توفى الكاتب والمترجم المصري خليل كلفت، عن 74 سنة، بعد نحو نصف قرن من العمل الثقافي في مجالات النقد الأدبي والترجمة في الرواية والفلسفة والاقتصاد السياسي. نشر كلفت قبل وفاته بيوم واحد في صفحته على «فيسبوك»، مقالاً عنوانه «الثورة الشعبية الاجتماعية ليست محرك التاريخ» ينتهي فيه إلى أن الثورة الشعبية لا تحدث في سياق انكفاء نظام اجتماعي مستقر على نفسه. كما يملك كلفت ترجمات ومؤلفات عدة بعضها سري، مؤلفاته السرية كان يحررها باسم صالح محمد صالح، وصدر له كتابان هما «ثورة يناير 2011، طبيعتها وآفاقها» و «ثورة يناير 2011، الثورة والثورة المضادة فى مصر». ولد كلفت في محافظة أسوان، في التاسع من أبريل عام 1941، وانخرط كلفت في الوسط الثقافي في الستينات التي تُعد ذروة انتعاش فن القصة القصيرة، إذ إنه كتب القصة وشغلته الترجمة والنقد الأدبي منذ مقالاته عن الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي، التي ضمّها كتاب صدر في بغداد العام 1972. ويُعد كلفت من أبرز مثقفي جيل الستينات، ومنهم الراحل يحيى الطاهر عبدالله الذي كتب في مجموعته القصصية « ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالاً» إهداء لخليل كلفت. وانشغل كلفت بأعمال الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، فترجم له قصصاً بعنوان « مختارات من الفانتازيا والميتافيزيقا «، وكتاباً بعنوان « بورخيس، كاتب على الحافة» للناقدة الأرجنتينية بياتريث سارلو، كما ترجم كلفت دراسات لمجموعة من الكتاب من بيرو وبريطانيا والأرجنتين وفرنسا، بعنوان «عوالم بورخيس الخيالية»، وقام الكاتب الراحل بترجمة روايتي «دون كازمورو» و«السراية الصفراء» للكاتب البرازيلي ماشادو دي أسيس، وعن الرواية الأولى ترجم كتاب «الأسطورة والحداثة، حول رواية دون كازمورو» لبول ديكسون. واستأثرت الأعمال الفكرية والسياسية بالجانب الأكبر من نشاط كلفت، فترجم أعمالاً في الفلسفة منها «مدرسة فرانكفورت، نشأتها ومغزاها، من وجهة نظر ماركسية» للبريطاني فيل سليتر، و«حروب القرن الحادي والعشرين، مخاوف وأخطار جديدة» للفرنسي إينياسيو رامونيه، و«تغريب العالم، دراسة حول دلالة ومغزى وحدود تنميط العالم» للفرنسي سيرغ لاتوش. ول«كلفت» جهود كبيرة في مجال علم اللغة والمعاجم، وصدر له العام 2009 كتاب «من أجل نحو عربي، دراسات في اللغة العربية»، وفيه يحضّ على إصلاح النحو العربي وتطويره ليكون في قلب التفاعل مع منجزات الثورة النحوية المعاصرة في لغات أخرى، باعتبار النحو علم بناء الجملة بعيداً من التمحور حول الإعراب.