نشرت الصحف العالمية اليوم الأربعاء العديد من التحليلات والتوقعات حول الأزمة الراهنة بين روسياوتركيا بسبب إسقاط الأخيرة مقاتلة روسية في سوريا، وتباينت توقعاتهم بين أن تلك الأزمة تنذر بحرب عالمية ثالثة أو على الأقل إقليمية، فيما رأى البعض أنها لن تتطور أكثر من "الحرب الكلامية" والتصريحات التي خرجت من كلا الطرفين، وتناول البعض الأزمة من الناحية الاقتصادية وتأثيرها على الدولتين. شبهت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية تلك الأزمة بأنها أشبه بحرب باردة في المنطقة، محذرة من إمكانية تأثيرها على فرص التفاهم الدبلوماسي بشأن الأزمة السورية. وقال الكاتب الأمريكي "أندرو بووين" في تحليل نشرته صحيفة (ناشيونال إنتريست) الأمريكية: إذا لم تبادر الدولتان روسياوتركيا لحوار مباشر لنزع فتيل الصراع بينهما، فإن حادثة إسقاط إحداهما لمقاتلات الأخرى بسوريا قد يتكرر، وهو ما ينذر بحرب جوية تركية روسية في سوريا. رأت صحيفة (جارديان) البريطانية أن الحرب الكلامية بين تركياوروسيا أقصى ما يمكن أن تصل إليه الأمور بينهما، وأرجعت الصحيفة السبب في ذلك إلى إن تركيا تعتبر ثاني أكبر شريك اقتصادي لروسيا كما أن 60% من الغاز التركي الطبيعي يأتي من روسيا، لذا فإن التبعية الاقتصادية وغيرها من الأسباب الأخرى المعقولة، ستجعل أردوغان يقرر عدم تطوير هذا الموضوع". وهو ما اتفقت عليه صحيفة (تليجراف) البريطانية أيضا، حيث قالت إن احتمالية أن يتسبب حادث إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية فى انزلاق موسكو والغرب إلى حرب عالمية ثالثة ضعيف للغاية، إلا أنه يظهر مدى خطورة الأزمة السورية على العالم بأسره. ومن جانبها قالت مجلة (إيكونوميست) البريطانية أن إسقاط المقاتلة الروسية كان مواجهة بانتظار الحدوث، وأن الإحباط التركي من التدخل الروسي في سوريا ظل يتأجج لعدة أشهر وكل ما كان يلزم هو مجرد شرارة. أما مجلة (فورين فوليسي) الأمريكية فتسائلت هل سيستخدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سلاح الطاقة ضد تركيا ردا على إسقاط الأخيرة لمقاتلة روسية؟! وهل ستكون موسكو على استعداد للمخاطرة باقتصادها عقب تحذيرها بالرد العنيف على هذا الحادث؟!.