أعربت صحيفتا "المدينة" و"البلاد" السعوديتان في افتتاحيتيهما اليوم " السبت" عن قلقهما ازاء ما وصفتاه باستمرار "غموض وضبابية المشهد السياسى على الساحة المصرية وكثرة الجدل والمظاهرات"، وقالت الصحيفتان عناصر مندسة تستغلها لإجهاض الثورة، في الوقت الذى ينتظر فيه الشعب بل العالم ثمرة ثورة 25 يناير. وقالت صحيفة "المدينة" تحت عنوان "العمل السياسي والمراهقة السياسية" لا أحد يعرف تحديدا إلى متى سوف تستمر المظاهرات المصرية في ميدان التحرير أو من سيق وراءها بالضبط ومن يمسك بخيوطها، لكن من الواضح تماما أن هذه المظاهرات تحمل بين طياتها الكثير من المراهقة السياسية سواء من المشاركين فيها أو القائمين عليها. واوضحت الصحيفة أن أول مظاهر هذه المراهقة هي الظن أن الحل الوحيد لأي مشكلة في البلاد هو التجمع في ميدان التحرير ورفع الشعارات والتظاهر بينما يملك العمل السياسي طيفا واسعا من الخيارات الأخرى التي تستطيع إنجاز المطلوب دون التظاهر،خاصة إن كانت هذه المظاهرات قد تخرج عن سيطرة منظميها كما حدث أكثر من مرة في مظاهرات سابقة بدأت من ميدان التحرير في مصر لكنها انتهت في أماكن أخرى وبنتائج غير التي أعلنها منظمو التظاهرات. ومضت الصحيفة تقول صحيح إن معظم الوجوه على الساحة السياسية المصرية لم تمارس العمل السياسي بشكل كافٍ ومن المبرر أن تكون لديها أخطاء، ولكن مرور ما يقارب ال7 أشهر على نجاح الثورة المصرية والمجال المفتوح أمام القوى السياسية المختلفة لممارسة نشاطها كان لا بد أن يترك أثرا على الخطاب السياسي لعدة قوى جديدة في الشارع المصري، إما أن تبقى هذه القوى تردد نفس الأقاويل ونفس الشعارات بل تزيدعليها اتهامات توزع هنا وهناك ولا تخدم مصر أو أهلها بل تزيد من مصاعب الحياة بعد الثورة، فهنا لابد للشارع المصري من وقفة مع هذه القوى لمعرفة أهدافها أو التثبت من عدم جدواها. ورأت الصحيفة أنه ليس كل شيء يتم بالمظاهرات في العمل السياسي، ولا بالتصريحات على الفضائيات أو الصحف، ولكن لابد من مخاطبة الجماهير بما تريد والبحث عن ما تحتاج والسعي إلى تحسين حياتها وتوعيتها سياسيا عبر مؤسسات ونشاطات متعددة تقود في النهاية إلى ما أرادته الجماهير التي شاركت في الثورة. واعتبرت الصحيفة أن الجماهير هي مصدر القوة في العمل السياسي الآن وهي التي ستعطي أو تسحب الشرعية للقوى السياسية من خلال صناديق الاقتراع وهو ما يجب أن تفكر فيه القوى السياسية المصرية.