بعيدًا عن ضجيج مدينة القليوبية ومحركات التكنولوجيا، يسود أنين الفقراء وسقيع المحتاجين في مخيمات الخانكة حيث المئات من المشردين من أبناء الدولة المصرية الذين لم يجدو مأوي لهم إلا بعض الخيام التي لا تصد أمطار الشتاء ولا تقي من قيظ الصيف. وفي الوقت الذي يقضي فيه العشرات نحبهم جراء بردوة الشتاء تقضي مخيمات الخانكة كأقوي دليل علي العناية الالهية لبشر لا حول لهم ولا قوة أمام لامبالاة البعض وإنكار المسؤلين لتلك الفئات المهمشة. انتشر الإهمال بالمنطقة حيث يتواجد العديد من البطاطين المتهالكة والخيم الممزقة، التي لا يجد السكان غيرها للحماية بها من بردوة الشتاء القاسية والأمطار التي تهدد حياتهم نتيجة اخلاطها بالكهرباء أثناء تساقطها وتتسب في موت العديد من الأطفال. عيون أعماها الفقر في إحدى الخيام تجلس امرأة في الثلاثينات فاقده بصرها لا حول لها ولا قوة وعند سؤالها عن سبب العمي، قالت: "إنها في إحدي الأيام أصيبت بمرض بعينها وحذرها الأطباء من عدم التعرض لاشاعة الشمس ولكن معيشتها بالخيام فرضت عليها العمى". أقدام شلها العجز وذكرت إحدى السيدات أنها أصيبت بالشلل منذ 9 أشهر نتيجة لتلك المعيشة المليئة بالأمراض والأوبئة، وأنها استغاثت بالعديد من المسؤلين لتقديم لها العلاج من أجل الشفاء ولكن لا أحد يستجيب، وأضافت باكية أنها لم تستطيع المعيشة وتحمل تلك الإهانات التي يتعرضون لها يومياً في غياب دور المسؤلين عن حل تلك الأزمات. أطفال يهدر مستقبلهم أطفال في ريعان العمر يعيشون بتلك الخيام ولا يستطيعون المذاكرة والذهاب إلى المدارس نظرًا لعدم توافر الأساليب اللازمة لذلك مثل انعدام الأموال وعدم توافر الاجواء المناسبة لقيام الاطفال بالمذاكرة، أما عن ابائهم فلا حول لهم ولا قوة لا يستطيعون صد ولا رد. صرخات السكان اشتكي العديد من سكان الخيام من تلك المعاناة والمشكلات التي تلاحقهم يوماً بعد يوم نتيجة سكنهم للخيام في الشتاء مع البرودة القاسية التي تهتك أعظامهم فضلاً عن تساقط الأمطار التي تهدد أرواحهم بسبب نزولها على الكهرباء ما يؤدي إلي وفاة العديد من السكان. وفي هذا الصدد، قالت محاسن عاطف، إحدى سكان الخيام: "نعاني دائمًا من تلك المعيشة بسبب تواجدنا دائما بتلك الخيم في بردوة الشتاء ولكن الأمر يزداد صعوبة عند تساقط الأمطار، فالمطر بينزل علينا واحنا نايمين في الخيم وولي بيتحرك من مكانه وبنزل الأرض بيتكهرب". وأعرب صبحي عبدالفتاح، عن استيائة الشديد من عدم استجابة المسؤلين ،حيث اكد ان جميع السكان قدموا العديد من الشكاوي ولكن لا أحد يستجيب لهم وان محافظ القليوبية المهندس محمد عبدالظاهر وعدهم اكثر من مره ببناء مساكن لهم ولكنه لم ينفذ وعده ، متسائل كيف نكون من أبناء مصرويحدث لنا كل هذا؟ وأضاف عبدالفتاح أن تلك المعيشة لا تصلح للحياة الآدمية حيث أنهم يعيشون منذ عامين بهذه الخيم بدون حمامات وسط الثعابين والعقارب التي تسكن مساكنهم وتلدع اطفالهم ونسائهم،مطالباً محافظ القليوبية بحجرة تلم شمل اولادهم من الامراض والضياع. وقالت أم محمد التي فقدت بصرها بسبب المعيشة بتلك الخيام، إنها لا تستطيع حماية أولادها من الحيوانات التي تتردد عليهم ومن الأمطار التي تتساقط في فصل الشتاء بسبب فقدنها لبصرها، متابعة: "أنا مش عايزه أخف.. أنا عايزه بيت أقفل الباب علي ولادي عشان اطمن عليهم ". وأكدت الحاجه سامية، مدى الإهمال الذي يلاحقهم نتيجة تلك المعيشة وانها أصيبت بجلطه بسبب الأهمال والامراض وعدم قدرتها على شراء العلاج فضلاً عن الأمطار التي تتساقط فوق روسهم وعد قدرتهم علي الأختباء منها نتيجة الاعاقة التي اصيبت بها. واشارت إلي ان العديد من الاطفال لقوا نحبهم بالشتاء الماضي بسبب الكهرباء التي تكهرب الخيم بسبب تساقط الامطار عليها وأنه لا حل لدى السكان غير الاستسلام بالأمر الواقع. وأكدت الحاجة سامية أن محافظة القليوبية قامت بطردهم من مسكنهم منذ عامين بحجة إقامة مشروعة للدولة وان هذه المساكن ليست ملكهم، في مقابل تعويضهم بمساكن أخرى، ولكن حتي الان لم يعوضوا بشيء. شاهد الفيديو: