بقلم رمضان الحلواني تعيش مصر حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي .. وهناك شعور عام بالقلق نظرا لعدمالاتفاق علي خارطة طريق متفق عليها ازاء المستقبل .. إن الإستقرار السياسي يحدث حين يتفق المجتمع على اسلوب واضح ومحدد لتداول السلطة .. وبالتالي يتم تعريف الشرعية الدستورية الحاكمة .. وحين تحقق السلطة أمن و حماية المجتمع و يتم تدعيم المشاركة السياسية وتقويتها بسقف مرتفع من الحريات والتعبير عن الرأى .. فكل هذه العوامل تمثل عوامل استقرار تهب السلطة الحاكمة القدرة على القيام بأهدافها التي من أجلها جاءت إلى الصدارة من تنمية اقتصادية وغيره .. هذه العوامل كلما اختل جزء منها كلماازدادت عوامل الخلل داخل المجتمع .. وبالتالي زادت معدلات عدم الإستقرار .. ومصر الآنتحت حكم المجلس العسكري في الفترة الإنتقالية نجدها بلا شك فى حالة عدم استقرارسياسى وأقتصادى .. والمجلس العسكرى يتبع أسلوب ملتو للغاية بالحديث عن انتخابات برلمانية بثلاث مراحل والإطالة المتعمدة لتوقيتات الإنتخابات الرئاسية وصياغة الدستور الجديد .. فبلا شك أن المجلس العسكرى هو السبب في حالة عدم الأستقرارالسياسى فى مصر من بعد الثورة .. وبالتالي لا تزال الحالة الثورية قائمة و متفجرة نتيجة انها لم تحقق ما جاءت من أجله ولازالت تكافح للوصول إليه .. إن مصر كانت تحت حكم سلطوي سنينًا طويلة وحالة عدم الاستقرار التي تمر بها لن تكون دافعًا لخلق تنمية ومناخ مستقر .. إن البحث عن الإستقرار يبدأ أولا بتوفير المناخ السياسي و الإجتماعي الملائم له .. بدون ذلك يبقى الحديث عن الإستقرار المزعوم بالقبول بالتفافات المجلس العسكري هو تسمية للأمور بغير مسماها الحقيقي و كلمة حق أريد بهاباطلا تماما .. أحد المؤشرات البسيطة للاستقرار أو عدم الاستقرار قد يكون هو عددالمتظاهرين في الشوارع .. التظاهرات في حد ذاتها لا يمكن إعتبارها مؤشرا على الاضطراب السياسي .. لأن آلاف المصريين نزلوا الى الشوارع في الماضي دون ان يقوضواالنظام .. إن التظاهرات الواسعة النطاق كرد فعل على انتقال القيادة لازال في إمكانها أن تضع النظام في خطر .. مؤشرآخر أكثر دلالة ربما يكون أي تأخير من القوات المسلحة في بيان الولاء للرئيس الجديدأى اذا تحدي الجيش الرئيس .. فان بقية مكونات النظام ربما تحذو حذوه .. وربما يبشرذلك الاضطراب بسقوط النظام بأكمله .. لذلك آنالأوان للعمل من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية .. والاكتفاء بالتنظيروالشعارات والنزول الى أرض الواقع .