خرجتُ منكِ فاخرجي مني خرجتُ منكِ و أنتِ بداخلي و تأبَيْنَ إلا البقاء يا فلسطينُ أناديك بأعلى صوتي المرتد و أنت إن همستُ لذاتي تسمعيني يا فلسطينُ اخرجي مني دعيني لشتاتي ، لضياعي لحدودٍ أحفظها و تُنْكِرُني كلما أطلتُ فيها البقاء خرجتُ منك فلماذا تنغرسين بداخلي مخالِبُكِ تجولُ في الأحشاء تجرحني ، تؤلمني ، تبكيني ذكرياتي من ذكرياتِ جدتي صوتُها الشجي في يوم الحصاد موالُها العذب أنشودةُ الأرض قصتُها صديقةُ الناي الحزين أفراحُها ، أتراحُها ، أشياؤها كلُها هناك ، لا شيء لها هنا إلا جسداً يتهادى بين الحدود رحلتْ جدتي يا فلسطين و أنتِ لم تعودي فمن أينَ لي بالذكريات خرجتُ منك ، فلم تصرين على البقاء خرجتُ منك فيا ليتَ حبَكِ يخرج مني على أجنحة اللا لقاء أقمتك يا فلسطينُ من عَبَقِ أشعاري دون أن أراك ومن حروفي ، كلماتي ، اشتياقي بنيتُ جدرانَك ، عبدتُ شوارعَك لونتُ بالأخضر مدنَك و قراك من أوراقي أقمتُ منازلَ آبائي و أجدادي أحطتُكِ بالأسوار و الجدران القديمة و رحت أهيم في شوارعَ ، قدماي لم تدسْها أفتشُ عن نقوشٍ على الجدران لم أحفرْها أبحثُ بين الأزقة عن طفولة لم أعشْها أسترق السمع لأغان تنفذ من بين النوافذ لم أسمعها رحتُ أفتشُ عن الأجداد و الذكريات طرقتُ الأبوابَ بابا بابا فانهارَ الوطن و صار خرابا و ما عدتُ أعرفُ أحقيقةٌ أنت يا فلسطين أم سراب استخرجُك من بين أنقاض أشعاري لتبقَيْ هنا ،بداخلي تستقري و تنامي خرجت منك يا فلسطين فبداخلي تشبثي ، و ثوري و نامي كاتبة واديبة مصرية