تدفعه قدمه .لا يعبأ بالاتجاهات .يصل إلي جسر البحر ينحرف باتجاه المقابر. عيناه زائغة وأنفاسه تتلاحق .لم يكن يهمس لبشر عما حدث له.حين تصاعد الدخان من حجرته أندفع الأهل والجيران يطرقون الباب عليه.دفعوا المقبض الحديدي ليفتحوه عنوه. وجدوه ممددا علي ارض الحجرة ممسكا بصوره أمه .يتسرب العرق من كل جسده.يكاد الهواء يخرج من انفه. معلنا انه حي . بحثوا عن منبع الدخان الذي يملأ الغرفة.. لم يجدوا.علت الدهشة وجوه الجمع . بحثوا طويلا في حجرته لم يجدوا شي يدل علي الاحتراق أو مكان متفحم ينبئهم بوجود دخان أو حريق فتحو النوافذ للهواء خرجت بقايا الادخنه وانتظمت دقات قلبه كان يلهث كأن جنيا يجري خلفه جلست أخته الكبرى بجواره تضع منديلا مبللا علي رأسه تقلل من ارتفاع حرارته وكوب ليمون مثلج لم يتناوله بعد.. انفض السامر لم يبق بالحجرة عداها وزوجها وابنتها الصغرى .. ..كانت تتحدث إليه هامسة: جرالك إيه ياحسن هو كل ماييجي ميعاد موت أمك يحصلك كده .. لم يكن يدري مايدور حوله حين انتبه صباحا .كانت حجرته مرتبه ..علي المكتب صينية طعام مغطاة ....يفوح منها رائحة الفطيرالمشلتت وعسل النحل والجبن القديم.دفع جسده خارج الغرفة ليتطلع إلي سقف الدار امام الحجرة ...يري أمامه الزراعات من علي السطح.. يزهو لونها الاخضر معلنا عن النماء والخير.. رد جسده المتعب للغرفة وكشف غطاء الطعام ...التهم قضمه كبيره من الفطيرة بعد أن مزجها بالجبن .ولم تسعفه ذاكرته أن يتذكر ما حدث له أمس.. ...... صوره أمه علي الجدار مشرعة. كأنها تخاطبه وتنادمه في وحدتة .. نظر إليها والدموع تملا عينيه .بدا وكأنه يستعيد يوم وفاه أمه اشتعلت النار بالموقد وانساب الجاز خارج غطاءه الغير محكم. .. فقذفه خارج الغرفة .بملأ شبابة وقوته في الوقت الذي اندفعت فيه أمه قادمة باتجاه الباب ليرتطم بها ... . يشتعل جسدها .ارتفعت ألسنه اللهب علي وجهها .. فيندفع لإطفائها ويحملها إلي الوحدة الصحية التي تخلو من الطبيب دوما. لفظت أنفاسها الاخيره هناك. ..مكث وحيدا أمام قبرها يحدثها ودموعه تملأ عينيه . ..لم أكن ادري يا أمي ..... ........