ولا تخبر احدا بمعونتها له وتعتبر ذلك فرضا وواجبا عليها ولكن ان كانت غير ذلك .فأنها اصبحت تعايره بذلك وتفضحه على كافة المستويات والأصعده..انها الزوجه النكديه حقا..انها الزوجه ناكرة الجميل..انها الزوجه التى تأخذ فقط و لا تعطى و ان اعطت تعاير و تفضح ..و ايضا نتساءل لماذا تغير الرجل والزوج ولم يعد مثل ابيه رجلا قويا قواما على النساء ولم يعد الكثير ملتزما و لا يتحمل المسئوليه. .و نعود للحادثه الأولى..الزوجه تعاير زوجها بأنها تنفق عليه وانها تصرف على البيت ثم تصفه على وجهه وتحطم نظارته و هو فى نهاية يوم ملئ التعب و الجهاد والأرهاق والغضب..انه لم يشعر بنفسه و وفقد عقله و وعيه وفقد السيطره على نفسه و ذهب مسرعا الى غرفة نومه و احضر مسدسه و قتلها بدون تردد او تفكير..لأنها اوصلته الى أقصى درجات الغضب و الأستفزاز و اهانته فى كرامته و رجولته..و نتساءل: هل لو كان هناك لغة حوار راقى و اسلوب حضارى على اساس من الأحترام المتبادل..هل كانوا سيصلوا الى نفس النتيجه ام لا؟ بالطبع لا..الغريب ان هناك ملايين من حالات الشجار الزوجى يوميا بسبب انخفاض الدخل.اة لأى أسباب أخرى...فهل يعنى ذلك ان الأزواج سوف يقتلون زوجاتهم او العكس؟ و نتسائل ماذا استفاد الزوج بعد ان قتل زوجته؟ هل حل بذلك مشاكله؟ ابدا لم يفعل..وعلى العكس..لقد خسر دينه و دنياه و اصبح كافرا وسوف يحكم عليه بالأعدام او بالأشغال الشاقه المؤبده..اذن هو خسر كل شيئ و لن يتوقف الأمر على هذا..هناك ضحايا من الأطفال او الأقارب او الوالدين وحسرة الأم على ابنها و الأب على ابنه... و هل يعنى ان تأديب الزوجة لا يكون الا بالقتل؟ هناك مئات الطرق و الوسائل لذلك و لكننا بعدنا عن الله و عن الدين و أخذ الكثير منا يحلل الحرام ويحرم الحلال ويقلب الحقائق طالما كانت النتيجة فى صالحه.. اننا فى ظل حركة الحياة اليوميه السريعه قد فقدنا الكثير من هدوئنا واتزاننا..لأننا لا نحصل على الراحة الجسديه او النفسيه او العصبيه..و لا نسمع الا ضوضاء او صراخ او شجار حولنا فى كل مكان.. وفى القصة الثانيه..انفجر الزوج المصرى غضبا عندما علم ان زوجته الفلبينيه خطفت اولاده منها وقامت بتهربيهم على الفلبين وشعر ان كل حياته انتهت وان كل كفاحه من اجل اطفاله قد سرق و سلب منه فتوقف عقله عن التفكير وقتل زوجته... ايها الساده..اننا فى حاجه شديدة الى الهدوء قليلا و فى حاجة شديده لأن تتوقف الحكومه عن رفع الأسعار يوميا وفى حاجه شديده لأن يكون هناك حكومه تهدف الى حل مشاكل الشعب و ليس الى تدميره كما يحدث الآن..اننا فى اشد الحاجه لأن نتمسك بدين الله و ان نتروى و نستعيذ بالله من الشيطان و لا نجعله يمسك تلابيبنا و يحركنا كما يشاء..اننا محتاجين الى اعاده محاسبة النفس و ان يفهم كل زوجين انهما معا ضد كل شيئ و ليسا خصمين ضد شيئ وان لا يندم احدا على معروف قدمه و لا تندم زوجه على مال انفقته على بيتها او مساعدة ماليه له و لا تعايره بها و ان تتقى الله فيه فهى لن تدخل الجنة الا برضاه .. وعليه ايضا ان يحسن عشرتها وان يتقى الله فيها. و بهذا تختلف الأوضاع و تعود الحياة الى طبيعتها الأزليه.