اختتمت الأحزاب السياسية عام 2015 بحالة من الاستقرار سياسي داخل الشارع المصرى توج بتشكيل مجلس نواب جديد بعد ثورة 30 يونية ممثلاً جميع شرائح المجتمع وأنهي الاستحقاق الأخير من خارطة الطريق، فضلاً عن نجاحها فى دعم ومساندة مؤسسات الدولة فى حربها على الإرهاب، من خلال نشر مبادئها وأفكارها الداعمة لمطالب ثورتى 25 يناير و30 يونية. وعلى الرغم من محاولات تشويهها المستمرة استطاعت الأحزاب أن تحرز نتائج مرضية فى انتخابات مجلس النواب بحصولها على 241 مقعداً برلمانياً بنسبة 43% كان ل«الوفد والمصريين الأحرار ومستقبل وطن» النصيب الأكبر من تلك المقاعد، رغم تدفق المال السياسى على العملية الانتخابية، وفى هذا السياق نستعرض أبرز إنجازات الأحزاب السياسية خلال عام 2015. حزب الوفد منذ تأسيسه على يد الزعيم الراحل سعد زغلول لم يغير «الوفد» مبادئه التى إنشاء من أجلها وهى وضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبارات سياسية أو مكاسب شخصية قاطعاً بذلك شوطاً مهماً فى استقرار الحياة السياسية المصرية، حيث حرص على تقديم رؤيته لتعافى الاقتصاد الوطنى فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، بجانب سعيه المتواصل للم شمل القوى السياسية. وبادر «الوفد» بالتزامن مع بدء العملية الانتخابية إلى عقد سلسلة اجتماعات لتقارب وجهات النظر بين القوى السياسية لتشكيل قائمة موحدة تحت اسم «ائتلاف الوفد المصرى» استجابة لدعوة رئيس الجمهورية قبل أن يفشل المال السياسى مساعى «القائمة» بفتح سوق للنخاسة السياسية، بحسب وصف مراقبين. وشارك «الحزب» فى جلسات الحوار المجتمعى التى عقدت برعاية الحكومة لمناقشة قوانين الانتخابات وقدم مقترحاً تضمن تقسيم الجمهورية إلى 8 قوائم بدلاً من 4 وتقسيم جميع الدوائر على المحافظات لتمثل كل قائمة 15 مقعداً بهدف تقليل الفجوة بين الناخب والمرشح، وتضمنت رسالة «الوفد» للحكومة مقترحه ورؤيته حتي تكون تحت بصر اللجنة وصولاً إلي ما يصبو إليه الجميع في الوصول إلي نظام أمثل وأفضل في الانتخابات البرلمانية. وأوضحت الرسالة خلال جلسات الحوار المجتمعى، أن نظام القوائم المغلقة والمعمول به يتضمن أربع قوائم تمثل في دائرة غرب «15» مقعداً ودائرة شرق «15 مقعداً» وشمال «45» وجنوب «45»، لافتة إلى أن هذا التقسيم يصعب من الزاوية الواقعية والفعلية تطبيقه بالنسبة للدوائر ذات التمثيل ب45 مقعداً لاتساع تلك الدوائر علي نحو لا يتصور معه واقعاً وفعلاً أن يعطي الناخب صوته الانتخابي عن حلايب وشلاتين لمرشح من محافظة الجيزة، وبتطبيق هذا المثل علي القاهرة والغربية ومثيلاتهما وتداركاً وتيسيراً وتفضيلاً لنظام القوائم المغلقة، فإن «الوفد» تقدم باقتراحه تسهيلاً وتيسيراً للناخب المصري غير مشوب بتعقيد أو شبهة عدم الدستورية. ومن أبرز فاعليات حزب الوفد للعام 2015 مؤتمره الجماهيرى الذى حمل عنوان «معنا ضد الإرهاب» بمشاركة وحضور الوفديين ولفيف من القوى السياسية والشعبية والقيادات التنفيذية, ونتج عنه تشكيل «جبهة مكافحة الإرهاب» وإطلاق حملة «للتبرع بالدم» تم تعميمها فى جميع المحافظات من أجل دعم مصابى القوات المسلحة والمواطنين المصابين فى العمليات الإرهابية. واستطاع حزب «الوفد» من خلال برنامجه الانتخابى الذى حمل حلول رؤى واضحة للعديد من مشاكل مصر المزمنة الحصول على 45 مقعداً فى البرلمان الحالى فى ظل تدفق المال السياسى على العملية الانتخابية. وقرر «الوفد» تشكيل ائتلاف برلمانى تحت اسم تحالف «الأمة المصرية» والتنسيق مع أي تحالف لإعلاء المصلحة الوطنية، وإنهاء جميع القوانين المكملة للدستور، بما يضمن تحويل جميع النصوص الدستورية إلى واقع يلمسه المواطن من خلال تلك التشريعات. المصريين الأحرار ونجح حزب «المصريين الأحرار»، فى الحصول على 65 مقعداً بالبرلمان الحالى ليحتل المركز الأول ضمن قائمة الأحزاب السياسية المشاركة فى مجلس النواب، مؤكداً عدم الانضمام إلى إى تحالف تحت قبة «البرلمان» وتشكيل هيئة برلمانية خاصة به. مستقبل وطن وحصد حزب «مستقبل وطن» رغم حداثته على أكثر من 50 مقعداً فى مجلس النواب، ليحل ثانى الأحزاب ذات الأغلبية البرلمانية المتحالفة مع ائتلاف «دعم مصر» ذات الأغلبية المستقلة. أحزاب أخرى وحققت أحزاب أخرى نتائج مرضية فى الانتخابات البرلمانية غيرت من واقعها وانعكست إيجابياً على مستقبلها السياسى، حيث حصل حزب «حماة الوطن» على 17 مقعدًا، وحزب «الشعب الجمهوري» 13مقعداً، وحزب «المؤتمر» 12 وحزب «النور» السلفى 12 مقعداً. وحصل حزب «المحافظين» على 6 مقاعد، وحزب «السلام الديمقراطي» 5 مقاعد، أحزاب المصري الديمقراطي الاجتماعي، والحركة الوطنية، ومصر الحديثة والحرية من حصد 4 مقاعد لكل منها. وأحزاب «الإصلاح والتنمية»، و«مصر بلدي» ب3 مقاعد لكل منها، وفازت أحزاب «التجمع»، و«الريادة»، و«حراس الثورة»، بمقعد واحد لكل منها. وفي تعليقه على هذه التطورات وصف المهندس حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد، دور الأحزاب خلال عام 2015 بالدور الشجاع والقوى رغم الهجوم المتواصل عليه، مشيراً إلى أنها وضعت قدميها على الطريق الصحيح لبناء مصر الحديثة. وقال الخولى: إن سبب الهجوم على الأحزاب هو زيادة عددها خلال الفترة الحالية حتى تجد أحزاب تعبر عن شخص واحد فقط، وهو ما أضر بباقى الأحزاب ذات التاريخ الطويل والمشرف فى دعم الدولة ومؤسساتها، سواء كان هذا الدعم ضد الإرهاب أو الفقر أو البطالة أو غيرها». وأشاد «الخولى» بالطفرة الكبيرة التى حققتها الأحزاب السياسية خلال العملية الانتخابية وقبولها بالنظام الانتخابى رغم عيوبه، لإعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، لافتاً إلى أن منظومة الديمقراطية لا تكتمل بدون العمل الحزبى. وأضاف نائب رئيس حزب الوفد، أن الدولة المتقدمة تؤمن بدور الأحزاب والبرلمان باعتبارهما الأداة الوحيد للممارسة العمل السياسى المنظم، مؤكداً أن الحديث عن دور الأحزاب لا ينتهى، حيث شاهدنا دورها الفعال فى ثورتى 25 يناير و30 يونية وعندما قامت بتشكيل «جبهة الانقاذ» للتصدى لهيمنة الإخوان على الدولة، كما أن وقوفها بجانب الدولة والعمل على استقرارها سياسياً هو حائط صد لأى مؤامرات خارجية أو داخلية. عمرو هاشم: 2015 أوفر حظاً للأحزاب وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن العام 2015 أوفر حظاً للأحزاب السياسية عن العام الماضى فقد حققت رغم الضغوط التى مارست عليها نسبة جيدة فى الانتخابات واستطاعت الحصول على 43% من عدد مقاعد البرلمان. وأكد «ربيع،» أن الأحزاب لعبت دوراً كبيراً فى الدعاية الانتخابية كان لها أثراً إيجابياً على الناخبين، معتبراً أن النظام الانتخابى الحالى فيه ظلم اللأحزاب، ونظام القائمة النسبية هو الأصلح لأنه ينعش الأحزاب على حسب وصفه. وأضاف نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات، أن بعض الأحزاب ساهمت بشكل كبير فى دعم ومساندة الدولة المصرية فى حربها على الإرهاب، لافتاً إلى أن ائتلاف «دعم مصر» جاء ليقضى على الحياة الحزبية فى مصر.