العالم يودع العام الحالى بثلاثة أفلام ذات نكهة سينمائية خاصة، اثنان منها عن سيرة حياة مثيرة للجدل بكل ما بها من تحديات وفى نفس الوقت عانت تلك الافلام من صعوبات عدة قبل وصولها للشاشة، كادت تطيح بأحلام مبدعيها فى أن ترى النور.. الفيلم الاول سيرة ذاتية جديد يتصدى لها المخرج للمخرج «ديفيد أوراسل» صاحب أفلام ثلاثة ملوك 1999، المقاتل 2010، المعالجة بالسعادة 2012؛ والحاصل على 24 جائزة في المهرجانات السينمائية المختلفة؛ وفيلم «جوى» Joy والذي يعيد فيه للمرة الثالثة التعاون الناجح بينه وبين النجمة «جينيفر لورانس» هو فيلم مستوحى من أحداث حقيقية حول سيدة الأعمال جوي مانجانو، تلك الأم المكافحة التي عملت في البداية في 3 وظائف مختلفة لتعول أبناءها الثلاثة قبل أن تأتيها فكرة تصميم جديد وفريد لممسحة أرضيات بها الكثير من المميزات وتختلف عن أي من أقرانها، وبالفعل نجحت فكرة مانجانو واستطاعت توقيع اتفاقية شركة HSN للتسويق المنزلي وتمكنت من عرض منتجها عن طريق تلك الشركة وبيع الملايين من تلك الممسحة العجيبة في وقت قياسي. استطاعت بعدها مانجانو ابتكار العديد من الاختراعات المنزلية البسيطة من أشهرها حاليا شماعات الملابس بأشكالها المبتكرة، ليطلق عليها اسم «أم المخترعات» في الولاياتالمتحدة، كما تم اختيارها كواحدة من أفضل 100 مبدع في مجال إدارة الأعمال ومن أفضل 10 سيدات أعمال مبدعات ويعد الفيلم بمثابة التجربة الفنية الرابعة التى تشترك فيها لورانس مع برادلى كوبر بعد silver linings playbook، وamerican hustle، وserena، الذى عرض فى 2014. ويعد أيضا التعاون بين النجمة «لورانس» والمخرج «أوراسل» مليء بالانجازات حيث فازت «لورانس» بجائزة الأوسكار في أول أفلامها مع أوراسل Silver Linings Playbook قبل أن تترشح للأوسكار مرة أخرى في فيلمها الثاني معه «المقاتل» كما ترشح «أوراسل» نفسه لأربع جوائز أوسكار في فئة أفضل نص سينمائي وأفضل إخراج عن كلا الفيلمين..الطريف أن المخرج ديفيد أوراسل داعب النجمة جينيفر لورانس فى العرض الأول الذى اقيم فى لندن، بتعمده الوقوف أمامها ليخطف أنظار عدسات المصورين. وغاب برادلى كوبر.. والفيلم من الأعمال المرشحة للأوسكار. أما فيلم The Revenant «العائد» سيرة ذاتية وإثارة وويسترن أمريكي قادم من إخراج أليخاندرو جونزاليز إيناريتو الحائز على الأوسكار العام الماضى عن فيلم «الرجل الطائر» وسيناريو وحوار مارك إل سميث وإيناريتو. الفيلم مقتبس من رواية بنفس الاسم لمايكل بنك، المستوحاة من حياة الصياد ساكن الحدود هيو جلاس. وبطولة ليوناردو دي كابريو وتوم هاردي وويل بولتر ودومينال جليسون. والأحداث وقعت في مطلع القرن التاسع متناولا رحلة هيو جلاس المحفوفة بالمخاطر لأحد الأراضي الأمريكية غير المكتشفة على ضفاف نهر ميزوري حيث تركه رفاقه للموت ولكنه وكما لم يتوقع أحد استطاع النجاة بحياته ثم بدأ رحلته للانتقام ممن خانوه.الفيلم تضمن معارك مع السكان الأصليين (الهنود الحمر) ومواجه شبه مميتة مع دب بري. أليخاندرو صاحب ال51 عاماً، اختار تصوير فيلم The Revenant باستخدام الضوء الطبيعي فقط، بينما كانت الخطة تقضي بتصوير الفيلم كلياً في كندا، لكن الطقس لم يسمح، لذلك اتجه تصويره إلى مكان في أقصى الأرجنتين به ثلج. ويعد هذا التعاون الثانى بين «دي كابريو» والنجم «توم هاردي» بعد أن عمل الاثنتان معاً في الفيلم الرائع Inception.الطريف أن افرادا من طاقم العمل على الفيلم قالوا أن الفيلم قد يصبح ملحميا ويستحق الأوسكار لكنهم قالوا أيضاً إن صناعة الفيلم كانت أسوأ تجربة في مسيرتهم.. أحدهم حتى وصفها بال«الجحيم», وأنهم شهدوا تحولات كبيرة في الإنتاج، حيث طرد البعض واستقال البعض، وقالوا إن الأحداث خلف الكواليس أدت بالمخرج أليخاندرو إلى طرد المنتج جميس سكوتشدوبل من موقع التصوير؛ ورغم أن الفيلم أنتج في سبتمبر 2014 وكان يفترض أن ينتهي في مارس 2015. لكن تصوير فيلم The Revenant استمر الى أغسطس التالي حيث الميزانية تعدت حاجز 95 مليون دولار أمريكي الذى كان مفروضا لها. على الرغم من أن الطقس كان عائقا كبيرا، العديد من طاقم العمل قالوا المشكلة الرئيسية كانت الفشل في فهم كم سيكلف تصوير فيلم تاريخي بهذا الحجم في العراء. بسبب استعمالهم الضوء الطبيعي فقط كان هناك وقت قصير للتصوير كل يوم. أما فيلم The Hateful Eight الحاقدون الثمانية للمخرج المبدع الحائز على الأوسكار «كوينتين تارانتينو» الذى قام بكتابة السيناريو. من بطولة صامويل جاكسون وكورت راسل وجينيفر جيسون لي وتيم روث ومايكل مادسن. وتقع أحداث قصة فيلم الويسترن القادم في مرحلة ما بعد الحرب الأهلية وتتمحور حول صائد جوائز يسافر هو وسجينه بواسطة عربة خيول إلى مدينة تدعى ريد روك، لكن عاصفة ثلجية تمنعة من مواصلة مسيرته وتجبره على اللجوء إلى مكان مغلق بحثا عن الحماية، وهناك يقابل مجموعة أخرى من المسافرين يحتمون من العاصفة، وبينما هم ينتظرون مرور العاصفة تنكشف نوايا كل شخص ويتحول الأصدقاء إلى أعداء ويتورطون في مؤامرة مليئة بالخيانات. من المعروف أن المخرج والكاتب كوينتن تارنتينو قام بكتابة نسخة ثانية ذات نهاية مختلفة لفيلمه وذلك بعد المشكلة التي حدثت بتسريب النسخة الأولى من الفيلم. مشيراً إلى أنه «حذف شخصيتين رئيسيتين، وغير النهاية، ولكن القصة الأساسية ظلت كما هى». ففي يناير 2014، سرب موقع جوكر (Gawker) نسخة من نص فيلم تارانتينو القادم «الحاقدون الثمانية». بعد انتشار النص على مواقع الإنترنت، قرر تارانتينو إلغاء المشروع برمته واستخدام القصة كرواية بدلا من فيلم.ولم ينته الجدال عند هذا الحد؛ رفع تارانتينو دعوى حقوق الطبع والنشر ضد غوكر، حيث صَرح في الدعوى، «أقامت جوكر مشروعا تجاريًا من وراء التلصص باسم الصحافة، منتهكين حقوق الناس بكسب بعض الارباح»، وطالبت الدعوى بمليون دولار كتعويضات أسقط تارانتينو الدعوى لاحقا، لكن ذُكر في مذكرة الإسقاط، «تم هذا الإسقاط دون تحيز، ويحق للمدعي التقدم بإجراءات وإعادة رفع الدعوى لاحقا بعد إجراء المزيد من التحقيقات من اجل التأكد من وجود منتهكين إضافيين». لم يَقُم تارانتينو برفع الدعوى مجددا لكنه يحتفظ بالحق القانوني لفعل ذلك في المستقبل.وفي مؤتمر سان دييجو كومك-كون الدولي 2014، أكد تارانتينو نبأ الفيلم، حيث ذَكر بأنه يَعمل على مسودة ثالثة من الفيلم، من المحتمل أن يصدر في 2015 و المخرج والكاتب كوينتن تارنتينو حصل على أوسكار أفضل سيناريو مرتين؛ شَكلت جميع أفلام تارانتينو نجاحا كبيرا على الصعيدين النقدي والتجاري. وحاز ايضا على العشرات من الجوائز، منها جائزتي أوسكار، جائزتي جولدن جلوب، جائزتي بافتا وجائزة السعفة الذهبية، وترشح أيضا لجائزة جرامي وجائزة إيمي. اعتبرته مجلة Time أحد أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم عام 2005،ج ووصفه صانع الأفلام والمؤرخ بيتر بوجدانوفيتش ب «المخرج الأكثر تأثيرا في جيله».