هاجم سياسيون الدعوة التي أطلقها الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، معتبرين أنها دعوة للفوضى لإعاقة خارطة الطريق، ومحاولة للقفز على إرادة الشعب التي اختارت النظام الحالي بإرادة حرة. وخلال حواره لشبكة "بي بي سي" البريطانية، ادعى أبو الفتوح أن الانتخابات الرئاسية المبكرة هي الحل؛ من أجل مصلحة مصر، وأنه لا يريد أي مصلحة من ورائها، موجهًا انتقادات للحكومة الحالية. ووصف أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس حزب التحالف الاشتراكي المصري، تصريحات أبو الفتوح بالدعوة غير الموفقة، بل تأخذ البلاد إلى فوضى عارمة ولا تحقق الاستقرار الذي تتطلبه المرحلة الحالية. وأوضح، أن الدعوة خرجت قرب المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، حتى تعرقل خارطة الطريق، ووصول مصر إلى برلمان جديد، مشيرًا إلى أن مصر تعاني من مشكلات كثيرة وتواجه تحديات كبيرة، لكن الحل لن يكون في الدعوة لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وطالب الدولة السعي لقطع الطريق على أعداء الوطن ومواجهة، وألا تمنح الحكومة الفرصة للقوى المضادة العبث بالبلاد، لافتًا إلى أن أبو الفتوح لازال يحلم أن يكون رئيس للجمهورية وهو أمر مستحيل حدوثه، لأنه جزء من جماعة الإخوان. وأكد على أنه لن يتجاوب أحد مع تلك الدعوات التخريبية؛ لأن قطاعات كبيرة من الشعب تبغض الإخوان والمحسبون عليها، فضلًا عن أن الشعب المصري مع الاستقرار ويدرك ويلات الفوضى، ومثل تلك الدعوات تخرج لارباك المشهد السياسي وستواجه بالرفض التام. وأدعى زعيم حزب مصر القوية خلال الحوار أيضًا أن كل المعارضين يتمنون حدوث انتخابات رئاسية مبكرة، زاعمًا أن الانتخابات هي الطريق السياسي السليم والسلمي للتغيير. وعلق محمد أبو حامد، البرلماني السابق، على هذا الأمر بتأكيده أنها تصريحات مشبوهه خرجت من رجل فقد عقله، وأنه جزء أصيل من جماعة الإخوان المعادية لمصر، ويتحرك وفقًا لذلك الإطار الذي يدعو إلى التحريض والفوضى. وأشار، إلى أنها دعوة تنكر في مضمونها الإرادة الشعبية؛ لأن الرئيس السيسي موجود بإرادة شعبية، ومع مرور الأيام يتأكد للشعب المصري أن اختياره جاء في محله؛ مشيرًا إلى أن هناك صعوبات عديدة في المنطقة استطاعت مصر التعامل معها ومعالجاتها على يد الرئيس السيسي. وتابع، الدعوة لا تختلف كثيرًا عن طريقة الإخوان في التحريض، والإيحاء للرأي العام بأن الدولة ليس بها استقرار، ولكنها لن تؤثر على المشهد بسبب فقدان أبو الفتوح لمصداقيته باعتباره جزء من جماعة الإخوان، وممارسته لسنوات طويلة التضليل والخداع على الشعب. وأوضح، أن مصر أوشكت على انتهاء خارطة الطريق، واستقرار وضعها السياسي، وهو الأمر الذي يمثل تهديد لعناصر جماعة الإخوان، ويمّكن الدولة من أخذ إجراءات أكثر قوة معهم، مشيرًا إلى أنهم يحاولون تعكير صفو الاستقرار السياسي الذي تريده مصر، بتلك الدعوات. وطالب أبو حامد بمحاكمة أبو الفتوح؛ لأن دعوته من شأنها التحريض والتشكيك في شرعية اختيار الشعب المصري. كما أثارت تلك التصريحات أيضًا حالة من الاستياء الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي؛ مدشنين هاشتاجين للتعبير عن موقفهم الرافض لتصريحات أبو الفتوح، وجاءت التغريدات تحمل رفض شديد لفكره وآرائه، وحمل الهشتاجان اسمي "أبو الفتوح، والحفلة على أبو الفتوح". وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن تصريحات أبو الفتوح مرفوضة شعبيًا وسياسيًا؛ لأنها تسعى إلى عودة عجلة الزمان إلى الوراء، وضياع مطالب ثورة 30 يونيو، والقفز على شرعية النظام الحالي الذي اختاراه الشعب بإرادة حرة. وأوضح، أن أبو الفتوح يحاول استغلال تلك التصريحات للظهور على المشهد السياسي من جديد، بعد غياب طويل عنه، رغم علمه الجيد بأنه غير مؤثر فيه، مشيرًا إلى أنها محاولة منه لافساد قرب انتهاء خارطة الطريق بالانتخابات البرلمانية، واستكمال دعائم الدولة الدستورية.