ميرفت أمين: أبحث عن دور يستفزني

ما زالت الفنانة الكبيرة ميرفت أمين تحافظ على الصدارة رغم تعاقب الأجيال، وما زالت فتاة أحلام الجميع.. ميرفت تلونت وفق مرحلتها العمرية حتى وصلت إلى أدوار الأم والحماة، وتجرأت حتى جسّدت دور نجمة كبيرة تنحسر عنها الأدوار فى فيلمها الجديد «بتوقيت القاهرة»، الذى تعود به لتشارك النجم الكبير نور الشريف من جديد بطولة عمل سينمائى بعد غياب 13 عاما منذ آخر أعمالهما فيلم «أولى ثانوى».. ميرفت تحدثت فى حوارها مع «التحرير» عن تجربتها فى فيلم «حماتى بتحبنى» وعن «بتوقيت القاهرة» وترشيحها لتجسيد البطولة مع الفنان عادل إمام فى مسلسل «أستاذ ورئيس قسم».
■ حدثينا عن مسلسل أستاذ ورئيس قسم مع الفنان عادل إمام، وعن الترشيح للعمل والدور؟
- تعاونت مع عادل إمام فى السينما فى عديد من المرات، وهو صديق عزيز وفنان كبير، وكنا نرغب فى التعاون معا بعد نجاح فيلم مرجان أحمد مرجان ، لكن لم تشأ الصدف أن عرض علينا عمل مناسب، حتى جاء سيناريو مسلسل أستاذ ورئيس قسم ، الذى عرضه علىَّ المنتج تامر مرسى، وفور قراءة العمل أعجبنى الدور، وشعرت أنه مختلف، وسيكون إضافة لى فى عالم الدراما، وسأكتفى بهذا الكلام عن دورى، حيث لا أستطيع الإفصاح عن الشخصية أكثر من ذلك، كما أن السيناريو فى مرحلة الكتابة، وهناك كثير من التعديلات التى تجرى عليه، ولهذا فالصورة غير مكتملة بشكل نهائى، كما أن هناك اتفاقا مبرما بيننا على عدم الإفصاح عن تفاصيل المسلسل، وترك العمل يتحدث عن نفسه بعد العرض، وحاليا نجرى جلسات عمل مكثفة على الشخصيات والتفاصيل، وسعيدة جدا بالتعاون من جديد مع السيناريست المبدع يوسف معاطى، الذى سبق أن تعاونت معه أيضا ومع عادل إمام فى فيلم مرجان أحمد مرجان .. وأتمنى أن ينال المسلسل إعجاب الناس.
■ آخر أعمالك التليفزيونية هو مسلسل مدرسة الأحلام ، الذى عرض فقط على التليفزيون المصرى ولم يحظ بالنجاح المطلوب بنسبة مشاهدة عالية، فهل هذا سبب ابتعادك عن الدراما فى الفترة الأخيرة والتركيز فى التليفزيون؟
- هذا المسلسل واجه مشكلات عديدة فى أثناء التصوير، وفكرة عرضه على المحطات الأرضية وتسويقه تخص شركة الإنتاج، وهو مسلسل جيد لكن نقصه التسويق، وكثير من الناس تابعوه بالفعل وأثنوا عليه، وعموما أنا دائما أفكر بشكل مستقبلى، وأنظر أمامى ولا أبحث فى ما مضى، وأنا فى كل الأحوال ضيفة على التليفزيون، وأحاول أن أختار الأفضل بين ما يعرض علىّ، ورجوعى إلى السينما غير مرتبط بأى شىء سوى أننى وجدت أعمالا جيدة فقط، لا غير.
■ وما رأيك فى مستوى الدراما التليفزيونية فى الفترة الأخيرة؟ وهل صحيح أنك أشدتِ بمسلسل سجن النسا ؟
- الدراما فى تقدم كبير جدا، يكاد يكون مذهلا، هذا بوجه عام من حيث التنفيذ والأفكار والإخراج ومستوى الممثلين والتقنيات الحديثة، لكن مشاهداتى فى الدراما ليست شاملة، لأن الأعمال تعرض ليلا ونهارا فى رمضان، ولذلك أنتقى أعمالا محددة، وخصصت كل وقتى للمشاهدة فى رمضان الماضى لمسلسل سجن النسا ، وهو بصراحة من أجمل وأهم المسلسلات التى تابعتها فى الفترة الأخيرة، وتميز بالحرفية الشديدة فى كل شىء، بداية من الديكور للموسيقى للإخراج للتمثيل، ومن شدة إعجابى بالعمل اتصلت بكاملة أبو ذكرى ونيللى كريم أكثر من مرة لأحييهما على هذا العمل الرائع.
■ هل الدراما بتقنياتها الحديثة سبب إقبال نجوم السينما الكبار على الأعمال التليفزيونية مؤخرا؟ وما رأيك فى مقولة التليفزيون بيحرق نجم السينما ؟
- بالتأكيد التفوق الكبير فى شكل الصورة والتكنيك وإيقاع التليفزيون سهلوا الأمور على نجم السينما، فهو الآن يزور الشاشة الصغيرة بتقنيات السينما وسرعتها وإيقاعها وجمال صورتها وحبكة موضوعاتها، ولذلك لم يعد هناك أى خوف من أن يحرق النجم السينمائى نفسه فى التليفزيون بفعل المط والتقليدية أو اختلاف الصورة، لهذا أعتقد أن نجوم السينما وجدوا الأمر أكثر سهولة مما سبق، وأصبح التليفزيون مجالا شديد التميز مثل السينما.
■ وهل ترين نجم السينما أضاف إلى الدراما أم أن للدراما نجومها الذين لا ينافسهم نجوم السينما؟
- ما أعرفه أن الممثل ممثل، سواء فى السينما أو المسرح أو التليفزيون، والممثل الجيد يضيف إلى أى مكان، وهذه قاعدة تختصر كل شىء، أى ممثل متميز فى السينما لو اختار عملا محكما ودورا جيدا وفريق عمل متميزا بالتأكيد سينجح، وأى ممثل يأخد الأمور باستسهال مهما كان نجما لن يرحمه العمل ولا الجمهور وسيفشل.
■ انتهيت من تصوير فيلم بتوقيت القاهرة ، إخراج أمير رمسيس، حدثينا عن هذه التجربة ودورك فيه؟
- أولا أنا سعيدة جدا بهذا العمل، وأعتبره مميزا جدا، وسيحدث نقلة فى السينما، لأنه شديد الاختلاف، ونوعية السينما فى حاجة إليها حاليا، وممنوع أن أتحدث عن الدور، لكنى سأكتفى بالقول إنى أجسد شخصية فنانة غابت عنها الأضواء، ونكشف من خلال الأحداث كيف تعانى الفنانات بعد انحسار الاهتمام بهن.. وسعيدة جدا بالفيلم، لأن به نخبة مميزة من الممثلين الكبار والشباب، والكبار أغنياء عن التعريف وهم نور الشريف وسمير صبرى، أما الشباب فهم يستحقون الإشادة، ومنهم درة وآيتن عامر وشريف رمزى وكريم قاسم، والمخرج والمؤلف المميز أمير رمسيس، وتم تصوير الفيلم بين القاهرة والإسكندرية.
■ تشاركين فى بطولته مع الفنان نور الشريف بعد غياب أكثر من 13 عاما على آخر تعاون سينمائى بينكما، فلماذا كل هذا الانقطاع؟ وما الذى أضافته التجربة الجديدة إليكما؟
- أنا ونور تعاونَّا فى 28 فيلما سينمائيا، وهو رقم يمكن أن يدخل فى موسوعة الأرقام القياسية، ولا أعتقد أنه تكرر على الأقل فى تاريخ السينما المصرية، ونور بالنسبة إلىّ عشرة عمرى كله، فهو أخى وزميلى وصديقى العزيز وجزء من عائلتى، وأثق فيه بشكل لا يمكن وصفه، وأستشيره فى كل ما يخصنى، سواء كان شخصيا أو ما له علاقة بالعمل، ولهذا القرب لم أشعر أن هناك 13 عاما لم نقف فيها معا أمام الكاميرا، لكن طبعا عودتنا للتعاون تسعدنى جدا، خصوصا أن الجمهور يصدقنا جدا ويشعر بحالة الكيميا التى تجمعنا.
■ هل كان وجوده فى الفيلم أحد أسباب موافقتك عليه، وما الذى جذبك للعمل بوجه عام؟
- بالتأكيد، نور من أهم عوامل سعادتى بالعمل وموافقتى عليه، لكن بالتأكيد لو لم يكن الدور مناسبا كان نور نفسه رفض أن أقبله، وعموما أنا أختار أدوارى وفق بعض القواعد أو الطقوس، فأقرأ السيناريو ككل، إذا أعجبنى كانت هذه هى الخطوة الأولى، ثم أتطرق إلى دورى، وهل هو مؤثر ومهم بالنسبة إلى الفيلم أم لو تم الاستغناء عنه سيكون الفيلم شغال عادى ، ووقتها أقرر هل أقبل أم لا، وفى هذا الفيلم عندما بدأت القراءة شعرت أنى رغم خبرتى وعمرى الطويلين لم أجسد دورا مثل هذا.
■ تعاملتِ مع كبار المخرجين فى السينما المصرية، فما رأيك فى تجربتك مع مخرج شاب هو أمير رمسيس؟
- أمير مخرج متميز جدا وواعد وموهوب ومن أفضل المخرجين الشباب، وهو أيضا مؤلف، أى صاحب فكر ورؤية، ورغم خبرتى بالفعل مع أكبر المخرجين فإننى لاحظت أن أمير مخرج يضفى روحا جميلة على العمل، والحياة جميلة معاه ، وهو يركز على كل التفاصيل الصغيرة، وأحيانا كان يشرح لى المشهد ونبدأ فى تمثيله، وفى أثناء التصوير يطلب منى إضافة شىء ونقوم بإعادة المشهد حتى يخرج فى أفضل صورة، وفى الحقيقة علمتنى خبرتى الطويلة أن أكون مطيعة جدا للمخرج، سواء أكان كبيرا أو صغيرا، لأنه رب العمل، وكذلك نور الشريف ممثل مطيع جدا وينفذ وجهة نظر المخرج.
■ هل كانت هناك مشاهد صعبة فى أثناء التصوير؟
- معظم المشاهد صعبة جدا رغم بساطتها، لأنها تتطلب إحساسا كبيرا ومشاعر وانفعالات داخلية، وهذا يتطلب تركيزا كبيرا.
■ بتوقيت القاهرة .. هل يصنف كفيلم مهرجانات، خصوصًا أنه شارك بعرضه الأول فى مهرجان دبى السينمائى خلال أيام؟
- هو فيلم جيد بوجه عام ويمثل عودة قوية للسينما المتوازنة، ويصلح للمهرجانات وللجمهور، ولا تعارض بين الاثنين، فالعمل إذا كان متقنا وممتعا سيرضى الجميع.
أراهن على هذا الفيلم الذى سيُعرض غدًا من خلال فاعليات مهرجان دبى وأتمنى حصوله على جائزة تليق به.
■ وماذا عن توقعاتك لعرضه أوائل العام المقبل فى دور العرض المصرية؟
- أتوقع إقبالًا جماهيريًّا كبيرًا على الفيلم، خصوصا لعودة نور الشريف، كما أن الفيلم يضم فنانين من أجيال مختلفة، وأعتقد أن هذاين السببين من أهم عوامل نجاحه، خصوصا أننا نحتاج إلى مثل هذا النوع من الأفلام التى تضم موضوعات مختلفة ويتعاون فى صناعتها أجيال مختلفة من الفنانين.
■ شاركتِ أيضا فى فيلم كوميدى هو حماتى بتحبنى مع حمادة هلال وإيمان العاصى وإنتاج أحمد السبكى.. فما سر قبولك هذا الفيلم؟ وما رأيك فى التجربة؟
- الفيلم كان تجربة لطيفة جدا، وأعجبتنى الطرافة فى التناول والجانب الكوميدى به، ورغم أنى حماة طيبة فإننى تقمصت دور الحماة الشريرة.
■ وهل تابعتِ الإيرادات؟ وما ملاحظاتك على الفيلم بعد مشاهدته؟
- وصلتنى ردود أفعال إيجابية جدا، وكنت خارج مصر وقتها ولم أشاهد الفيلم بعد اكتماله، ومن عاداتى السيئة أننى لا أحب مشاهدة أفلامى على الإطلاق، لأنى دائما غير راضية عن أدائى وأؤنب نفسى وأشعر أنه كان يمكننى أن أؤدى المشهد بطريقة أفضل.
■ مِن الجيل الجديد، من أبرز النجمات اللاتى يعجبك أداؤهن؟
- الجيل الجديد به كثير من النجوم والموهوبين، ولا أخص فنانة بعينها أو فنانا بعينه، لكننى أرى دنيا سمير غانم تحديدا حالة خاصة ومميزة، ولها مستقبل كبير جدا.
■ وما نصيحتك للأجيال الجديدة حتى يستمروا فى النجاح ويحافظوا عليه؟
- أهم شىء الاجتهاد ومذاكرة الدور والإخلاص فى أدائه كأنه أول عمل، وبنفس روح المغامرة يجب أن نختار ونخوض تجارب جديدة وأدوارا مختلفة، حتى تتكون الخبرة، ويرى الجمهور كل طاقات الممثل، ودائما يجب البحث عن الجديد، وأنا مثلا سأعتزل فى اليوم الذى لن أجد فيه دورا جديدا يستفزنى وأقدمه إلى جمهورى، فلست مضطرة أبدا إلى الوجود دون أى فائدة.