الفنان المغربي فؤاد زبادي عاشق لأرض مصر، ولجمهورها، نجح في أن يصنع لنفسه جماهيرية كبيرة من خلال مشاركته الدائمة بمهرجان الموسيقى العربية كل عام، يرى أن الجمهور المصري بوابة النجومية لأي فنان، لذا كان أول الحضور لمصر للمشاركة بالليلة المغربية التي أقيمت بدار الأوبرا المصرية يوم الجمعة الماضي، بأغنيات «ساكن في حي السيدة» و«ودّع هواك» التي طلبها منه الجمهور وتفاعل معه أشعل مسرح الأوبرا بأغاني محمد عبدالمطلب التي اشتهر بتقديمها، التي أكسبته شهرة لدى النخبة الثقافية والفنية المصرية، لديه قدرة على استعادة التراث المصري القديم فيحب فن الموشحات والطقاطيق، ولا تمر حفلاته دون تقديم أغنيات من الشعر الأندلسي التي أبهر الجمهور بها في حفله الأخير بأغنية «يا ليل طل».. حاورناه عن حبه لمصر ومشاركاته الدائمة فقال: حدثنا عن ردود فعل حفلك الأخير بدار الأوبرا المصرية؟ - الجمهور المصري جمهور ذواق ولي الشرف أن أشارك في ليلة من حب مصر، بالمذاق المصري المغربي، وفور تنسيق الحدث بين المغرب ومصر، كنت سعيداً للغاية أولاً لأن في قلبي غراماً للأوبرا المصرية، أشعر بسعادة غامرة وأنا أقف علي خشبتها، وفي قلبي حب أيضاً لمصر ولجمهورها وأشعر بسعادة كبيرة وأنا أشعر بنجاحي وسط أهلها، فأنا انتظر كل عام في شهر نوفمبر لأشارك بمهرجان الموسيقي العربية لأنه للأسف لا تسنح الفرصة بالمشاركة دون هذا المهرجان، ولذا أتمني لو تقام ليالي مغربية كثيرة بمصر والعكس لأننا أشقاء نتبادل الفن والثقافة بشكل دائم. متي جاءت مشاركتك الأولي بمصر؟ - الدكتورة رتيبة الحفني كانت أول من دعتني للغناء بمصر، من خلال الدورة الأولي لمهرجان الموسيقي العربية منذ ربع قرن، وقتها كان أول غناء لي علي مسرح دار الأوبرا المصرية ووجدتها فرصة لدخول مصر، فهي بوابة النجومية لكافة النجوم العرب وحلم لكل فنان يكون له دور بمصر، وفخر أن أغني لهذا الجمهور مع الفنانين وكبار الموسيقيين فهم جميعاً تاريخ، فالأوبرا المصرية بالنسبة لي أهم صرح فني غنائي في العالم، عندما أقف علي خشبة المسرح أشعر وكأنني أرتجف حباً من تفاعل الجمهور. وماذا تمثل لك مصر؟ - مصر قلب العروبة في كل شيء، خاصة فنياً، بها حضور خاص لكل نجوم وأقطار المنطقة العربية، ولذلك أشعر بسعادة غامرة وأنا أقف بجوار كل هؤلاء العرب بشكل يحمل تاريخ مصر العريق، وهذا التجمع العربي يكشف أننا مازلنا نحتفظ بالفن المحترم غير الملوث ومازلنا نبحث عن الفن الرائع الجميل، تحت شعار التآخي والمودة بين الفنانين وبعضهم، في كل مرة نقف علي خشبة المسرح. أنت مُقل في تقديم أغاني التراث المغربي في مصر.. لماذا؟ - التراث المغربي له أصحابه، المتخصصين في تقديمه، فهو أنواع من التراث الأندلسي، والملحوم، والغرناطي، ونحن نقدم الأغنية المغربية بمقام «بياتي» و«الكردي»، وهي صعبة أن تقدم بمصر، خاصة أنها تحتاج لآلات معينة ويصعب علي المصريين فهم معظمها، ولذلك فالتراث المغربي من الصعب أن يقدم إلا «الدارج منه» والجمهور تفاعل معي في أغنيتي «يا ليل طل» وهي إحدي الأشعار الأندلسية الشهيرة لدينا في المغرب وتفاعل معها الجمهور، ولكن ساعدني ذلك وجود آلات وعازفين من المغرب، لكن في غير الليالي المغربية يصعب تقديم ذلك. في رأيك لماذا احتفت القصائد بالأغنية العربية؟ - الحركة الفنية حالياً لم تترك مجالاً للأغنية الدسمة الطويلة، وتحتمل الأغاني السريعة وليست الخفيفة الطويلة، فالأغنية للأسف أصبحت سلعة فنية لأن الرجوع إلي قصائد الكلمة التي تمتزج فيها الروح بمعني الكلمات هو شيء معبر ومهم ولكنه غير موجود، ونتمني لو يقدم من جديد، لكن الساحة لا تستوعب ذلك. لفترة طويلة ركزت في الغناء للفنان الكبير محمد عبدالمطلب.. هل تخصصت في أغنياته؟ - أحب الغناء لكل المطربين المصريين، فأنا أقدم أغنيات أخري للعديد من المطربين منهم: محمد قنديل وكارم محمود وعبدالغني السيد ومحمد رشدي ومحمد عبدالوهاب، فكلهم يقدمون فناً راقياً محترماً ورسالة تليق بي، ولكني أشعر بلذة خاصة بالغناء لعبدالمطلب، لأن أغانيه مناسبة جدً لطبقة صوتي وأسلوبي، فالفنان يجب أن يختار ما يناسبه من أغان حتي يصل لمرحلة السلطنة، كما أن عبدالمطلب قدم كل الألوان الغنائية من موال ومقامات غنائية وموضوعات شعبية. لماذا لم تقدم دويتو مع أي من الفنانين المصريين؟ - للأسف الشديد كنت أتمني لو يحالفني الحظ لمشاركة دويتو مع كل النجوم المصريين، خاصة أنني شاركت معظمهم في تقديم حفلات ومن بينهم الفنانون محمد الحلو ومدحت صالح وهاني شاكر وعلي الحجار وريهام عبدالحكيم ومي فاروق ومروة ناجي وأنغام ونادية مصطفي، فهؤلاء عندما أكون بمصر أحافظ أن أحضر حفلاتهم واستمتع بغنائهم لأنهم فنانون ذات طاقات إبداعية كبيرة جداً، وفي المغرب لديهم جماهيرية عظيمة والجمهور المغربي يحفظ أغنياتهم. كل هذا الحب لمصر.. لماذا لم تفكر بالعيش بمصر مثلما فعلت ابنة بلدك سميرة سعيد؟ - فكرت في ذلك كثيراً.. ولكن الظروف أكبر مني بكثير، ولكن بعد أن كان حضوري فقط كل عام من أجل المهرجان، أصبحت أتواجد كثيراً وأحاول أن أتعاقد علي عدد من الحفلات لألتقي الجمهور المصري الحبيب، بالإضافة إلي أن النجمة سميرة سعيد نجمة كبيرة ولها اسمها واختارت لنفسها هذا الطريق منذ فترة طويلة حتي أصبحت مصرية بالفعل، وصنعت لنفسها نجومية وأنا أتشرف أنها من نفس بلدي، فهي طاقة فنية وإبداعية كبيرة جداً. كيف تشكل وجدان فؤاد زبادي بالموسيقي المصرية؟ - في المغرب يذيعون الأغاني المصرية، وكنا نستمع لأغاني شادية وكارم محمود وعبدالغني السيد ومحمد فوزي، لكن أميل لغناء القصائد والأغنيات الطويلة، ولكن بمجرد أن تعمقت في الموسيقي المصرية والأغاني المصرية الجميلة، وجدت نفسي أسمعها كثيراً وأغنيها كثيراً، فالفن هو الوسيلة الأقرب التي علمتنا اللهجة المصرية.