يصادف اليوم الخامس عشر من نوفمبر الجاري الذكرى ال 27 لإعلان الرئيس الراحل "ياسر عرفات" استقلال فلسطين، حيث نص الإعلان على تحقيق استقلال تلك الدولة على أراضيها، وحدد القدس عاصمًة أبديًة لها عام 1988، قائلًا: "المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف". ويُعتبر هذا الإعلان هو الثاني في تاريخ فلسطين، حيثُ تم إعلان استقلالها سلفًا بعام 1948 من قِبل حكومة عموم فلسطين في غزة خلال انعقاد مؤتمر المجلس الوطني. ومع نهاية الإعلان الذي أعلنه "عرفات" من دولة الجزائر، عزف الجيش الجزائري موسيقى النشيد الوطني الفلسطيني، واعترفت 105 دول بهذا الاستقلال، وتم نشر 70 سفيرًا فلسطينيًا في عدد منهم. وجاء إعلان الاستقلال نتيجة استمرار سياسة القمع الصهيوني واتساعها يومًا بعد يوٍم وتزايد أعداد الشهداء والجرحى في كل يوم، ففي عام 1987 استُشهد أربعة فلسطينيين وجُرح سبعٌة آخرين بعد مداهمة شاحنة إسرائيلية لسيارة عُمال عرب على حاجز (إيرز) في قطاع غزة مما فجر الموقف واعتُبر ذلك أحد الأسباب المباشرة لاندلاع الانتفاضة المباركة هناك. وبعد ما يقرب من سبعة سنوات وهي عمر الانتفاضة الأولى تم التوصل إلى اتفاق فلسطيني إسرائيلي سُمي باتفاقية "غزة اريحا" أو "أوسلو (نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية بعام 1991)"، وتم التوقيع عليها عام 1993 وسُمح بعدها بدخول و تواجد قوات فلسطينية ضمن مناطق معينة اتفق عليها الطرفين. ومن أهم البنود التي تضمنتها الاتفاقية؛ (لا يوجد جيش فلسطيني للسلطة الفلسطينية وإسرائيل هي المسؤولة عن حفظ أمن منطقة الحكم الذاتي من أي عدوان خارجي، تعترف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية على أنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وتُقر إسرائيل بحق الفلسطينين في إقامة حكم ذاتي على الأراضي التي تنسحب منها في الضفة الغربيةوغزة ولكن يُقصد به حُكم ذاتي للفلسطينيين وليس دولة مستقلة ذات سيادة، بالإضافة إلى إقامة قوة شرطة ومجلس تشريعي مُنتخَب للشعب الفلسطيني في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، وبعد ثلاث سنوات تبدأ "مفاوضات الوضع الدائم" ويتم خلالها مفاوضات بين الجانبين بهدف التوصل لتسوية دائمة). ورغم هذا الإعلان وتلك الاتفاقيات، فكما هو مُتوقعًا؛ لم يلتزم الاحتلال الاسرائيلي بها، وأصبح حُلم الشعب الفلسطيني بإقامة دولتهم صعب المنال. وبحلول عام 2000 وبداية الألفية الثالثة؛ تأزمت الأوضاع في فلسطين أكثر وأكثر ونال العديد من المواطنين شهادتهم، حيث كانت أشهر قصص الشهادة "الدرة وابنه" وقتها، حتى تُوفي "ياسر عرفات" عام 2004 وانطلقت "انتفاضة الأقصى" التي انفجرت نتيجة دخول عناصر يهودية المسجد الاقصى فكانت تلك هي الانتفاضة الثانية. وتستمر المعاناة والأزمة الفلسطينية حتى يومنا هذا، ولم يُعرف متى وماذا سينتهي بفلسطين المطاف، فكل يوم يمر عليها بهذا الوضع يمثل ذكرى مؤلمة في حياة كل فلسطيني.