بالتأكيد كلنا نلاحظ في بعض شهور السنة سحابه سوداء تعتلى السماء وتجتاح عددا من المحافظات في الشمال والجنوب، إما بسبب حرق الأرز، كما هو الحال في كفر الشيخ والغربية، أو لحرق الذرة، كما في سوهاجوأسيوط.ونعانى منها ورغم كل التوعية والسعي للاستفادة من قش الأرز والقمامة وكثير من الصناعات تقوم عليها الا أننا مازلنا لا نكترث باستغلالها ومازلنا نسبب الكثير من التلوث البيئي فى حاله حرقها وقال اللواء نبيل العزبى، محافظ أسيوط، إن الفلاحين يحرقون مخلفات الذرة، بسبب قرارات منع تشوينها بالشوارع وأعلى أسطح المنازل للحد من الحرائق التى تحدث تيجة تشوين البوص خصوصا في الصيف، إضافة إلى تراجع استخدام الفلاحين للأفران البلدية والإقبال على الكهربائية الحديثة مع العلم أن هناك استخدامات لهذا القش علاوة على الإضرار الذي يسببها والتلوث البيئي الاستخدامات الممكنه : يمكن استخدام قش الأرز لزراعة عيش الغراب ، مع العلم بأن فطر عيش الغراب يمكنه تحليل السيلولوز الموجود بالقش وبالتبن وبقصب السكر ويمكن تحويل قش الأرز إلى لب لصناعة الورق إنتاج السماد العضوي (Compost) تنتج الأعلاف غير التقليدية من مخلفات قش الأرز، لتقليل استيراد الذرة الصفراء والأعلاف المركزة، وتوفير العملة الصعبة، وتتم عن طريق إحدى الطرق الآتية المعاملة باليوريا يتم معاملة المخلفات الزراعية (قش الأرز – تبن القمح – الحطب) بمحلول اليوريا بنسبة 4 % من حجم القش لزيادة المحتوى الأزوتي لهذه المخلفات، وارتفاع القيمة الغذائية لهذه المخلفات. استخدام غاز الأمونيا يتم معاملة المخلفات في الحقل بغاز الأمونيا بمعدل 30 كجم/ طن. تتميز هذه الطريقة بأن الأمونيا تتفاعل مع المواد السليلوزية، ما يسهل هضمها، بالإضافة إلى أنها تزيد محتوى المخلفات من الأزوت غير البروتيني، وتزيد درجة استساغة الحيوانات للمخلفات الخشنة. المعاملة البيولوجية الهوائية للمخلفات الزراعية وهى تستخدم بعض الكائنات الحية الدقيقة (الفطريات المحللة للسيليلوز)، أو نواتجها، تحت الظروف الهوائية، لإحداث تغيرات طبيعية وكيميائية في مكونات المخلفات الزراعية (قش الأرز وحطب الذرة) بهدف تحسين استساغتها وقيمتها الغذائية، لاستخدامها كأعلاف حيوانية. إنتاج السيلاج وهى طريقة قليلة التكاليف، لتحويل المخلفات الزراعية الخضراء والجافة إلى العلف، وفيها يتم تخمير المخلفات أو العروش النباتية تحت ظروف غير هوائية، بحيث تقوم بكتريا حامض اللاكتيك بتحويل المواد النباتية الخشنة إلى سيلاج، كما أن حامض (اللاكتيك) المتكون يعطي رائحة مرغوبة للسيلاج، مما يزيد من نسبة المأكول منه، وقد يلزم إضافة اليوريا مع المولاس لتحسين إنتاج السيلاج. 3- إنتاج الغذاء من المخلفات الزراعية إنتاج عيش الغراب ويستخدم في ذلك قش الأرز أو التبن أو حطب القطن أو مصاصة القصب أو نشارة الخشب، وذلك بعد إضافة 5 % ردة + 5 % كربونات الكالسيوم، أو جبس زراعي، وتعبأ في أكياس من البلاستيك المجدول، ثم تعقم بالبخار على درجة 80 م لمدة 3 – 4 ساعات، ويتم إضافة فطر عيش الغراب. زراعة الخضروات على بالات قش الأرز تستخدم هذه الطريقة في الأراضي التي تعاني من مشاكل في التربة، مثل الارتفاع الشديد في لملوحة، أو الإصابة بأمراض التربة، سواء في الصوب، أو في الحقل المكشوف. إنتاج الطاقة من المخلفات الزراعية إنتاج البيوجاز حيث يتم تخمير مخلفات الحيوان (الروث) تخميراً لا هوائياً، في مخمرات خاصة لإنتاج البيوجاز، الذي ينطلق من المواد العضوية المتخمرة، ويكون الميثان حوالي 50 – 65 % و 35 – 45 % ثاني أكسيد الكربون ونيتروجين 1 – 5 % وثاني أكسيد الكبريت 0.5 – 1 % وكبريتيد الهيدروجين 0 – 1 %. إنتاج الغاز الحراري يتم تحويل قش الأرز لغاز حراري، حيث تبلغ طاقة الوحدة 15 ألف طن من قش الأرز أضرار و خسائر عدم استغلال المخلفات الزراعية في مصر كما ورد فى تقرير للبنك الدولي و شئون البيئة ما يلي : حرق المخلفات الزراعية وخاصة قش الأرز خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من كل عام مسئول عن حدوث أزمة تلوث الهواء الحادة بنسبة 42 % بينما تساوت عوادم السيارات والانبعاثات من المصادر الصناعية بنسبة 23 % لكل منها وجاء حرق القمامة أو اشتعالها ذاتيا في المركز الأخير بنسبة 12 %. زيادة في أمراض الحساسية بنسبة تصل إلي 15 % وزيادة حساسية الصدر من 8 إلي 10 % و يؤدى الدخان أيضا إلي حساسية في الأنسجة المخاطية المبطنة للعين ونتيجة للعوالق المصاحبة للدخان 'السحابة السوداء' يتفاقم الخطر ويؤدي إلي حدوث التهاب في العين كما رصد التقرير ارتفاع التهاب الجيوب الأنفية والحنجرة إلي نحو خمسة أضعاف معدلات حدوثه في الظروف العادية ويزيد من المشكلة أن الدخان الناتج عن الحرائق العضوية وغير العضوية به ما يقرب من 11 مادة مسرطنة تمتد الخسائر لتشمل قطاعات حيوية تشكل روافد تضخ في الدخل القومي كالقطاع السياحي والصناعي فمع تكرار ظاهرة 'السحابة السوداء' ستتجاوز الخسائر المتوقعة من ورائها حاجز المليارات ومن الممكن أن تصل إلي أكثر من 17 مليار جنيه حيث إن الدراسات السياحية أكدت أن تركيز السائح ينصب 60 %منه علي نظافة البيئة عند تخطيطه للسفر كما أن السائح الغني سريع الشكوى والهروب إلي دول أخري منافسة وللعلم فإن مواسم التدفق السياحي عندنا هي الشهور التي تظهر فيها 'السحابة السوداء خاصة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر ومع تكرارها فإننا معرضون لفقدان أكثر من 4 ملايين و200 ألف ليلة سياحية قيمتها 500 مليون دولار ومن المعروف أن السياحة تساهم بنحو 15 % من الدخل القومي سنويا والمستهدف مضاعفة هذا الرقم خلال السنوات القليلة القادمة ولكن هذا الرقم قد يتعرض للانخفاض لو تم ترويج سمعة سيئة عن وضع البيئة المصرية في بورصات السياحة العالمية . حرق قش الأرز في حد ذاته هو حرق لما قيمته أكثر من 20 مليار جنيه هي قيمة الثروة الصناعية والغذائية المهدرة من هذه الثروة الزراعية المتمثلة في نحو 5 ملايين طن من قش الأرز حيث يمكن أن تساهم في إمدادنا بأسمدة عضوية عالية القيمة أو أعلاف غير تقليدية بدلاً من الأعلاف المركزة غالية الثمن زيادة نسبة التلوث الناتج عن هذه السحابة صاحبها ظاهرة زيادة نسبة التلوث في الهواء الداخلي في عدد من المباني الجديدة المحكمة الإغلاق والمكيفة التي لاتوجد بها تهوية مناسبة إلي ما يعرف بالظاهرة المرضية للمباني وفيها يصاب العاملون بالصداع والغثيان.. كما تقول تقارير جهاز شئون البيئة وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة والبنك الدولي وهذا معناه زيادة في التكاليف الصحية ونفقات العلاج فضلا عن ارتفاع الفاقد في أيام العمل والموت المبكر وهذه التكاليف تزيد سنويا مع زيادة التلوث إلي أكثر من 500 مليون دولار سنوياً