بقلم : الشاعر محمد علوان أي وطني لم خذلتني و عمقت سراديبي غصبت شمعتي و أججت ثورة اللهيب خطاي احترقت و أحذية الوجع .. رقصت فوق مصطبة القلب الكئيب مسجى على أرائك الحيرة بلا معنى كالبسمة على الوجه الحزين كتعاقب السنين في دفتر الغريب تغسلني يدك المنقوعة في ثلج جثتي و تنهشني أظافر الدهشة و مواويل النحيب أستر عورة خيبتي فيك بأوراق الحلم البعيد و أستتر بلحفة النهار من أطياف الشهيد تلاحقني بين ثياب الليل و جلدي تسائلني عن أشجار دمها على المرج الخصيب هل صارت للأطفال مرتعا و مقيلا عن عيونها المدفونة في واحاتنا هل صارت نخيلا عن طلع الشياطين هل مازالت تنبت في أرضنا بين أشجار الكرم و التين عن صورة التنين ذاك الوثن الحائطي هل مازالت تحرسها عين الرقيب عن صورة المزارع البسيط ذو التجاعيد .. المنهكة بسني الجفاف هل ما زالت تتصدر واجهة الغلاف عن صورة الصبية ذات البسمة المشرقة من وجع الريف هل مازالت تتصدر واجهة الملصقات على الرصيف عن صور الأيتام في الملاجىء عن أيتام الأيام و العقوق ( تقتات من وجوههم عدسات المصورين على موائد الدعاية الرسمية ) عن الشباب المحترفين .. للموت بين المرافىء يحلمون بالشروق و تحملهم ألواحهم إلى دهاليز اليم القصية عن و عن و عن كل آهات الوطن تسائلني و يمضغ كبدي الحزن و أضراس الصمت المريب أنتظر صعود النهار ظهر الليل الرهيب تفك عني هذا الحصار تنقذني .. من كوابيس الإحتضار و تنور الإجابة فوطني مازال كما كان غابة يستعرض فيه اللص ذراعه و الشرطي عصاه و الذئب المتربص باعه و طني مازالت تحكمه الوصاية و تعرض فيه الأحلام و الأوهام على الرقابة وطني مازال في قمقم الأمس .. يتهجد في محراب البداية يحبو تاريخ مجده الغابر و تزدهر فيه تجارة المنابر و فنون الخطابة و طني مازالت تتنازعه الأهواء و الشهوات و الخرافة هذا يهوى فيه مراسم النهود و الآخر يشتهي فيه تطبيق الحدود و ذاك يحلم فيه بعمامة الخالفة ...