اهتمت الصحف العالمية بحادث إسقاط تركيا لطائرة روسية، حيث قالت مجلة "فوكس" الأمريكية إنه بالأمس أسقطت تركيا طائرة حربية روسية ادعت أنها اخترقت مجالها الجوي، على الرغم من نفي موسكو اختراقها للأجواء التركية، مضيفة أن أنقرة تشتكي الانتهاكات الروسية منذ بداية ضربات موسكو الجوية العسكرية في سوريا ضد تنظيم داعش الإرهابي، شهر سبتمبر الماضي. وتشير المجلة إلى أنه لفهم الدوافع الروسية وكيفية ردها على هذا الحادث، يقول "مارك غاليوتي" أستاذ الشئون العالمية بمركز جامعة نيويورك، إن المعركة الآن قد تكون بين موسكو وحلف الناتو، كما أن العلاقات الروسية التركية دخلت مرحلة المغامرة في سوريا، ويرى أن الطيار الروسي دخل للمجال الجوي التركي عن طريق الخطأ، فمن غير المرجح التعمد الروسي اختراق الأجواء التركية، خاصة مع استخدام التقنيات الحديثة للطيران، ولكن مع ذلك لا نستطيع إمكانية استبعاد اختراق الأجواء كليا، موضحا أنه ربما أرادت روسيا استعراض عضلاتها أمام حلف الناتو، وتركيا أحد أعضائه، وهناك احتمال آخر هو أنه بالفعل تعمدت موسكو اختراق المجال الجوي التركي، لأن أنقرة من أقوى الداعمين للجماعات السورية المعارضة. ويعتقد "غاليوتي" أنه خلال هذه الأيام يصعب جدا التنبؤ بردة فعل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، ولكن بالتأكيد موسكو لن تذهب إلى طريق الدبلوماسية مرة أخرى، وربما تحظر روسيا هبوط الطائرات التركية في مطارتها، أو فرض نوع من العقوبات الاقتصادية. وفي السياق ذاته، قالت الإذاعة الأمريكية "صوت أمريكا" إن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" تحدث مع نظيره التركي "رجب طيب أردوغان" بشأن حادث إسقاط الطائرة الروسية، مؤكدا على ضرورة استمرار تطور العملية السياسية الانتقالية لتحقيق السلام في سوريا، داعما حق تركيا في الدفاع عن مجالها الجوي، وتضيف أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أكد أن إسقاط الطائرة يعد طعنة بالظهر، مؤكدا أنها لم تدخل المجال الجوي التركي، مشددا على دعم أنقرة للإرهاب. صحيفة "دايلي تيليجراف" البريطانية قالت إن إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا هي أول خسارة خطيرة يعاني منها الروس منذ شنهم غارات جوية قبل نحو شهرين، وتؤكد الصحيفة أن اسقاط الطائرة لن يكون بمثابة الصدمة الكبيرة لهيئة الأركان العامة الروسية والتي تعلم جيدا أنها تخوض حربا جوية مكثفة، وأن الأمور قد تسوء، ومن هنا يجب معرفة أن يكون هناك خطة طوارئ، حال تكرار هذا الوضع.