بين القمع والاعتقال والاستغلال، عانت الحركات الطلابية على مدار تاريخها، لتواصل النضال في الدفاع عن الوطن ضد الاستعمار والفساد والخيانة. وعلى مدار العصور المختلفة، ظلت الحركة الطلابية تواجه ظلمات بعد ظلمات لتقف ثابتة في مواجهة الاستعمار والفساد، منذ الاحتلال البريطاني ودفاعهم عن سعد زغلول، مرورا باستجابة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى مطالبهم، ثم حرمانهم من السياسة في عهد الراحل محمد أنور السادات، ثم قصر دورهم في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وحتى استغلالهم سياسيًا في عهد الإخوان. وبعد توقف الاتحادات الطلابية لمدة ثلاث سنوات، عادت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتواصل كفاحها في النهوض بالدولة، وتقدم العملية التعليمية، وللمساعدة في حل المشكلات. حصار الطلاب في عهد الاحتلال البريطاني بعد صدور دستور 1923، وتشكيل الحكومة قام الطلاب بالتحرك على نطاق واسع فى القاهرة، وقامت القوات البريطانية بمحاصرة الطلبة في ميدان السيدة زينب وقابلوهم بعنف شديد لدرجة جعلت الأهالي يتضامنون مع الطلاب وألحقوا خسائر بالقوة البريطانية التي طلبت تعزيزات أخرى من الجيش فأمكن تشتيت المتظاهرين ونقل الجرحى إلى المستشفيات واعتقل 300 طالب. وظهرت شراسة السلطة في التعامل مع "الحركات الطلابية" حيث أصدرت وزارة محمد محمود باشا بضغط من الإنجليز قانون رقم 22 لسنة 1929 ونصت مادته الأولى على "أن يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز 6 أشهر أو بغرامة من 20 إلى 50 جنيهاً". واستمرالطلبة الجامعة يمارسون دورهم في العمل السياسي الوطني بصورة أو بأخرى طوال تلك الحقبة غير أنهم كانوا أصحاب مبادرات سياسية مهمة شكلت نقطة تحول في العمل الوطني. من السرية إلى الاستجابة في عهد عبدالناصر اتسم العمل السياسي لاتحاد الطلاب داخل الجامعة بالسرية في بداية عهد عبدالناصر، واقتصرمشاركة الطلاب علي أعضاء الاتحاد الاشتراكي العربي ومنظمة الشباب. وعقب نكسة يونيو 1967، استمر كفاح الطلاب ليشعل الجامعات ويحفز الجيش على رد الهزيمة، وكانت مظاهراتهم سبباً في أن يعقد الرئيس جمال عبد الناصر في منتصف ليل 21 فبراير 1968 اجتماعاً لمجلس الوزراء، ويصدر قرارا بإلغاء الأحكام الهزيلة التي صدرت ضد قيادات الجيش المتسببين في الهزيمة، وإحالة القضية إلى محكمة عسكرية عليا أخرى وتمت الاستجابة لمطالب الطلبة الخاصة بإعطاء مزيد من الاستقلال والفاعلية وحرية الحركة لاتحاداتهم والسماح للاتحادات بالعمل السياسي. كما صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 1532 لسنة 1968 بشأن تنظيم الاتحادات الطلابية منفذا لهذه المطالب، وبدأت الجامعة تموج بالحركة وعاد الطلاب يعبرون عن آرائهم بحرية داخل الجامعة وارتفعت يد منظمة الشباب عن الجامعة. الاعتقال والتعذيب في عهد السادات واجهت سلطة السادات الحركات الطلابية بجميع أشكال العنف من ضرب وتعذيب واعتقال، حيث أعلن السادات أن عام 1971 هو عام الحسم ولم يحرك ساكنا، وأعلن أن عام 1972 هو عام "الضباب" و لهذا لن يستطيع الدخول في معركة ما أشعل نيران الغضب في صدور الطلاب وعمت مظاهراتهم جميع أنحاء مصر حتى بدأ السادات يشعر تجاهها بالقلق خوفا من أن يتضامن بقية طوائف الشعب مع الطلبة, و لهذا قرر السادات التعجيل في قرار العبور في السادس من أكتوبر 1973 . وأكمل السادات، في مواجهته للحركات الطلابية حيث أصدر لائحة 79 التي ألغى من خلالها اتحاد طلاب الجمهورية الذي كان يمثل رأيا عاما غاية في الخطورة و يعبر عن الحركة الطلابية المصرية و ذلك في محاولة لاغتيال هذه الحركة الشامخة , كما ألغى اللجنة السياسية في اتحادات الطلاب و حرم كافة أشكال العمل السياسي داخل الجامعة. حظر السياسة في عهد مبارك وفي عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، استمرت المخاوف من الحركات الطلابية، ما دفعه إلى إصدار قوانين لتعديل اللائحة وإحالة دوراتحاد الطلاب على مدار الثلاثين عاما ليقتصر دورهم فقط على الأنشطة الفنية والحفلات والندوات. وكان النشاط السياسى في عهد مبارك، محظورا حتى لا يستطيع الطلاب أن يعبروا عن آرائهم بحرية داخل الجامعة أو ترتفع أصواتهم، ولكن ذلك لم يمنع الحركات الطلابية من الظهور مرة أخرى. استغلال الطلاب في عهد الإخوان قامت الحركات الطلابية المتأسلمة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي باستغلال الجامعة سياسياً لإيصال أصواتهم الانتخابية في انتخابات اتحادات الطلبة . وسرعان مابأت محاولتهم بالفشل فلم يحصلوا على الأصوات التي حلموا بها لتنهار كافة امنياتهم واحلامهم بثورة 30 يونيو التى أطاحت بمرسي.