بعد غياب 12 عامًا، عاد الفنان وائل نور إلى شاشة السينما من خلال فيلم «الليلة الكبيرة» للمخرج سامح عبدالعزيز والمؤلف أحمد عبدالله، كانت عودته لشاشة السينما لافتة للانتباه لأن وائل نور يجيد اختيار أدواره الفنية، ويبحث دائمًا عن اعمال تضيف لرصيده الفنى.. والحقيقة أنه نجح من خلال عدد قليل من المشاهد فى جذب الانتباه وإثارة الفضول من جانب الجمهور والنقاد. من يتأمل أرشيف الرجل يكتشف أنه قدم أعمالًا مهمة فى السينما والدراما التلفزيونية وعندما اكتشف ان معالم الساحة الفنية تغيرت وباتت طاردة.. قال إن الابتعاد أفضل من تقديم أعمال تدفعه للندم وعندما عثر على عمل فنى راق ومهم قرر العودة. التقينا الفنان وائل نور وتحدثنا حول فيلم «الليلة الكبيرة» وكيف تؤثر السينما فى قضايا الواقع الاجتماعى ولماذا طالت فترة غيابه عن جمهوره. سألته: البعض يرى أن وائل نور تعرض للظلم ولم يأخذ حقه لذا قرر الابتعاد والاختفاء.. هل هذا صحيح؟ - ليس صحيحا اننى تعرضت للظلم.. فأنا انتمى الى جيل محظوظ، يكفى أن جيلى تعامل مع الكبار وتعلم منهم كثيرا، وكل فرصة كانت من نصيبى تعاملت معها بدقة وكنت حريص على استثمارها والاستفادة منها.. وعندما انتشرت موجة الأعمال التجارية قررت الابتعاد حفاظا على مشوارى.. فقد تعلمت وتربيت على أن الفن رسالة وليس بابا للتسلية، لذا احترمت المشاهد وفضلت الغياب. ولكن ما المغرى فى فيلم الليلة الكبيرة الذى دفعك للعودة؟ - عدت للسينما بعد غياب دام 12 عاما تقريبا.. ودفعنى للعودة قيمة الفيلم نفسه.. يضم فيلم «الليلة الكبيرة» 22 نجما ويناقش 22 مشكلة وقد رشحنى للدور المخرج الموهوب سامح عبدالعزيز والصديق أحمد عبدالله الذى قام بكتابة القصة والسيناريو.. بالمناسبة تربطنى بالكاتب أحمد عبدالله صداقة عمرها 25 سنة وكنت أتمنى العمل معه ومع سامح عبد العزيز لأنهما يقدمان سينما من لحم ودم.. لا أبالغ إذا قلت إننى سعيد بالعمل فى فيلم « الليلة الكبيرة « واعتبر عودتى بهذا الشكل أمرا جيدا جدا. وهل كانت مساحة الدور كافية لإظهار براعتك كممثل يريد لفت انتباه الجمهور بعد فترة طويلة من الغياب؟ - صحيح إن عدد مشاهدى فى الفيلم 11 مشهدا فقط لكن دورى مؤثر ومركب فى نفس الوقت.. قمت بأداء دوري بشكل جيد وبعيد عن المبالغة والفيلم تدور أحداثه فى يوم واحد.. وحمدا لله نجحت فى ترك انطباع إيجابى فى عقل الجمهور والنقاد لأننى درست الدور بشكل جيد وكنت حريصا على تقديم كل التفاصيل. وبماذا تفسر خروج فيلم «الليلة الكبيرة» دون جوائز من مهرجان القاهرة السينمائى؟ - خروج «الليلة الكبيرة» دون جائزة فى مهرجان القاهرة السينمائى لا ينتقص من قدر أو قيمة الفيلم.. بكل تأكيد لجنة التحكيم رأت أن هناك أعمال أفضل تستحق الجائزة، فى المهرجانات تكون المنافسة شديدة وهناك أعمالا متميزة تنافس على الجائزة. حدثنا عن إحساسك بعد خروج الفيلم دون جائزة؟ - بصراحة شديدة شعرت بالحزن لأن الفيلم كما قلت فى بداية حديثى غنى ويعتمد على 22 نجما ومكتوبا بشكل جيد وقد انفق عليه المنتج أحمد السبكى بشكل جيد.. كنت أتمنى أن يفوز الفيلم بجائزة لكن هيهات أن يروى العطشان كثر التمنى.. الحمد لله على كل شىء. هل كانت هناك صعوبة فى التكيف مع العمل بعد غيابك الطويل؟ - لا أبالغ إذا قلت اننى كنت أشبه بممثل مبتدئ يحاول استثمار فرصة جيدة.. كنت مرعوب ولكن المخرج الموهوب سامح عبدالعزيز نجح فى أن يحتوى خوفى ولذا قدمت دورى بشكل جيد وأشاد به الجمهور والنقاد.. فرغم قلة عدد المشاهد فإننى نجحت فى لفت الانتباه وهذا يؤكد أن الدور ليس بالمساحة ولكن بإتقان فن التمثيل.. والفنان الجيد هو الذى ينجح فى إقناع الناس بدوره. ابتعدت عن السينما بمحض إرادتك.. كيف ترى حالها بعد العودة؟ - السينما المصرية تمر بظروف صعبة جدا.. وتحتاج الى 15 منتجا حتى تستطيع عبور محنتها وأتمنى أن تعود الدولة للإنتاج.. وجود عدد كبير من المنتجين يصب فى صالح المشاهد، لأن كثرة المنتجين يعنى أن هناك أفلاما كثيرة سوف تخرج للنور وترضى جميع الأذواق.. الناس تبحث عن الأكشن والرومانسى والاستعراضى وتلبية كل الأذواق أمر جيد.. الشىء المزعج أن نترك صناعة السينما فى يد فرد واحد يتحكم فيها كيفما يشاء. هناك محاولة لتقديم جزء سادس من مسلسل «ليالى الحلمية» كيف ترى هذا الأمر؟ - أنا ضد هذه الفكرة لأن الهدف منها استثمار نجاح قديم.. وعلى المتحمسين للفكرة إدراك أنهم يخوضون تحديا بالغ الخطورة لأن هناك كيمياء خاصة كانت تربط بين الراحلين أسامة أنور عكاشة والمخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ.. أتمنى أن يجتهد الجيل الجديد فى تقديم أعمال جديدة تحمل روح وإيقاع هذا العصر. لكن الاعتراض على تقديم جزء سادس.. ربما يفسره البعض على أنها مصادرة؟ - علينا أن ننتظر حتى يتأكد صدق كلامى ولكن أنا أتحدث بثقة شديدة لأننى عملت مع أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ فى مسلسل «المصراوية» وأعرف جيدا أن هناك علاقة ود بينهما وتفاهم وكانت هذه العلاقة تخرج للناس من خلال الكاميرا لكن الآن رحل الاثنان فمن أين يأتى التفاؤل.. كما أن بعض الممثلين المشاركين فى الأجزاء القديمة، قد رحلوا عن الحياة ومن الصعب تعويضهم بآخرين. كيف يرى وائل نور حال الدراما المصرية؟ - الدراما المصرية بخير.. فمن يتأمل حالها يكتشف أن هناك تطورا كبيرا فى التكنيك وفى الموضوعات والأفكار.. وهذا جعلها فى المقدمة فى عالمنا العربى رغم الزحف التركى والهندى على الفضائيات العربية.. الشىء الذى لا يعجبنى فى الدراما فقط هو تدنى لغة الحوار فى بعض الأعمال وأتمنى أن يدرك الكتاب أن الدراما المصرية لها تاريخ كبير ومشرف.. والأرشيف يضم أعمالا كبيرة وعظيمة تم من خلالها تقديم أفكار ورسائل مفيدة للمتلقى. لماذا تتواجد فى الاسكندرية حاليا؟ - أقوم بعرض مسرحية تحمل عنوان «الغابة المسحورة» وهى من إنتاج إيهاب الشريف ورؤية وإخراج وليد جابر ويشاركنى البطولة الفنان أحمد راسم ومحمد يحيى.. وسوف ينتهى العرض أول يناير القادم. وما مشروعك الفنى القادم؟ - وقعت على بطولة فيلم «عربية ترحيلات» من إنتاج وإخراج سها الباجورى وتأليف أحمد فرحات ويشاركنى البطولة دلال عبد العزيز ومحمود الجندى وأقوم بأداء دور رجل أعمال يتاجر فى الآثار. بماذا تنصح الجيل الجديد بعد خبرتك الطويلة؟ - تأكدت أن عمر النجومية فى بلدنا لا يتجاوز بأى حسابات الخمس سنوات لذا أنصح الجيل الجديد بالتواضع والهدوء لأن الأيام لا تحمل الأمان دائما وعلى الإنسان أن يقرأ التجارب السابقة جيد حتى يتعلم منها ولا يرتكب تصرفات تدفعه للندم بعد ذلك.