في أثناء فترة «التريض» التي تبدأ من الثامنة صباحا وحتي الثالثة عصرا، خرج نظيف من زنزانته الساعة العاشرة صباحا، وضل الطريق للحظات أثناء السير بين العنابر.. فتعرف عليه عدد من السجناء الجنائيين.. وظلوا يهتفون ضده «عاوزين فلوسنا»واشتبك بعضهم معه...وبحسب تصريح أحد الضابط بسجن طرة، فإن نظيف كان الأكثر اكتئابا بين النزلاء من الوزراء والمسئولين وكثيرا ما يظل يبكي في زنزانته.. وليس أحمد نظيف فقط من يتعرض للإهانة من قبل السجناء الجنائيين.. فكلهم تقريبا تكرر معهم نفس الأمر. وكلما خرجوا من الزنزانة في فترة «التريض» يجدون المساجين ينظرون إليهم من شبابيك الزنازين ويهتفون ضدهم: «يا حرامية عايزين فلوسنا»! والمدهش أن هؤلاء «المسجلين خطر» يعتقدون أن النظام السابق هو السبب في سجنهم وهو الذي دفعهم إلي ارتكاب الجرائم ويضيف: السجن هو السجن.. وسجناء المزرعة غير مرفهين، كما يعتقد البعض، فكل فردين في زنزانة بها تليفزيون يعرض القنوات المحلية.