أكد السفير السعودى بالقاهرة أحمد قطان أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز سوف يقوم قريبا بزيارة القاهرة، تلبية للدعوة الرسمية التى تلقاها من الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الزيارة التى قام بها الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودى مؤخرا لمصر. أضاف أن هذه الزيارة تأتى تأكيدا للطفرة التى تمر بها العلاقات المصرية السعودية . وقال عميد الدبلوماسيين العرب فى اجتماع مع عدد من رؤساء تحرير الصحف المصرية والكتاب أن الجانب السعودى يهتم بدفع الاستثمارات السعودية فى مصر، مشيرا إلى وجود وفدين من رجال الأعمال فى مصر لبحث سبل التعاون وبيئة الاستثمار. وأوضح أن هناك تفاهمات كبيرة مع الحكومة المصرية فى هذا الشأن. وأعلن السفير السعودى أن هناك خططا لتطوير التعاون الثقافى والإعلامى بين البلدين، وتم بالفعل الترتيب لعقد لقاءات تجمع بين مثقفين وإعلاميين سعوديين ومصريين فى الفترة المقبلة. وأكد السفير أحمد قطان ان قرار الملك سلمان بتنفيذ عاصفة الحزم أعاد الهيبة للأمة العربية، وأثبت قدرة العالم العربى على اتخاذ قراره بنفسه، موضحا أن التعاون بين مصر والسعودية يعد نموذجا مهما فى هذا الأمر . وقال «أذكركم أن الملك سلمان كرر ثلاث مرات عند لقاء سامح شكرى وزير الخارجية المصرى حرصه على دعم مصر، ولا يوجد خلاف بين أى من القيادات فى المملكة على الموقف من مصر . ولا يمكن لأحد أن يعكر صفو هذه العلاقات». حضر اللقاء مجدى سرحان رئيس تحرير «الوفد» وفهمى عنبة رئيس تحرير «الجمهورية» وخالد صلاح رئيس تحرير «اليوم السابع»، و مجدى الجلاد رئيس تحرير« الوطن»، وعماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» وعلاء حيدر رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط، ومحمود مسلم رئيس تحرير «المصرى اليوم»، ومجموعة من الكتاب الصحفيين. وقال السفير السعودى إنه لن يرد على ما يقوله الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل بشأن السعودية. وأوضح أن علاقة المملكة العربية السعودية مصر ستبقى قوية رغم أنف هيكل، مؤكدا أن «الرجل لا علاقة له بالحقائق ويقول كلاما مغلوطا فى التاريخ». وشدد السفير أحمد قطان علي أنه لا يمكن أن نسمح لهؤلاء القلائل فى مصر أن يعكروا صفو علاقات الشعبين مهما كتبوا ضدنا ومهما حاولوا الإساءة. وحول ما أثير عن زيارة خالد مشعل زعيم حركة حماس مؤخرا للمملكة قال السفير ان العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز، صافحه فقط بين مجموعة كبيرة من المصافحين بعد الصلاة فى الحرم، وأصدرنا بيانا بهذا المعنى. وأكد السفير أحمد قطان أن الكاتب السعودى جمال خاشقجى لا يمثل موقف المملكة العربية السعودية، فيما يكتبه عن الاخوان المسلمين،كما أن جمال وفهمى هويدى قالا من قبل ان المملكة العربية السعودية ستغير سياستها، «ولكن ردودنا على ذلك ظهرت فى شرم الشيخ عندما تم الإعلان عن 4 مليارات دولار دعما لمصر». وأوضح السفير أحمد قطان ان بعض الكتاب يتخذون من الوهابية طريقاً للهجوم على المملكة، ويعتبرون أنها أصل التطرف ويتخذون ذلك جسرا للهجوم على المملكة، مؤكدا أن «الإرهاب له أسباب كثيرة أبعد كثيرا من فكرة أو فقه، وهناك من يلونون التفسيرات لتخدم أهدافهم المتطرفة والإرهابية بصرف النظر عن الفقه أو المنهج الذى يتبعونه». وتابع: «هناك بعض الناس يتزيدون فى الهجوم، ويخطئون عندما يعتبرون الوهابية مذهباً وليس دعوة، وهذا دليل علي أنهم يجهلون ماذا يكتبون». وفى الشأن اليمنى قال السفير السعودي: إن على عبدالله صالح هو الذى دمر اليمن، وأهدر أموال المساعدات، وضيع على شعبه فرص الاستقرار، مشيرا إلى أنه «إذا كان هناك من يتصور أننا سنسمح لإيران بالعبث بكل الدول العربية فلن نقبل بذلك». أن اليمن خط أحمر «ولن نسمح لإيران بأن تعبث بأمن المنطقة إلى هذا الحد، وكل ما أطلبه من إيران ألا تختبر قوتنا لأننا عازمون على مواجهة ذلك». وقال ان الإيرانيين يحاولون العبث بأمن المنطقة سواء فى لبنان أو سوريا أو العراق وحاولوا فى البحرين. وأكد أن المملكة لم تسع فى أى وقت لحرب شاملة وتفاعلت مع كل المبادرات السلمية واستجابت لطلبات الهدنة وكل مرة يكسر الحوثيون وعلى عبدالله صالح الهدنة، وليس المملكة. وأوضح قطان أن إيران تسعى دائما للهيمنة من خلال خلق دولة داخل الدولة فى كل بلد عربى، كما حدث فى اليمن وكما حاولت مع الحوثيين. وحول مشاركة مصر فى قوات التحالف العربى أكد السفير قطان أن دور مصر والسعودية أساسى فى حماية الأمن القومى العربى، وأن أمن باب المندب هو أمن قناة السويس، ودور مصر هنا نابع من مصلحة أساسية لأمن مصر وللأمن القومى العربى. وقال إن إيران لن تغير سياستها فى النزوع الإمبراطورى ورغبتها فى السيطرة على الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن استعادة عدن هى الطريق لاستعادة كل اليمن ثم ستبدأ عملية إعادة البناء بالكامل. ونفى السفير السعودى إجراء أى مسئول سعودى زيارة للعاصمة السورية دمشق، مؤكدا أن ما تردد فى هذا الشأن غير صحيح. وقال قطان: «موقفنا من سوريا ثابت.. وبشار الأسد قتل 400 ألف من أبناء شعبه». وأضاف: «ان الفرق كبير بين علاقة السعودية مع سوريا، وعلاقة السعودية مع مصر.. والعنصر الأساسى هنا هو دور جيش مصر، والفرق بينه وبين الجيش السورى، ان جيش مصر جيش حر وجاء ليدعم شعب مصر ولا يتحرك إلا بإرادة هذا الشعب ولكن جيش سوريا جيش عقائدى لا يهمه الشعب السورى ولكن يهمه دعم النظام العقائدى فى دمشق»، مشدداً فى الوقت نفسه على عدم وجود خلاف بين القاهرة والرياض فيما يتعلق بالملف السورى.
