أكد أحمد بن عبدالعزيز قطان سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة أن التحالف الاسلامى لن يكون بديلا للقوة العربية المشتركة، وأنه يختلف فى طبيعة عمله عنها، ومن المقرر أن تكون القوة العربية المشتركة حامية للدول العربية من المخاطر التى تواجهها، وشدد على أن هناك اتصالات ومسارات متواصلة لإنشاء القوة العربية، وسوف ترى النور فى الوقت المناسب بعد الاتفاق على كافة الأمور، مضيفاً: «نحن نرغب فى أن تكون قوة حقيقية تضم مشاركة عالية من دول كثيرة، ونحن نقدر حرص مصر على إنشاء القوة.. مصر دولة كبيرة تمتلك قوة جبارة وتسليحًا قويًا». وقال «قطان» إن الملك سلمان بن عبدالعزيز سوف يزور مصر قريبا جدا، وأضاف فى مؤتمر صحفى عقده بالقاهرة أن هناك تفاهمات فى كل المجالات، ويجب أن تكون الزيارة تتويجاً لهذا العمل الذى يجرى بكل جهد وإخلاص من مؤسسات البلدين. وأضاف: «نعلم قيمة مصر وما تحتاجه، ومصر أيضاً تعرف قيمة المملكة، وأرجو من الاعلام أن يبنى توجهاته على حقائق، فهناك أشخاص لا هدف لهم إلا تحقيق أهداف إقليمية أخرى ولن نسمح لهم بهذا». وأكد «قطان» أن زيادة حجم الاستثمارات إلى 60 مليار جنيه سيزيد من التعاون بين البلدين فى كل المجالات. وأشار إلي أن خادم الحرمين حريص على مستقبل مصر، وهو ما دفعه إلى إصدار توجيهاته الأخيرة التى ستساهم فى دعم الاقتصاد المصرى، قائلا: «انخفاض أسعار البترول لن يثنينا عن دعم مصر». وأوضح أن التوجيهات الأخيرة لخادم الحرمين بدعم مصر ستساهم فى تقليل أعباء النقد الأجنبى التى تنفق على المواد البترولية والتى تبلغ 600 مليون دولار شهريا أو ما يعاد ل7 مليارات دولار فى العام، ومن ثم سيؤدى هذا الأمر إلى تخفيف عجز الموازنة العامة للدولة ودعم موقف الحكومة تجاه الشركات النفطية فى مصر وتقليل مديونيات الحكومة المستحقة لهذه الشركات والبالغة 3 مليارات دولار. وأكد «قطان» أن التوجيهات الأخيرة ستدعم مشروعى استصلاح المليون ونصف فدان ومحور قناة السويس، كما أن توجيه السفن السعودية عبر قناة السويس سيزيد من إيرادات مصر من الاحتياطى الأجنبى. وأوضح أن ثقة المستثمر العربى والسعودى ستزداد بعد الاتفاق الأخير، حيث إن من شأنه ضخ المزيد من الاستثمارات قائلا: «هذه العلاقات السعودية المصرية سوف تزداد قوة وصلابة.. لا غنى لمصر عن السعودية ولاغنى للسعودية عن مصر.. هما أكبر دولتين وجناحى هذه الأمة». ونفى «قطان» أن تكون هناك مشروعات بعينها تفرضها المملكة من خلال الاستثمارات السعودية الجديدة التى تقررت مؤخراً. وأضاف أن الاستثمارات التى سيتم تنفيذها بين البلدين تتعلق باحتياجات مصر وحكومة مصر هى التى تحدد هذه المشروعات، وأوضح أن هذه الاستثمارات سوف تعود بالنفع على الجانبين، قائلا: «ما سمعناه من وزير الاستثمار المصرى فى منتهى الجدية والروعة». وانتقد السفير أحمد قطان تناول الإعلام المصرى للعلاقات المصرية - السعودية بصورة تسئ للبلدين، حسب وصفه. وأضاف أن 90٪ مما يكتب وينشر فى الصحف المصرية بخصوص علاقة البلدين لا علاقة له بالحقيقة .. هناك تشكيك فى العلاقة .. تشكيك فى توجه قيادتى البلدين. ووجه حديثه إلى الإعلاميين المصريين قائلا: «تحروا الدقة وتفاءلوا». ونفى سفير خادم الحرمين الشريفين فى القاهرة بشدة وجود أى خلافات مصرية سعودية فى أى من القضايا، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين ممتازة. وأضاف فى المؤتمر الصحفى أنه من الطبيعى أن يكون هناك اختلاف فى وجهات النظر بخصوص بعض الأمور، وهذا أمر متعارف عليه بين الدول حتى الشقيقة، مشيراً إلى أن هذا لا ينفى وجود تطابق 100% بين البلدين فى جميع القضايا بما فيها القضية السورية. وأشار إلى أن هدف كل من مصر والسعودية تجاه الأزمة السورية هو هدف واحد مشترك وهو وقف هذه المجازر التى تبيد الشعب السورى قائلا: «هل من المعقول وجود 10 ملايين سورى خارج سوريا ؟ هل من الطبيعى ان نتفرج على إبادة شعب عربى بهذه الصورة ؟ البراميل المتفجرة والطائرات ترد الى سوريا من دول اخرى.. هل بهذه الطريقة يقوم الشعب السورى بتقرير مصيره ؟.. هناك قوات من ايران وحزب الله وروسيا والسعودية تقف مع الشعب الشورى ضد من يحاول إبادته وكما وقفنا مع الثورة المصرية سنقف مع الثورة السورية». وأوضح أن كلا من مصر والسعودية لديهما رغبة مشتركة وهدف واحد يتعلق باستمرار سوريا موحدة، وهذا لن يحدث إلا تنفيذ مقررات جنيف 1، مضيفا: «نشعر بألم عميق وحزن ومن يقف وراء النظام السورى سيدفع الثمن قريبا». كما نفى السفير أحمد بن عبد العزيز قطان وجود أى لبس فيما يتعلق بإعلان الرياض تشكيل التحالف الإسلامى العسكرى ، مشيرا إلى أن السعودية أجرت عدة مشاورات مع الدول التى شملها هذا التحالف قبل إعلانه، وأضاف أن إعلان التحالف قرار تاريخى ورسالة للعالم كله تؤكد أن الدول الإسلامية تواجه الإرهاب بكل حزم وحسم ، لافتا إلى أن الرياض سوف تشارك فى التحالف بكل إمكانياتها. ورداً على سؤال حول وجود تباين بين مواقف الدول الأعضاء فى التحالف الإسلامى، قال «قطان»: «أولاً ليس هناك أفضل من أن يكون لدينا هدف واحد وهو محاربة التنظيمات الإرهاب ونضع كل من يشارك فى التحالف أمام المسئولية، أما إذا كان المقصود من السؤال العلاقة المصرية القطرية والعلاقة المصرية التركية فأنا أقول إنها لن تبقى على هذا الحال ونحن جميعا فى مركب واحد لمواجهة الخطر». وحول التنظيمات التى ستكون هدفاً للتحالف الإسلامى قال «قطان»: «لن نسمى تنظيمًا بعينه ولكن أى تنظيم متطرف سيكون هدفا لنا». وحول الوضع فى اليمن، قال السفير قطان إن المملكة لن تتخلى عما تقوم به فى اليمن قبل عودة الشرعية وانسحاب القوات الأجنبية من الأراضى اليمنية وتسليم السلاح للحكومة الشرعية فى البلاد. وأضاف أن إيران تحاول أن تصور أن الصراع الدائر فى اليمن سنى – شيعى وهو أمر غير حقيقى بالمرة.. الأمر يتعلق بانقلاب مجموعة من الحوثيين وجماعات مسلحة ل«على عبدالله صالح» على السلطة الشرعية فى دولة اليمن التى تقع جنوب السعودية، وبالتالى هناك بُعد أمنى تحركنا من أجله بطلب من الرئيس الشرعى لليمن وخط أحمر لا نقبل المساس به. وأضاف: «إيران تتدخل فى شئوننا دون وجه حق وتريد أن تهيمن على الخليج العربى، وأقول لإيران مجدداً إياكم أن تختبروا قوة المملكة العربية السعودية.. اختبرتموها فى البحرين ووجدتم ما رأيتم وسوف يتكرر الأمر فى اليمن». واستطرد قائلا: «إيران نواياها سيئة.. ولنا فى لبنان المثال، حيث إن شخصًا فى الجنوب يدمر دولة بأكملها.. ولنا أمثلة أخرى متمثلة فى شبكات التجسس الإيرانية التى تم ضبطها مؤخراً فى دول خليجية». ورداً على سؤال حول ما نشر بشأن وجود أزمة تتعلق بتأشيرات العمرة، قال «قطان» إن شركات السياحة المصرية هى التى افتعلت هذه الأزمة غير الحقيقية. وأضاف أن ما تردد بشأن إعادة القنصلية السعودية نحو 14 ألف جواز سفر مصرى من دون الحصول على تأشيرة عمرة هو كذب وافتراء وتشويه لعمل السفارة السعودية، وأضاف القنصلية السعودية بالقاهرة تصدر أكثر من 2 مليون تأشيرة للمصريين سنويا، ومن غير المنطقى تصديق كل ما نشر فى هذا الشأن مؤخراً.