حذر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أمس، من إمكانية حصول اعتداءات جديدة قد تضرب فرنسا ودولاً أوروبية أخرى،.وقال إن الشرطة الفرنسية داهمت منازل أشخاص يشتبه بأنهم إسلاميون متشددون مساء أمس الاول في مناطق متفرقة من البلاد، مشيراً الي أن السلطات الأمنية نفذت «أكثر من 150 عملية دهم» في الأوساط الإسلامية في فرنسا منذ اعتداءات باريس الدامية. وقال «فالس» خلال حديث لإذاعة أر تي: ال«سنعيش لوقت طويل في ظل هذا التهديد، وعلينا أن نستعد له «مشيراً الى أن اعتداءات جديدة قد تستهدف فرنسا أو دولاً أوروبية أخرى»، في الايام المقبلة أو الاسابيع المقبلة، وأضاف «نعلم أن هناك عمليات كان يجري ومازال يجري تدبيرها، ليس ضد فرنسا فحسب بل كذلك ضد دول أوروبية أخرى». جاء ذلك في وقت تحاول فرنسا العودة الى حياة طبيعية بعد الذهول والصدمة اللذين سيطرا عليها في نهاية الاسبوع الماضي، وأكد «فالس» ان هذه الاعتداءات «نظمت ودبرت وخطط لها من سوريا»، مبرراً بذلك الغارات المكثفة التي شنتها مقاتلات فرنسية أمس الاول على الرقة معقل تنظيم «داعش» في شمال سوريا. وقال: «هذه الحرب ضد (داعش) يجب أن تجري أولاً في سوريا والعراق، ثم هناك أيضاً ما يجري في ليبيا إذ إن (داعش) متمركزة وتتمركز هناك، لذلك أقول ان هذه الحرب ستكون حرباً طويلة وصعبة». ودعا رئيس الوزراء الفرنسيين الى «أقصى درجات التيقظ»، وقال «أدعو الجميع الى ضبط النفس وتوخي الحيطة والحذر، وأن سلوك كل شخص سيتبدل في مواجهة هذا الخطر الارهابي». وأضاف مشدداً: «هذه الحرب الجديدة، ليست حرباً تقليدية في فرنسا، لذا ترغمنا على الالتزام بتوخي أقصى التيقظ وضبط النفس والهدوء». وقال «لا يمكن ل(داعش) ان تنتصر في هذه الحرب علينا، لكن هذه المنظمة الإرهابية تسعى إلى إضعافنا، والى تفريقنا، وإلى جعل الفرنسيين ينقسمون بعضهم على البعض الآخر»، مضيفاً أنه «من الضروري أكثر من أي وقت مضى الحفاظ على وحدتنا». وفيما يتعلق بالمؤتمر الدولي حول قمة «المناخ» المقرر عقده في 29 نوفمبر في باريس، قال «فالس» إنه سيتم تركيز الأعمال على المفاوضات، مشيراً الى أن «الحفلات الموسيقية والتظاهرات الاحتفالية ستلغى بالتأكيد». وقال ان «جميع رؤساء الدول والحكومات في العالم سيحضرون الى هنا وسيوجهون الى العالم بأسره رسالة دعم وتضامن مع فرنسا». وأضاف «لم يطلب منا أي رئيس دولة أو حكومة تأجيل هذا اللقاء، بل على العكس. لأنه ذلك سيعني الرضوخ للإرهاب». وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قد أكد من قبل أن فرنسا «في حالة حرب وستضرب عدوها المتمثل بتنظيم (داعش) بهدف تدميره»، قائلاً «علينا أن نقضي على أعداء الجمهورية ونطرد كل هؤلاء الأئمة المتطرفين، وهو أمر سنقوم به، وننتزع الجنسية من أولئك الذين يهزأون بما تمثله الروح الفرنسية وهذا ما نقوم به أيضاً». وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أمس، أن الحكومة تعتزم إغلاق المساجد التي تدعو إلى الكراهية وطرد دعاة التطرف من فرنسا، وقال إن الحكومة ستبحث في جلستها المقبلة قراراً بحل المساجد المتشددة، وذلك بعد يومين من إعلان حالة الطوارئ في البلاد إثر الاعتداءات الانتحارية التي استهدفت باريس. وقال «كازنوف» عبر قناة «فرانس 2» التليفزيونية إن «حالة الطوارئ هي أن نتمكن بطريقة حازمة وصارمة من أن نطرد من البلد أولئك الذين يدعون للكراهية في فرنسا، سواء أكانوا منخرطين فعلاً أو نشتبه في أنهم منخرطون في أعمال ذات طابع إرهابي». وأضاف أن «هذا يعني أيضاً أنني بدأت بأخذ إجراءات بهذا الصدد، وسيجري نقاش في مجلس الوزراء بشأن حل المساجد التي يبث فيها الدعاة الكراهية أو يحضون عليها، كل هذا يجب أن يطبق بأكبر حزم». كما ذكر «كازنوف» ان الحكومة أقرت «زيادة كبيرة جداً لتطوير امكانيات أجهزة الاستخبارات حتى قبل اعتداءات الجمعة ولا سيما مع خلق 1500 وظيفة، وتخصيص حوالى 233 مليون يورو، وتوسيع صلاحيات هذه الأجهزة من خلال «إجراءات تشريعية جديدة». وأضاف: «هل في إطار الحرب التي نعيشها يجب أن نمضي ابعد من هذا؟ الجواب أعطاه الرئيس ورئيس الوزراء، نعم، يجب ذلك فحالة الطوارئ تتيح الوسائل لفعل ذلك، من خلال فرض الإقامة الجبرية، والمداهمات، وهذه الوسائل سيتم اللجوء إليها كلها وبالكامل». ذكر «كازنوف» أنه «أياً تكن الإجراءات التي نتخذها في مواجهة همجيين أعلنوا الحرب علينا فإن الخطر صفر غير موجود»، مؤكداً أن «هذه الحرب ستنتصر فيها الجمهورية الفرنسية والديمقراطية بسبب القيم التي نحملها والحزم في تنفيذ أفعالنا». ودعا الوزير الفرنسيين في حديثه إلى «مواصلة الحياة لأن الإرهابيين يريدون إخضاعنا بالرعب، ورفض الحياة، كما فعلنا حتى اليوم بنموذج حضارتنا وحبنا للحرية والثقافة والعيش معا».