بقلم محمد الشافعي فرعون يقولون ان هناك رجل برجل ، ورجل بمائة رجل ، ورجل بألف ، والشيح حافظ سلامة ليس رجل برجل ، ولا بمائة رجل ، ولا بألف ، بل رجل بأمة ، فهو وحده أمة . اذا ذكرت المقاومة الشعبية والصمود والتصدي ،ذُكر الشيخ . واذا ذكرت الاعمال الخيرية الانسانية والتطوعية ، ذٌكر الشيخ . واذا ذكرت الاعمال الدعوية والتوعوية ، ذُكر الشيخ . فهو رمز من رموز كل هذه الاعمال . تجده في أعمال المقاومة الشعبية في مدينة السويس فتشعر انها عمله وهدفه الوحيد في الحياة للدفاع عن المدينة الصامدة : حيث لعب دورا كبيرا في عمليات الدفاع المدني والمساعدة للجرحى والمصابين بعد نشوب الحرب العالمية الثانية بين قوات المحور وقوات الحلفاء حيث كانت مدينة السويس احد اهم مناطق الصراع بينهما ، وكان عمره لا يجاوز ال 19 سنة . في حرب 1948 شكل اول فرقة فدائية في السويس كانت مهمتها الاساسية مهاجمة قواعد القوات الانجليزية المرابضة على حدود مدينة السويس والاستيلاء على كل ما يمكن الاستيلاء عليه من الاسلحة والذخائر وتقديمها كدعم للفدائيين في فلسطين . في حرب الاستنزاف بعد نكسة 1967 ، قال عنه اللواء عبد المنعم واصل ( قائد الجيش الثالث الميداني ) : ان للشيخ حافظ سلامة الفضل الاول في رفع الروح المعنوية للجنود على الجبهات . حيث لعب دورا هاما في عملية الشحن المعنوي لرجال القوات المسلحة ، بعد ان نجح في اقناع قيادة الجيش بتنظيم قوافل توعية دينية للضباط والجنود تركز على فضل الجهاد والاستشهاد ، واهمية المعركة مع اليهود ، والاستعداد لحرب اكتوبر 1973 ، ومع النجاح الكبير الذي حققته هذه القوافل في رفع الروح المعنوية للقوات فقد صدر قرار بتعميم التجربة على جميع وحدات الجيش المصري . في حرب 1973 كان القائد والبطل للمقاومة الشعبية في السويس ، ورفض مغادرتها ، واصر على البقاء مع ابطال السويس للدفاع عنها ، رغم التهديد الاسرائيلي باجتياز المدينة وتدميرها ،و الحصار الشديد لها ، وقصف الطائرات والدبابات المستمر ،فقد رفض الشيخ حافظ تسليم المدينة ، واصر على المقاومة ، وتصدى لهم ومعه ابطال السويس في معركة دامية ، كانت نتيجتها تدمير جميع دبابات ومدرعات العدو وعددها 67 دبابة ومدرعة . قال عنه الفريق سعد الدين الشاذلي ( رئيس اركان حرب القوات المسلحة وقتها ) : اختارت الاقدار الشيخ حافظ سلامة ليؤدي دورا رئيسيا خلال حرب اكتوبر 1973 عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالسويس بالتعاون مع القوات المسلحة في صد هجمات العدو الاسرائيلي وافشال خططه في احتلال المدينة . رفض زيارة السادات للقدس في 1977 ، ورفض اتفاقية ( كامب ديفيد ) في 1979 ، فكان على رأس قائمة المعتقلين في اعتقالات سبتمبر 1981 م . وفي ثورة 25 يناير المباركة انضم الى المعتصمين في ميدان التحرير ، واصدر بيانا يناشد فيه الجيش بالتدخل لانقاذ مصر ، وقاد مجموعة الدفاع الشعبي بالسويس خلال الثورة للدفاع عن احياء السويس ضد عمليات السلي والنهب . ذهب الي ليبيا ومعه 50 طن من المساعدات الغذائية والطبية دعما للثوار في معركتهم مع القذافي . ومما يؤسف له ان الشيخ الكريم لم يحظى بالتكريم من قبل الحكومات المصرية المتعاقبة منذ حرب اكتوبر حتى تاريخه ، في الوقت الذي كرمت فيه هذه الحكومات بعض من كانت لهم علاقة بحرب اكتوبر ممن يستحقون التكريم بالفعل ، أو شاهدوها على الفيدو وادعوا انهم من ابطال حرب اكتوبر . في الوقت الذي يرى فيه الشيخ ان ما قام ويقوم به هو واجب عليه ، وان القيام بالواجب لا يحتاج المكافأة . يبقى التقدير الكبير له من شعب السويس العظيم الذي جعله هو المحافظ الشرفي للمدينة ، وان كلمته لا ترد . خالص التقدير والامتنان لهذا الرمز المصري المشرف ، (الذي لم تلوثه السياسة ولا الاحزاب ولا اضواء الكاميرات ) ، والذي سًطر اسمه بحروف من نور ، ليس في قلوب ابناء مدينة السويس فقط ، بل في قلب كل مصري على ارض مصر ، وخارجها . متعه الله بالصحة والعافية ، والعمر المديد .